غزة: خسائر فادحة تطال قطاع تربية الدواجن

إسماعيل عبدالهادي
حجم الخط
0

يتكبد قطاع تربية الدواجن في غزة خسائر مالية قدرت بملايين الشواكل، نتيجة ضعف إقبال المواطنين على الشراء، بفعل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، بالإضافة إلى غياب الخطط السليمة الخاصة باستيراد البيض من قبل الجهات المختصة والمعنية، الأمر الذي دفع أصحاب مزارع الدواجن إلى تخفيض أسعار البيع إلى ما دون سعر التكلفة للخلاص من كميات الدواجن الكبيرة في المزارع خوفا من نفوقها بسبب درجات الحرارة العالية.

خليل النحال، صاحب إحدى مزارع تربية الدواجن في منطقة شرق مدينة غزة يقف مكتوف الأيدي أمام حجم الخسائر الكبيرة التي طالت مزرعته، بسبب تدني سعر كيلو بيع الدجاج إلى 5 شواكل، بعد أن استقر لفترات طويلة على 13 شيكلا للكيلو الواحد.

يقول لـ”القدس العربي” مع اقتراب عيد الأضحى من كل عام يتم اعطائنا توجيهات من قبل وزارة الزراعة بتخفيض أسعار بيع الدواجن في السوق، نظراً لاكتفاء المواطنين بلحوم الأضاحي، لكن هذا العام بعد مرور شهر على انتهاء عيد الأضحى بقيت أسعار الدواجن متدنية بأمر من وزارة الزراعة، ما أدى إلى تكبدنا كأصحاب مزارع خسائر مالية كبيرة.

حال المزارع أكرم سلطان لم يكن أفضل من زميله، وقد عبر عن امتعاضه من الانخفاض المستمر في أسعار الدواجن دون وجود حلول في الأفق لهذه الكارثة، والتي يصعب على عدد كبير من أصحاب المزارع التعافي منها في وقت قريب.

أستهجن لـ”القدس العربي” غياب تفسير الأسباب الحقيقية من قبل وزارة الزراعة لاستمرارها في هذه الإجراءات، وعدم تقديم توضيحات لأصحاب المزارع رغم الإلحاح للوقوف على الأسباب، ويرى أن هناك أسبابا كارثية تتحفظ الوزارة على ايضاحها، وهذا ما يكرس معاناة أصحاب المزارع.

وبين أن تكاليف إنتاج ونقل الدجاج إلى المستهلك تصل بشكل طبيعي إلى 9 شواكل شاملة أجرة النقل، في حين بيع الكيلو من5 إلى 6 شواكل لم يأت بأدنى ربح. وأوضح سلطان أن مثل هذه المشكلة أضرت بعدد كبير من العمال الذين تم تسريحهم، إضافة إلى أنها تجعل المزارع غير قادر على إنتاج أفواج جديدة من الدواجن بعد نفادها، وهذا يضر المواطن في الدرجة الأولى الذي يعتمد بشكل أساسي على شراء لحوم الدواجن.

ويقول المزارع أبو صابر لـ”القدس العربي”: سأعتزل مهنتي بشكل مؤقت ولن أعوذ لتربية الدواجن، بعد أن نفدت كميات منها من المزرعة وتم بيعها بسعر رخيص. وتعرض أبو صابر لخسائر مالية وصلت إلى 56 ألف شيكل. إضافة إلى تراكم الديون على تجار بيع الأعلاف بعد عدم تمكنه من السداد.

ويرى مختصون أن من أسباب انخفاض أسعار الدواجن إلى هذا الحد، إدخال كميات كبيرة من البيض المخصب، ومنها ما يتم بالتهريب دون رقابة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، إضافة إلى منح وزارة الزراعة التراخيص لإنشاء فقاسات بيض جديدة، تزيد من فائض احتياجات السوق وهذا ما يجعل الفائض كبيرا، وينعكس ذلك بالخسائر بين الفينة والأخرى على أصحاب المزارع.

وبين طاهر أبو حمد، مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة أن احتياجات قطاع غزة من الدواجن تصل إلى مليون و800 ألف دجاجة، في حين أن هناك مليون دجاجة فائضة داخل السوق، وهذا ما شكل زيادة في العرض وانخفاضا في الطلب.

وأوضح لـ”القدس العربي” أن وزارته فتحت المجال أمام استيراد البيض اللاحم، في خطوة للقبض على اللصوص المحتكرين الذين يتلاعبون بالأسعار، بالإضافة إلى وضع شروط على البيض المستورد ومن يخالف تلك الشروط يتم إتلاف حصته.

وأضاف أن وزارة الزراعة وفي محاولة لتفادي خسائر أصحاب المزارع، أعطت تعليمات بوقف استيراد أجزاء الدجاج المجمد لإعطاء الفرصة للتجار لتسويق منتجاتهم.

ويتخوف الغزيون من غياب الحلول القريبة بالنسبة لمربي الدواجن، والذين قد يضطرون إلى رفع سعر كيلو الدجاج بشكل مفاجئ يصل إلى 17 شيكلاً وهو السيناريو نفسه الذي حصل قبل عام، الذي دفع التجار إلى مجابهة الخسائر برفع الأسعار، والتي يصعب فيها على المواطن شراء هذا المنتج في ظل الأوضاع الصعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية