غزة تحت النار.. غارات جوية دامية أعنفها تستهدف رفح مع انطلاق جولة مفاوضات القاهرة

حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

شهدت كافة مناطق قطاع غزة غارات جوية وعمليات قصف مدفعي دامية، أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا، بينهم أطفال ونساء، كان أعنفها في مدينة رفح جنوبا، التي يهددها الاحتلال بشن عملية برية، في الوقت الذي انطلقت فيه جولة جديدة للمفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال، في العاصمة المصرية القاهرة، بغية التوصل إلى اتفاق تهدئة يوقف الحرب.

هجمات جديدة

واستمرت حالة الخوف التي يعيشها سكان شمال قطاع غزة، بسبب القصف المدفعي العنيف الذي يضرب المناطق الحدودية الشرقية والشمالية، في إطار سعي الاحتلال لدفع المزيد من السكان للنزوح القسري.

وحسب شهود عيان فإن المدفعية أطلقت الكثير من القذائف تجاه بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، في وقت أجبر فيه سكان جدد من هاتين البلدتين على الخروج منها.

كذلك قصفت قوات الاحتلال عدة مناطق في مدينة غزة، حيث استشهد عدد من المواطنين بينهم أطفال، وأصيب آخرون، في قصف استهدف منزلا لعائلة الترتوري يقع غرب مدينة غزة.

وطالت الغارات الجوية أيضا على المدينة منزلا في حي الصبرة جنوبا، حيث أسفر الهجوم الدامي عن استشهاد مواطنتين، مخلفا أيضا عددا من المفقودين تحت الأنقاض، إلى جانب إصابات مختلفة.

وذكرت مصادر محلية أن الغارات طالت مجددا حي الزيتون، فيما قامت الدبابات الإسرائيلية المتمركزة غرب المدينة، باستهداف المناطق القريبة من قرب “دوار النابلسي”.

وشاركت في الهجمات على المدينة زوارق حربية إسرائيلية، أطلقت العديد من القذائف على المناطق الساحلية، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والحربي.

وذكر سكان من غرب المدينة، أن قوات الاحتلال ظلت تطلق طوال ليل الأحد وفجر الاثنين، قنابل إنارة ليلية في سماء المنطقة، ما بث في صفوفهم الخوف من عملية عسكرية جديدة تستهدف المنطقة.

كذلك استهدفت مدفعية الاحتلال تجمعات للمواطنين شرقي مدينة غزة.

إلى ذلك فقد أعاقت قوات جيش الاحتلال مرور شاحنات تقل مساعدات لسكان مدينة غزة والشمال، وأخرت دخولها لساعات طويلة على شارع صلاح الدين، خلال انتظارها اذن المرور من الممر الأمني الذي تقيمه قوات الاحتلال وسط القطاع، ويقسم القطاع إلى قسمين واحد في الشمال وآخر في الجنوب.

من جهتها تبنت فصائل المقاومة تنفيذ عدة عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية في قطاع غزة، خاصة في منطقة الوسط التي يقيم فيها الجيش الممر الأمني الفاصل، من خلال إطلاق قذائف الهاون وأخرى مضادة للدروع.

كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مخيم النصيرات وسط القطاع، كما شن غارة جوية على شمال مخيم البريج، في الوقت الذي قصفت فيه المدفعية أطراف مخيمات المنطقة الوسطى، وخاصة المناطق التي تقيم قربها الممر الأمني.

مجازر دامية في رفح

وكعادة الأيام الماضية، كانت أعنف الغارات والقصف الإسرائيلي ضد مدينة رفح جنوب القطاع، حيث استشهد هناك أكثر من 20 مواطنا وأصيب آخرون، في سلسلة غارات استهدفت عدة مناطق.

وفي هجوم على منزل لعائلة الخطيب في حي الجنينة، استشهد أربعة مواطنين بيهم أطفال ونساء، كما أصيب آخرون بجراح جرى نقلهم جميعا إلى مشفى أبو يوسف النجار.

كذلك استشهد 7 مواطنين اثر قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة الخواجات وسط المدينة، الذي يؤوي أيضا عددا من النازحين الذين قدموا من مناطق أخرى في القطاع.

كما استشهد أيضا 10 مواطنين اثر قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو طه في رفح.

وفي سياق قريب، وبالرغم من بدء جولة جديدة من محادثات التهدئة التي يقودها الوسيط المصري، إلا أن سلطات الاحتلال أبقت على تهديداتها بشن عملية برية ضد مدينة رفح، في الوقت الذي أبقت فيه على وتيرة هجماتها العنيفة ضد المدينة وباقي مناطق القطاع.

ونقلت تقارير عبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله “إن الاستعدادات تتواصل لاجتياح مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة”، مشددا على أن إسرائيل “لن تتنازل في أي صفقة، في حال تمت، عن أهداف الحرب”.

وساطات التهدئة

إلى ذلك فقد واصلت مصر استكمال مهمة الوساطة الجديدة للتوصل إلى تهدئة تنهي الحرب وتوقف الاجتياح البري لرفح، حيث وصل وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة، لتسليم رد الحركة على آخر مقترحات قدمت لها.

وجاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه عن توجيه القاهرة دعوة لوفد أمني إسرائيلي، بهدف البدء بجولة مفاوضات جديدة غير مباشرة.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن كل وفد سيجيب على استفسارات الآخر حول البنود الجديدة المقترحة، ومن المحتمل أن يعلن عن وجود تقدم في حال جرى انجاز بعض البنود العالقة.

وحسب ما جرى كشفه، فإن المقترحات الجديدة تشمل بدلا من “الهدنة الكاملة” التي تطلب بها حماس، وتعارضها إسرائيل، مصطلح “استعادة الهدوء المستدام” في غزة، في إطار صفقة تبادل أسرى، يجري تطويرها في المرحلة الثالثة من الاتفاق، لتصبح هدنة دائمة، خاصة وأن مصطلح توقف الحرب في المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح، كان دوما يفجر الخلافات، ويحول دون التوصل إلى حلول.

وبعيدا عما نشر خلال اليومين الماضيين، حول عودة النازحين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى منطقة الشمال، أكدت مصادر مطلعة، أنه لم يجر بعد معرفة كيفية التعامل مع هذا الملف، وإن كان الاتفاق يشمل إزالة أي قيود إسرائيلية، على غرار المواقف السابقة لحكومة الاحتلال، التي كانت تقبل بعودة جزئية لفئات محددة، كما لم يعرف الاتفاق على عملية خروج قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، وتحديدا من الممر الأمني الذي يقسم القطاع.

وحسب المصادر، فإن أي بنود المقترحات، لم تشمل أي التزام إسرائيلي بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتحديدا من منطقة الممر.

وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، نقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن حكومته “باتت مستعدة للتجاوب مع جميع مطالب حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى، باستثناء المطلب الذي يتعلق بإعلان نهاية الحرب مع انتهاء الهدنة”.

وأشار إلى أن إسرائيل تعتزم تخصيص 10 أيام إلى 14 يوماً للتوصل إلى اتفاق على إطلاق بعض المحتجزين الإسرائيليين، مقابل الانسحاب من الممرات الإنسانية في قطاع غزة، وتنفيذ هدنة ممتدة طوال فترة الصفقة، والسماح للعديد من سكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم، وكذا إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق في تصريح صحافي إن حركته “لم تصدر أي تصريح باسمها ولا منسوب لمصادر فيها حول ورقة الرد الإسرائيلي الذي تسلمناه من الوسطاء”، لافتا إلى أن الرد ما زال تحت الدراسة.

وأضاف “️ما تصدره بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية من تسريبات حول ذلك يهدف للتشويش والبلبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية