فرنسيان يخرجان فيلم «خمسين» عن لبنان المفخخ

زهرة مرعي
حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي»: عُرض فيلم «khamsin» أو «خمسين» الوثائقي في ختام مهرجان «سينما الواقع الدولي في دورته ال17» الذي عقد في بيروت. وقّع الفيلم المخرجان الفرنسيان جورجيو كوفيرت وجورجيو أوريو، وأنتجه المخرج اللبناني روي عريضة. مخرجان فرنسيان حاولا تسليط الضوء على الحالة اللبنانية ملتزمين مبدأ الحياد الإيجابي. وفي هذا الوثائقي الذي امتد لساعة تقريباً، يمكننا وصف حال المخرجين كمن يبحث في جبل ممتد أفقياً وعمودياً، عن سر الخلطة التي أنتجت لبناننا، واستولدت أزماته المتكررة. لماذا فرنسيان يبحثان في شؤوننا يبقى سؤال يوجه للمخرجين عندما يصبح الأمر ميسراً؟

صوت الآذان

بدأ «خمسين» بمشاهد داخل قلعة بعلبك ومعها سُمع صوت الآذان. لا يطول المشهد كثيراً لتنطلق إجابات من اشخاص متعددين رداً على اسئلة غير موجهة. إذاً بدأ النقاش في الحالة اللبنانية. منهم من وجد أننا في «ارض المعارك.. خُلق لبنان من 18 معتقد ديني و18 فكراً». يبحر السؤال أكثر في الزمن ويعود لمرحلة ليست بعيدة كثيراً عنا، إنه الإستعمار الغربي الذي ورث الإستعمار العثماني بعد الحرب العالمية الاولى. وعلى يد الإستعمارين الفرنسي والبريطاني تمّ تفخيخ المنطقة العربية بالتقسيم. ولبنان الذي نحتفل في هذه الأيام بمئة سنة على ولادته من قصر الصنوبر مني بقصاص تكريس الطائفية، والتي تكتسب مزيداً من التكريس عبر التشريع بعد كل حرب أهلية. يرى أشخاص من الذين تابعنا تحليلاتهم في هذا الوثائقي أننا في «وطن غير مبني على أساس صلب». ويطرح أحدهم السؤال المفصلي الذي يراود الكثيرين: كيف يمكن لطرابلس أن تُفصل عن حمص؟ واللاذقية عن عكار؟ وصور عن حيفا؟ أسئلة بليغة جوابها بالتأكيد لدى الإستعمار. إلى تلك النظرة الحيادية المعتمدة من قبل المخرجين الفرنسيين يشق الوثائقي «خمسين» طريقه لمعرفة المزيد عن وطننا. تتنقل الكاميرا بين فئة من الموسيقيين الذي يقولون في عزفهم الارتجالي والتجريبي الكثير من المواقف التي لا يقولها المحللون والكتّاب. إنهم موسيقيو الأندرغراود، يحلقون مع رباعي غيتار مظهرين امكاناتهم في التناغم فيما بينهم، وايصال رسالتهم للمتلقين.

بدء الإنتفاضة

أحدهم أضاف إلى الغيتار «مفك براغي» وراح يشغّله، فيما آخر تحدث عن بدء الإنتفاضة في 17تشرين الأول/أكتوبر 2019 ونزول عائلات بأكملها إلى الشارع. وتنقل الكاميرا مشاهد سريعة لبعض الشوارع مترافقة مع موسيقى احتجاجية تشبه الأزيز. وفي خضم البحث عن اسباب الحرب تنتقل الكاميرا في استراحة جبلية مع ماعز يسرح ويقضم العشب. ويستخلص أحدهم «الشجاعة في الذاكرة والشجعان هم من لديهم ذاكرة». «خمسين» فيلم منح موسيقى الأندرغراود مساحة كبيرة، بل اعطاها حرية التعبير السياسي والموقف من نظام دمّر البلاد ولا يزال. نظام طائفي قضى على أحلام الشباب ببناء وطن علماني متحضر بعيداً عن المحاصصة. موسيقيون غاضبون، سواء بما تختزنه العيون من تساؤلات ورفض، أو بما سمعناه من نغمات عالية وصلت إلى… السماء.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية