«طوفان الأردن» يغزو شبكات التواصل وهتافات الأردنيين تتردد في كل أنحاء العالم العربي

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت التظاهرات الكبرى التي شهدها الأردن في محيط السفارة الإسرائيلية على شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم العربي، وسرعان ما تداول النشطاء صوراً ومقاطع فيديو للطوفان البشري الذي شهدته العاصمة الأردنية عمان والذي يزحف كل يوم مساءً إلى السفارة الإسرائيلية بعد دعوات شعبية لحصارها حتى انتهاء الحرب على غزة.

وتصدر الهاشتاغ «#طوفان_الأردن» و«#الأردن_سند_غزة» وغيرهما قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً في الأردن ومصر وعدد من الدول العربية بما فيها دول الخليج بعد أن خطفت التظاهرات الأردنية الأضواء والاهتمام في مختلف أنحاء العالم العربي، وهيمنت على اهتمام الناس، بل سرعان ما رد المصريون بتظاهرات مشابهة، وإن كانت أقل عدداً وأقل كثافة، لكن هتافاتها كانت مستوحاة بشكل واضح من هتافات الأردنيين ومتناغمة معها.
وتداول الأردنيون والعرب العديد من مقاطع الفيديو التي ترصد الحراك اليومي الليلي في العاصمة الأردنية باتجاه السفارة الإسرائيلية، حيث يشارك آلاف الشباب يومياً في الزحف نحو السفارة منذ ساعات ما بعد الإفطار مساءً وحتى تناول طعام السحور هناك قبيل بزوغ الفجر بقليل.
وغرد الناشط السياسي الأردني خالد وليد الجهني على شبكة «إكس» (تويتر سابقاً) يقول: «مظاهرات الأردن حول السفارة الإسرائيلية في عمان فعلت بالعدو الصهيوني ما لم يفعله النظام الرسمي العربي بأكمله، فتحت وطأة هذه المظاهرات اتخذ العدو الصهيوني قراره بإغلاق المسجد الأقصى في وجه الجماعات الصهيونية المتطرفة التي كانت تنوي اقتحامه في رمضان».
أما الناشط الفلسطيني في غزة أدهم أبوسلمية فكتب يقول: «تحركَ شباب الأردن فأعلن العدو إغلاق المسجد الأقصى في وجه اقتحامات المستوطنين.. والله لو تحرك شباب مصر ستدخل كل شاحنات المساعدات غداً لغزة، وسيتوقف نتنياهو عن التهديد بدخول رفح.. يا شباب أمتنا أنتم القوة بعد الله.. أنتم الأسود التي تستحق أن تكتشف اليوم ذاتها ومكامن القوة فيها.. يا شباب لا تتركوا الميادين، ولا تسمعوا للمنافقين المرجفين».
وكتب أحد المعلقين: «ما يحدث في الأردن تاريخي بامتياز. شعب حُر، جبار، عظيم، قدّم لفلسطين ويُقدم.. وسيذكر له التاريخ ذلك. صوت الأردنيين سمعهُ العالم، وموقفهم الحقيقي عرفه الكون، وتضامنهم مع فلسطين ليس له مثيل.. لا نملك إلا الانحناء أمام هؤلاء الشباب العظماء في الأردن العظيم».

كلمة الحقّ

وكتب الدكتور أسامة الأشقر يقول: «لا شك أن التظاهرات والوقفات والمسيرات ليست كأعمال الاشتباك والمُسايَفة والمناضلة في الميدان، لكنها نمطٌ من أنماط كلمة الحقّ التي تكون في مواضعَ مِن أكملِ الإيمان، وفي مواضع أخرى من أضعف الإيمان؛ وبعدها يكون الإنسان الساكنُ الساكتُ شيطاناً أخرس لا يستحقّ إلا الطردَ والإبعاد أو الإهمال».
وأضاف الأشقر: «الذين يقلّلون من شأن المظاهرات والوقفات والبرامج التضامنية الحاشدة، أو يَسْخرون من الناشطين فيها ويسخّفونهم، أو يشكّكون في جدواها، أو يعملون على تثبيطها وإقعاد الناس عنها فهُم فئة معادية شرّيرة لا تخدم إلا أغراض العدوّ المتنفِّع بهم والمتنفِّعين به، وهم يستخدمون شعار مصلحة الوطن أوّلاً في غير محلّه ولا مصلحته، لأن مصلحة الوطن أن يكون حرّاً قائماً بالحقّ قادراً على حماية كل مواطنيه من السياسات العميلة التي تخترقه، والمواقف المخزية التي تُسقط من هيبته، وتُحرِق حضورَه المحترِم».
وتابع: «أنتم عندما تخرجون في تلاحمٍ وإعداد من أجل مواقفكم الصادعة بالحقّ، وإعلانِ حقيقة مشاعركم، وإظهارِ إرادتكم فإنّكم تنبّهون هذه الأنظمة على خطأ سلوكها وخَطَل مواقفها، وتكشفون لها أن الشعب غير راضٍ عنها، ولا يسمح بتمريرها، وإذا ثبتّم وأصررتم فإنكم بذلك سترغمونهم على رفع السقف أو تعديل السياسة أو الاستتار بتأجيلها، أو ركوبِ سياسةٍ أقلّ سوءاً وشرّاً».
وقال الأشقر في تدوينة مطولة على منصة «إكس»: «عندما تتظاهرون في وحدة واعتصام فإنّكم تضعون قضيّتكم في صدارة الأولويات الوطنيّة، وترغمون أنظمتكم على إخراجها من أدراج المتابعات المُمِلّة والاستعراضات الباردة، وتجعلونهم يبحثون عن خيارات تُظهر اهتمامهم وتنظّف سجلّهم وتبرّئهم من تهمة مظاهرة العدوّ ومُطابعتِه ولو بالحيلة». ويواصل الأشقر تعليقه مخاطباً المتظاهرين في الأردن بالقول: «أنتم عندما تتظاهرون بلا خوف ولا اعتبار للتخويفات والتهديدات فإنكم تظهرون للعدوّ أنّكم قادرون على فتح جبهة جديدة، وأنّكم قادرون على قلب الطاولة، وتغيير الواقع، وكسر الجمود في مواقف التخاذل، وسيجعل لكم العدوّ اعتباراً عندما يريد اتخاذ أيّ قرار».
ويضيف: «أنتم بتظاهراتكم الغاضبة وشعاراتكم الهاتفة الدّاوِية تضخّون الأمل في نفوس أولئك الذين جفّت أعينهم من الدمع حزَناً على شعورهم بالخذلان الشديد، وتضعون مَراهِم الشفاء على جراحهم الوارِمة، وستعتدل نفوسهم التي تنتظر فتحاً وجَبْراً وغوثاً من الجار القريب القادر على بلوغهم».
كما يلفت إلى أثر هذه التظاهرات على أهل غزة قائلاً: «أنتم بكل من معكم من رجال ونساء وكبار وصغار تفرحون قلوب أولئك الذين حوصروا وشُرّدوا وأوذوا وأصابهم النقص في المال والأنفس والثمرات، وسيثبّتون صغارَهم الخائفين وضعَفتَهم المرعوبين بأنّ وراءنا ظهراً وسنداً بدأ بالنفير كما ترونَ فلا تُظهروا الضعف أمام عدوّكم، وابتسموا للنوازل والكوارث برضا، واصرخوا في وجه العدوّ بأنّا أمّة لا نركع إلا لله المنتقم العزيز الجبّار».

صوتكم وصل إلى غزة

وغرد شاكر الفهيدي قائلاً: «يا أهل الأردن، صوتكم وصل إلى غزة، وبكم زادت عزة، وأصبحتم أنتم الحديث من خيمة لخيمة. الأمل فيكم كبير والروح رجعت لأهل غزة بأصواتكم العالية، كسرتم الخذلان وبكم نفتخر».
أما محمد نبيل فقال: «هتاف آلاف الشباب الأردني لشعب مصر ضمن حصار سفارة كيان العدو الصهيوني: (كل القصة يا مصريين، احنا فيكم متعشمين، هبو معنا لفلسطين).. إن شاء الله يصحى الشعب المصري من سباته».
وكتب عبد الشافي النبهاني: «حشود النشامى الأردنيين تستجيب للقائد محمد الضيف بطوفان بشري وتوجه رسالة إلى الأشقاء المصريين: كل القصة يا مصريين، احنا فيكم متعشمين، هبّوا معنا لفلسطين».
وعلق ناجي محمد ردة: «الحشود في العاصمة الأردنية تتضاعف بشكل كبير في اليوم الرابع رغم القمع ومحاولات منعها من التجمع قرب سفارة دولة الاحتلال. مظاهرات الأردن إن استمرت بهذه الوتيرة فستغير كل المعادلات في المنطقة وربما تقودنا إلى حدث أكبر من السابع من أكتوبر.. نتنياهو يخاطر بأمن الطوق».
ونشر ناشط يمني صورة ليحيى السنوار وكتب معلقاً: «لو أن حكام العرب عندهم قليل من الأنفة والشجاعة والقيادة التي يمتلكها هذا الرجل، إننا اليوم لسنا في هذا الذل والخضوع والوهن، الذي جعلنا لأكثر من ستة أشهر عاجزين عن فك حصار مدينة عربية مسلمة يتواجد فيها أكثر من 2 مليون محاصر.. لكن الله ابتلانا بالجبناء الخونة».
وعلق أحمد ابن حسين على مقطع فيديو يظهر فيه هتاف المتظاهرين في الأردن: «الشباب الأردني يتعاهد على حماية المسجد الأقصى المبارك في إحدى نقاط حصار سفارة العدو الصهيوني غضباً للأقصى وغزة.. رغم كل الاغلاقات والحواجز الأمنية ما زالت الجموع الغاضبة تزحف باتجاه محيط وكر التجسس الصهيوني في العاصمة عمان».
وغرد عبد العزيز المنيس: «على الجيش الأردني والمصري أن ينسجموا مع حركة الشارع فيتحركوا لتحرير فلسطين الآن» فيما كتب محمد الشهري: «يارب يبدأ اي حراك من مصر وبقولها مش عشان انا مصري بس فعلا الوضع في مصر ممكن يعير المعادله تماماً».
وكتب محمد علاء العناسوة: «صوتكم يا أهل الأردن نسمعه في كل غزة، من رفح إلى بيت حانون، استمروا حتى وقف الإبادة الجماعية، ولتكن الأردن شرارة تحرك الضفة والداخل ومصر والعواصم العربية».
وقالت هالة فوزي: «لعل تحرك شباب الأردن يكون محفزاً لشباب مصر وباقي الشعوب الإسلامية التي ما ثارت حتى الآن لنجدة غزة» فيما علقت أحلام أمجد: «اللهم ثورة في القاهرة كتلك التي في الأردن.. أين أنت يا شيخ الأزهر؟ أين موقفك تجاه المسجد الأقصى وغزة؟ ماذا ستقول لله يوم العرض؟ لا تخش ظالماً، قل كلمة الحق، قلها ابتغاء وجه الله قلها فأنت من يمكنك أن تحرك شعب مصر العظيم وليس هو فقط بل كل الدول الإسلامية أيضا، مكانتك عظيمة فاغتنمها».
وكتب أحد النشطاء قائلاً: «أستغرب من الذين ما زلوا أمام الشاشات في عمان وقد فتح لهم باب لنصرة الحق الذي وجب عليهم المشاركة فيه.. في أمريكا وفرنسا وألمانيا ولندن خرج مئات الآلاف لرفع الظلم رغم القمع والتخويف فكيف بمسلم واجب عليه نصرة المظلومين.. فقط اخرج واضغط على الدولة أن تضغط على الصهاينة».
وعلق منذر عبد الله: «أحرار الأردن تحركوا استجابة لأمر الله بنصرة اخوانهم وقبلتهم الأولى.. وهذا موقف عز وشرف يحسب لهم عند الله وعند عباده.. وفي المقابل يقف رجال الأمن في المكان الخطأ استجابة للملك الفاسد حارس كيان اسرائيل، عسكر يبيعون دينهم وشرفهم طاعة لحاكم عميل فتلعنهم الملائكة والناس أجمعين».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية