عزلة ماركيز الأخيرة

لوْحة مائلة،
حائط يمعن في بقائه،
خزانة تملؤها ذكريات صامتة،
وتحت الطاولة مواء.

بكرسيّه المتحرّك يُخاتل شبحاً في الممرّ،
يُطلّ بشَعره الأشعث من زجاج النافذة،
وجهه الباهت يبدّد الوقتَ في لمحة،
يرسم بغليون الماضي مصْعداً من دخان…

غريبٌ،
سكنتْه الوحدة منذ أنْ أرسى بلاداً للعزلة
تسلّقته شجرةُ جوّافة كئيبة،
يغفو قليلاً، تحت ملاءة الدنيا.

في عينيْه فجرٌ تخفُّ إضاءتُه،
أصابعه المنفرجة رؤوسُ سلاحف
تخرج للتّو من رمال صارت متحركة،
فيما ريحٌ تُدير أعناقها الى الأعلى
فالأعلى…

بنى كلَّ شيء، في مهبّ العمر، من رعونةِ الطين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية