غزة: البدء بتصدير الذهب الأحمر إلى أسواق الضفة وأوروبا بعد وفرة المحصول

إسماعيل عبدالهادي
حجم الخط
0

يشكل موسم جني ثمار الفراولة أو ما يسميه المزارعون في غزة بالذهب الأحمر طوق نجاة للمزارعين، كونه يوفر مصدر دخل وفير لهم، من خلال تصدير كميات كبيرة من المنتج إلى أسواق الضفة الغربية وأوروبا. حيث تعتبر مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، موطن زراعة النبتة فالتربة الخصبة والمياه العذبة للمدينة، منحها الأفضلية عن باقي أراضي قطاع غزة في إنتاج الفراولة بجودة عالية ومواصفات عالمية.
ويبدأ موسم زراعة الفراولة مطلع أيلول/سبتمبر من كل عام، ويشرع المزارعون في قطفه مطلع كانون الأول/ديسمبر وحتى أواخر آذار/مارس. ويعتمد نجاح زراعة الفراولة على عوامل عدة تتعلق بنوع البذرة والتربة، وموعد الزراعة والمياه المستخدمة، إضافة إلى طرق العناية والمتابعة منذ البداية وحتى الحصاد.
ويوجد في قطاع غزة 3600 دونم مزروعة بنبات الفراولة، وتوفر هذه المساحات الزراعية الكبيرة فرص عمل لكثير من الشباب خلال موسم الحصاد، إذ أن الدونم الواحد يحتاج لأكثر من عشرة عاملين على الأقل، وذلك يساهم في الحد من معدلات البطالة المرتفعة في قطاع غزة، والتي وصلت حسب آخر البيانات الصادرة عن مركز الإحصاء الفلسطيني إلى 53 في المئة.
وتتنوع طرق زراعة الفراولة في قطاع غزة بأشكال متعددة، حيث استحدث المزارعون قبل سنوات قليلة طرقا حديثة بأقل تكلفة في تطوير زراعة محصول الفراولة، حيث نجح مزارعون في غزة وبدعم من منظمة الفاو الدولية، في زراعة الفراولة بالطريقة المعلقة، وهذه هي التجربة الأولى التي يتم تطبيقها في القطاع وسجلت نجاحاً كبيراً، بعد الحصول على منتج وفير بعكس الزراعة الأرضية، كما أن مزارع الفراولة المعلقة في غزة باتت مناطق سياحية، تجذب المواطنين إليها للتمتع بأشتال الفراولة المعلقة، فهناك إقبال واسع على زيارة المزارع من قبل المواطنين رغبة منهم في الخروج من الضغوط الحياتية، والاستمتاع بجلسات هادئة وسط طبيعة خلابة، كما يسمح أصحاب المزارع للزوار بالتقاط حبات الفراولة المعلقة من أغصانها.
ويقول المزارع عاطف ورش أغا الذي يمتلك 9 دونمات مزروعة بمحصول الفراولة في مدينة بيت لاهيا، إن المحصول هذا العام سجل إنتاجا وفيرا عن الأعوام السابقة، وهذه الوفرة في الإنتاج ساعدتنا في تجهيز كميات كبيرة، استعداداً لتصديرها إلى أسواق الضفة الغربية والأسواق الأوروبية.
وأوضح لـ«القدس العربي»: أن وزارة الزراعة في غزة ساعدت أصحاب المحاصيل الزراعية في حماية أشتال الفراولة من الأمراض الفطرية، التي تقضي على الأشتال من خلال متابعة الموسم وتزويدهم بالمبيدات الزراعية من أجل حماية المنتج، كما أتاحت الجمعية التعاونية الزراعية للمزارعين، فرصة زيادة المساحات المزروعة بعد أن مكنتهم من تجميد الفائض في ثلاجات خاصة.
وأشار إلى أن فكرة الزراعة المعلقة زادت من المساحات الزراعية، كما سببت وفرة بالإنتاج وقللت من تكلفة احتياجات الزراعة، من خلال تقليل كميات المياه التي تحتاجها طريقة الزراعة المعلقة، إلى جانب حماية المحصول من التعرض للأمراض الفطرية التي تنتقل من التربة.
ويأمل المزارع أن تسير عملية التصدير من دون أي عوائق مفاجئة قد تضعها إسرائيل على عملية التصدير عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، فهناك فرصة جيدة للربح هذا العام لتسويق كميات وفيرة من المنتج، وتحقق لنا كمزارعين دخلا ماديا وفيرا، يعوض الخسائر التي تلقيناها خلال السنوات الماضية من جراء منع الاحتلال تصدير محصول الفراولة.
من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة أدهم البسيوني أن محصول الفراولة هذا العام سجل وفرة في الإنتاج، حيث وصلت الكميات إلى 11 ألف طن، وهذه الكمية لم تسجل من قبل، ويعود ذلك إلى عدة عوامل أهمها، المتابعة الدائمة من قبل الوزارة للمساحات الزراعية ومكافحة الأمراض التي تصيب المحصول، إلى جانب توسيع المساحات الزراعية واستحداث طرق جديدة في الزراعة، إضافة إلى أن تجميد الفراولة ساهم في تشجيع المزارعين على توسعة المساحات المزروعة، فلم يعد المزارع لديه تخوف من تكدس الأسواق المحلية بالفراولة، وجميع هذه العوامل زادت من كمية الإنتاج.
وبين لـ«القدس العربي»: أن نصف إنتاج غزة من الفراولة مخصص للتصدير، والنصف الآخر لتغطية حاجة السوق المحلي في القطاع، ويبدأ موسم التصدير منتصف كانون الأول/ديسمبر، حيث بدأت الوزارة بتجهير ما يقارب من 350 طناً استعداداً للتصدير إلى أسواق الضفة الغربية، ويتم تجهيز كميات أخرى لتصديرها إلى الأسواق الأوروبية خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه مزارعي الفراولة، تتمثل في إغلاق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم بصورة مفاجئة في أوقات الحصاد، إذ يضطر المزارع إلى بيع إنتاجه بسعر أقل من التكلفة في السوق المحلي، ما يترتب على ذلك خسائر كبيرة تؤثر على دخل العمال الذين يعملون في هذه المهنة الموسمية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية