صفقة.. رفح.. مراوحة: السنوار يريد الأولى ونتنياهو يريد “غوش قطيف”.. وخلافات مع الجيش

حجم الخط
0

بعد أسابيع طويلة من المراوحة في المكان، تتغير الأمور في جبهة غزة وتستدعي الانتباه. مقاولون محليون يهيئون الأرض بين خان يونس ورفح، من شاطئ البحر شرقاً لأربع مدن خيام. جاء التمويل من منظمات إغاثة دولية. مددت إسرائيل خط مياه. بمعنى ما، حلم الاستيطان في “غوش قطيف”، الذي طاف من جديد في بداية الحرب، يتحقق أمام ناظرينا: من الشاطئ الجميل المزين بالنخيل إلى المواصي، من فندق “نافه دكاليم” عبر “غان أور” و”بدلوح وموراغ” و”عتصمونا”، وربما أيضاً عبر بلدتي “نافيه دكاليم” و”نافيه طال”.

هذه هي الخطة. يقدر الجيش بأن نقل السكان، أو ما يسمى بالأجنبية “ترانسفير”، سيتطلب بين عشرة إلى عشرين يوماً. وقبيل الانتقال ستوسع البنية التحتية الطبية: ستتعزز المستشفيات القائمة، وستقام إلى جانبها مستشفيات ميدانية. سفن قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية ستبني في البحر، أمام المدخل الغربي لممر “نتساريم”، رصيفاً طويلاً يسمح برسو السفن. سيبنى إلى جانب الرصيف الصغير الذي بناه الفلسطينيون هناك. والجيش الإسرائيلي سيحرس البناء. شهراً ونصف الشهر يتطلب تقويض كتائب حماس الثلاث المرابطة في رفح. ستختفي حماس كجيش، لكنها ستتواصل كعنصر إرهاب وكعنصر سلطوي. المقاولون المحليون ليسوا سوى مقاولين. ترفض إسرائيل الآن السماح بتموضع إداري فلسطيني. لا ضمانة لتصفية السنوار أو إلقاء القبض عليه أو الفرار إلى سيناء. قد يواصل العمل في شبكة تحت أرضية، بين خان يونس ورفح. تجري من تحت ضجيج الجرافات لعبة تراشق بين نتنياهو ورجاله والجيش. يدعي المستوى السياسي بأنه كان سيدخل إلى رفح منذ زمن بعيد، لكن لأسفه، الجيش غير مستعد؛ أما الجيش فيدعي بأنه مستعد منذ زمن بعيد، لكن المستوى السياسي لا يصدر الأمر. تبادل الرسائل جزء من التصدي العام للمسؤولية عن الحرب ومصاعبها. أما الحقيقة فهي أن القرارات اللازمة في المرحلة الحالية ليست عسكرية. هي حزبية ودبلوماسية. كل شيء مترابط: مصير المخطوفين، والدخول إلى رفح، والعلاقات مع الولايات المتحدة، ومكانة إسرائيل في المنطقة.

رئيسا الأركان و”الشاباك” سافرا أول أمس إلى القاهرة. رئيس الأركان بسبب رفح؛ و”الشاباك” بسبب المخطوفين. المصريون لاعب حيوي في كل عملية عسكرية تجري بمحاذاة حدودهم. هم الوسيط الأهم في المفاوضات مع حماس، والآن أساساً، حين تبتعد قطر. لم تسجل أي بشائر في الموضوعين.

ثمة تفاؤل، وثمة شرخ. غمر الإسرائيليون لأسبوعين القول إن حماس لا تريد صفقة، أي صفقة. ليست الحقيقة: حماس تريد صفقة بشروطها الصعبة. الشريط الذي نشر أول أمس، والذي يتحدث فيه المخطوف هيرش غولدبرغ – بولين، يدل على رغبة السنوار الحقيقية.

 وها هو، رغم الأقوال الحماسية، إسرائيل مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات. في هذه اللحظة، يدور الحديث عن نبضة إنسانية: صفقة تضم نحو 20 إسرائيلياً، مجندات وشيوخاً ومرضى. إذا كانت صفقة، سيتوقف القتال ولن يكون اجتياح لرفح.

 هناك ثلاث إمكانيات، قال لي مصدر مطلع على التفاصيل: صفقة بدل رفح؛ رفح بدل صفقة؛ استمرار المراوحة بدون صفقة وبدون رفح. والثالثة هي الأسوأ.

الوضع في حدود لبنان هو أحد الأسباب التي تحرك الجيش الإسرائيلي لتأييد صفقة المخطوفين: الصفقة ستسمح لاتفاق في الشمال وعودة السكان. هذا موضوع يقلق الجيش. لشدة المفاجأة، هو لا يقلق الحكومة. لا توجد زيارات للوزراء، لا توجد مداولات. يصعد غالنت إلى صفد مرة كل بضعة أيام، يطلق تهديدات ويعود.

اللاعب الإضافي، المهم جداً، في الاتصالات عن رفح والمخطوفين، هو واشنطن. سيسر بايدن سماعه أن إسرائيل قوضت ثلاث كتائب حماس، لكن مصير السكان في رفح – الفلسطينيين الذين نزحوا من الشمال و400 ألف من سكان المكان، يقلقه أكثر. صور الأخبار عن الدمار والقتل في رفح بمثابة سم لفرصته في الفوز من جديد.

سمر لي، هي عضو كونغرس إفروأمريكية من بتسبورغ، بنسلفانيا. تنتمي لمجموعة مناهضة لإسرائيل في الكتلة الديمقراطية. هذا الأسبوع تنافست في انتخابات تمهيدية. جفري ياس، السيد السابق لمنتدى “كهيلت”، استثمر 600 ألف دولار في تنحيتها. رغم ذلك، فازت بسهولة، بينما جعلت تبرع الملياردير اليهودي شعارها الانتخابي. الكراهية لإسرائيل لا تتوقف في الحرم الجامعي.

ناحوم برنياع

 يديعوت أحرونوت 26/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية