عميد مسجد باريس يدعو مسلمي فرنسا إلى التصويت ضد اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية

حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”:

على بعد أقل من ثلاثة أسابيع من موعد انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى في شهر يونيو/ حزيران المقبل، دعا عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ مسلمي فرنسا إلى التصويت في الانتخابات المقبلة، مُعرباً عن “مخاوفه” بشأن صعود اليمين المتطرف، منتقداً “روح الانطواء على الذات”.

وقال: “ كفرنسيين ومسلمين، من واجبنا أن نشارك بنشاط في الانتخابات الأوروبية والوطنية لتعزيز ديمقراطيتنا وتعزيز قيم العدالة والمساواة والتضامن”.

وعبّر شمس الدين حفيظ عن “مخاوفه الجدية” بشأن صعود اليمين المتطرف، الذي يمكن أن يكون لانتصاره المحتمل في انتخابات البرلمان الأوروبي عواقب وخيمة بشكل خاص على المسلمين، تتراوح من زيادة أعمال الإسلاموفوبيا والتمييز إلى تعزيز القوانين التقييدية التي تستهدف الشعائر الدينية والثقافة”

واعتبر عميد مسجد باريس أن المشاركة الانتخابية للمسلمين هي “رد على التعصب والوصم”

كما رأى أنه “من خلال التصويت، يمكننا دعم السياسات والمرشحين الذين يدافعون عن الصالح العام ويحاربون الظلم والفساد بشكل يتوافق مع مبادئ المسلمين”.

لكن عميد مسجد باريس الكبير استنكر أيضًا “بعض الحركات التي تعلن انتماءها إلى الإسلام” والتي “ تدعي، انطلاقا من روح الانغلاق/ الانطواء على الذات والطائفية الضيقة، تدّعي أنه لا يمكن للمسلم أن ينتخب غير المسلم”، على حد تعبيره.

وانتقد شمس الدين حفيظ “الدعاة الزائفين” الذين “يستغلون ضعف الشباب لنشر أفكارهم التفريقية من خلال الادعاء بأن المشاركة السياسية ستكون غير متوافقة مع العقيدة الإسلامية”.

وكان عميدُ مسجد باريس الكبير قد دعا أيضا مسلمي فرنسا، بداية الشهر الجاري، إلى المشاركة الانتخابية، من خلال منشور طويل بعنوان “فرنسا.. أحبها ولن أتركها”، في إشارة إلى كتاب فرنسا “تحبها لكنك تتركها”، والذي نُشر في نهاية شهر أبريل الماضي، والذي يروي فيه مسلمون فرنسيون التمييز الذي دفعهم إلى المنفى.

وقال شمس الدين حفيظ، حينها: “ من خلال دعم المرشحين والسياسات التي تدافع عن الشمول والتنوع، فإننا نرسل رسالة قوية إلى المجتمع ككل، تؤكد التزامنا بالقيم الديمقراطية ورغبتنا في بناء فرنسا أكثر عدلاً واتحادًا معًا. ومن خلال العمل يداً بيد مع مواطنينا، أياً كان أصلهم أو عقيدتهم، يمكننا أن نساعد في إنشاء مجتمع أكثر شمولاً يحترم الاختلافات، مجتمع يكون فيه لكل فرد مكانه ويمكن للجميع أن يزدهروا فيه بشكل كامل”.

وأضاف: “ حان الوقت للعمل معا للتصدي من خلال جبهة موحدة للتحديات التي تقف في طريق المجتمع الفرنسي. دعونا نحمل شعلة هويتنا الوطنية بكل فخر، مدفوعين بقناعة قوية بصياغة مستقبل يستطيع فيه كل فرد أن يزدهر بشكل كامل، دون عائق أو تمييز، مهما كانت أصوله أو عقيدته”.

وكان حفيظ استقبل بترحيب لافت ريما حسن، الناشطة الفرنسية-الفلسطنية، والمرشحة للانتخابات الأوروبية عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري، التي تتعرض لحملة من اللوبي الداعم لإسرائيل بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية والناقد لإسرائيل وحربها على غزة. وقد زادت الهجومات عليها، بعدما شبهت مؤخرا ما تفعله إسرائيل في فلسطين بالاستعمار الفرنسي للجزائر.

وجاء في تغريدة لمسجد باريس على “أكس” أن: ” عميد مسجد باريس الكبير كان سعيدا بشكل خاص بالترحيب بريما حسن، الخبيرة القانونية الشهيرة، التي يعتبر نضالها من أجل المستضعفين في المنفى نموذجيًا. وباعتبارها مديرة مرصد مخيمات اللاجئين، المكرس لدراسة وحماية مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم، فإنها تحظى بالاحترام”. وبدا لافتا أن التغريدة أرفقت بوسم “التضامن مع فلسطين مع غزة”.

وقد اثار هذا انتقادات وتهجمات من اليمين المتطرف وأنصار إسرائيل.

وكان عميد مسجد باريس تم انتقاده بسبب تصريحاته التي هاجم فيها “حماس” في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

من جهة أخرى  وجه عميد المسجد الكبير بباريس أيضا نداء خاصاً إلى الجالية الجزائرية في فرنسا (إلى حاملي مزدوجي الجنسية) للتسجيل في القوائم الانتخابية للمشاركة في الانتخابات الأوروبية في يونيو المقبل والانتخابات الرئاسية المبكرة في الجزائر 7 سبتمبر المقبل.

وقال في مقطع فيديو نُشر يوم السبت الماضي على شبكات التواصل الاجتماعي : “لا نريد أن تتم إدارة بلدينا بدوننا. نحن نحب كلا البلدين كما نحب الأب والأم. لدي مودة خاصة تجاه والدتي”.

وعلى بعد 17 يوماً من موعد الانتخابات الأوروبية ما يزال جوردان بارديلا مرشح حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف ( حزب مارين لوبان) يتصدر نوايا التصويت وبفارق مريح جدا. ففي أحدث استطلاع للرأي، حصل على %32 من نوايا التصويت، متقدما على مرشحة المعسكر الرئاسي الحاكم فاليري هاير و مرشح الحزب الاشتراكي رافائيل غلوكسمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية