صحيفة عبرية: لا خيار أمام إسرائيل غير اجتياح رفح وتكثيف الضغط العسكري

حجم الخط
0

انتهاء المحادثات في القاهرة دون موافقة حماس، إلى جانب المقذوفات من رفح، تؤدي إلى قرار واحد: على الجيش الإسرائيلي أن يناور في رفح في أقرب وقت ممكن، وعليه أن يفكك جيش الإرهاب في المدينة من أجل أمن سكان النقب وإعادة المخطوفين، إذ لا رافعة ضغط أخرى. ما دام في غزة جيش مخربين نشط، لن يتمكن سكان الغلاف من العودة إلى بيوتهم.
يبدو أن حماس فتحت لأصحاب القرار في إسرائيل “معضلة رفح”. فانتهاء المحادثات في القاهرة في موضوع المخطوفين دون تحقيق موافقة حماس على المنحى الإسرائيلي-الأمريكي للصفقة وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من رفح إلى أراضي إسرائيل والتي أصيب بها أكثر من عشرة إسرائيليين، تؤدي إلى قرار باتجاه واحد: على الجيش اجتياح رفح فوراً. انعقد الكابنيت لإدارة الحرب، ويبدو أنه بحث هذا الإمكانية. نأمل بأن يوجب البحث عن أي منحى من تلك التي أعدها الجيش وتدرب عليها إصدار أمر للجيش لتنفيذه، ينبغي حصول هذا في أقرب وقت ممكن، كي لا تتبدد الشرعية الدولية والأمريكية، ولأجل استغلال نافذة الفرص الناشئة لتفكيك قوة حماس العسكرية في القطاع. إن وقف المحادثات في القاهرة على صفقة المخطوفين مع وفد حماس يدل على أن السنوار ورجاله لا يلح عليهم شيء. ليس عليهم أي ضغط ذي مغزى للوصول إلى صفقة مخطوفين جزئية أو كبرى، بل العكس؛ لهم مصلحة واضحة في تسويف المفاوضات على مدى أسابيع بل وربما أشهر. ذلك على افتراض بأن الضغط الدولي والضغط الداخلي في إسرائيل من جانب احتجاج عائلات المخطوفين ومؤيديهم سيجبران وزراء “الكابنيت الضيق” بل ورئيس الوزراء والوزيرين سموتريتش وبن غفير، على الموافقة على إنهاء الحرب.
لم يتبقَ لدولة إسرائيل خيار آخر غير استخدام الرافعة العسكرية على حماس، والرافعة الوحيدة لدى إسرائيل الآن في هذا الشأن هي اجتياح رفح ومنطقة معسكرات الوسط وربما حتى عملية قوية معادة في شمالي القطاع. بالمقابل، تقليص المساعدات الإنسانية كرافعة ضغط أمر لم يعد وارداً بالحسبان، لأنه سيضعنا في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية والأسرة الدولية.
إن إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون أمس هو برهان بسيط على أن دولة إسرائيل لن تسمح لحماس و”الجهاد الإسلامي” أن تبقيا قوة نظامية عسكرية نشطة في قطاع غزة، حتى لو كان هذا جيباً صغيراً نسبياً في منطقة رفح. لا لأن عشرة إسرائيليين أصيبوا مؤخراً، ولا لأن بيتاً في “كيبوتس كرم أبو سالم” أصيب، بل لأن النار من قطاع غزة تثبت أنه ما دامت كتائب حماس و”الجهاد” تؤدي مهامها في أي منطقة بالقطاع، فلن يتمكن سكان النقب الغربي من العودة إلى بيوتهم.
مع أنه حدثت مؤخراً محاولات لإطلاق مقذوفات من شمال القطاع أيضاً، حيث ناور الجيش وفعل هذا بنجاح، لكن من اللحظة التي خرج فيها الجيش، استؤنف هنا وهناك إطلاق المقذوفات. رغم ذلك، كانت هذه المقذوفات فاشلة في معظمها، وسقط القسم الأكبر منها بعامة في أراضي القطاع. كان الحديث يدور عن صواريخ قليلة أو قذائف هاون قليلة أطلقت بشكل عشوائي ودون تخطيط.
يبدو أن ما كان أمس في رفح هو إطلاق مخطط وفقاً لمعلومات استخبارية على أهداف محددة وبتنسيق عسكري كامل، مثلما يعرف جيش إرهاب حماس بأنه قادر على ذلك. إن نسق الإطلاق أغلب الظن من مركز واحد وُجه نحو هدف ونفذ -حسب الاستخبارات- انطلاقاً من نية إلحاق إصابات في أوساط قواتنا ولتحقيق هدف مزدوج – برهان للعالم الإسلامي والفلسطيني بأن حماس لم تستسلم، وأنها لا تخاف اجتياح رفح في الظروف الحالية.
رغم الأسى على المصابين من بين رجالنا، لا تحتاج إسرائيل إلى دليل أفضل للعالم وإلى الداخل أيضاً على أن عملية في رفح ضرورية لإزالة تهديد حماس و”الجهاد” على إسرائيل، ومنع ترميم قوتها العسكرية في بعض الأجزاء من القطاع، بل وللوصول إلى صفقة تحرير المخطوفين دون أن تتمكن حماس من حمل إسرائيل على وقف الحرب وعرض نفسها كمنتصرة فيها.
الظروف التي أصيب فيها الإسرائيليون من جراء رشقة الصواريخ وقذائف الهاون التي كانت متوقعة يجب أن يحقق فيها حتى النهاية بهدف استخلاص الدروس. نأمل عدم وجود إهمال، وحتى لو وجد، فهذا لا يغير السطر الأخير وهو أن الجيش الإسرائيلي ملزم بدخول رفح، وفي الوقت نفسه، يجب عمل ذلك بعقل. ثمة مناح أعدها الجيش الإسرائيلي وفقاً لحجم العملية والحاجة لإخلاء اللاجئين الموجودين في المدينة. يمكن التقدير بأن كابنت الحرب سيختار أحدها ويصدر الأوامر دون إرجاء.
بقلم: رون بن يشاي
يديعوت أحرونوت 6/5/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية