فتى بلا ذراعين يتحدى الإعاقة وظروف النزوح في غزة- (فيديو)

حجم الخط
0

غزة: يعيش الفتى الفلسطيني سامي أبو معوض، المولود بلا ذراعين، ظروفًا صعبة للغاية داخل خيمة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن نزح إليها قادمًا من الشمال بسبب الحرب الإسرائيلية.

اضطر سامي (16 عامًا) رغم إعاقته إلى النزوح رفقة عائلته من شمال القطاع تحت القصف الإسرائيلي العنيف، بناء على تهديدات الجيش الإسرائيلي للسكان بالتوجه إلى جنوب القطاع، باعتبار مناطقهم السكنية “ساحة قتال”.

أبو معوض ولد بلا ذراعين بعد استنشاق والدته أثناء فترة الحمل غاز الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة عام 2008، وفق ما يرجح الأطباء.

وشنّت إسرائيل في 27 ديسمبر/ كانون أول 2008 حرباً على قطاع غزة، استمرت 23 يوماً، أسفرت عن استشهاد 1436 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 5400 آخرين؛ نصفهم من الأطفال، فيما قتل 13 إسرائيلياً، وأصيب 300 آخرون.

واستخدمت إسرائيل في حرب 2008 أسلحة غير تقليدية ضد الفلسطينيين العزل كان أبرزها قنابل الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف، الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وآثاره على المواليد والأجنة، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومراكز حقوقية ومؤسسات أوروبية.

ورغم قيام أبو معوض بمعظم المهام اليومية وحده مستعينًا بقدميه، كتناول الطعام والمشروبات وتسريح شعره والرسم، حتى حياكة الملابس، إلا أن حياة النزوح أجبرته على الاستعانة بوالدته في كثير من الأوقات.

ويقول أبو معوض: “الحياة داخل الخيمة صعبة جدًا، أحاول التغلب على كل الصعوبات والتحديات، والعيش بشكل طبيعي”.

ويضيف: “ولدت على هذا الحال، وتأقلمت مع الإعاقة، وكنت أذهب إلى المدرسة يوميًا، وأقوم بقضاء حوائجي دون أي مشكلة”.

ويستدرك الفتى: “لكن الحرب الإسرائيلية واضطرارنا للنزوح إلى دير البلح، قلب الدنيا رأسًا على عقب، فالمكان ضيق والأرض ترابية ولا يوجد دورات مياه كتلك الموجودة في المنزل”.

ويبدو واضحًا على أبو معوض ملامح التعب والهزال بفعل النزوح والعيش داخل خيمة تفتقر لمقومات الحياة الأساسية، في ظل نقص حاد في المياه والطعام.

ورغم تأثيرات الحرب والنزوح، إلا أن الفتى يتمتع بقدرة فائقة على ضم الأشياء بين أصابع قدميه والتحكم بها، كقيامه بمسك القلم والهاتف المحمول.

ويوضح سامي الذي تمكن من الوقوف في وجه صعوبات الإعاقة، أنه تعلم القيام بأشياء كثيرة بقدميه مع مرور الوقت وخاصة في هذه الفترة الصعبة.

ويأمل الفتى أن تنتهي الحرب الإسرائيلية المدمرة في أسرع وقت ممكن، والعودة إلى شمال قطاع غزة.

ويحلم أبو معوض بالسفر إلى الخارج وتركيب أطراف صناعية تساعده في حياته اليومية.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية