صحيفة عبرية.. إسرائيل: “تك توك” وسيلة تواصل “لاسامية”

حجم الخط
0

ثمة منشورات تظهر عبر الشبكات الاجتماعية، وتدعي أن الجيش الإسرائيلي يدمر المستشفيات بقطاع غزة، غير أن الإسرائيليين الواعين يعتبرونها دعاية كاذبة، استهدفت تغيير الرأي العام الدولي حول الحرب في القطاع. ولكن الباحثين في الشبكة والنشطاء الذين يحاربون الأخبار الكاذبة، يعتبرونها أمراً آخر، “فشل إسرائيل المطلق في المعركة الدعائية”.
تحليل هذه المنشورات وغيرها يظهر أن من يعملون في معركة التأثير ضد إسرائيل أشخاص منظمون جداً. حسب بعض الباحثين في الشبكة، يرى رجال “الهايتيك” المتطوعون ومصادر استخبارات إسرائيلية أنه جهاز ناجع تشغله جهات مرتبطة بحماس وإيران ضد إسرائيل. مضامين هذه المنشورات تحصل على صدى كبير لدى جهات مرتبطة بموسكو وبكين، وتهتم بتشويه الولايات المتحدة وإدارة بايدن. الحديث يدور عن شبكات تأثير كبيرة اكتشفت في السابق، مثل “شدو بلي” الصينية و”دبل غانغر” الروسية التي بدأت فجأة بمشاركة مضامين تتعلق بالحرب في غزة. في الوقت نفسه، يتم النشر أيضاً من قبل جهات إعلامية مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة للغرب، وتؤثر في جميع المجالات، منها التي تنتمي لليمين اللاسامي أو اليسار التقدمي في أمريكا وأوروبا.
أنتوني غولدبرغ، العالم الكبير ومهندس المعلومات في “غوغل” عرف عن حجم الهجوم منذ الأسبوع الأول للحرب. ففي حينه، فحص ووجد أن النسبة بين الأفلام المؤيدة لإسرائيل والمناهضة لإسرائيل في “تك توك” كانت 1: 45. وقال غولدبرغ للصحيفة بأنه حسب التحليل الذي أجراه، فإن 50 في المئة من المنشورات المؤيدة للفلسطينيين التي قرأها المواطنون الأمريكيون في تلك الفترة كان مصدرها إندونيسيا وماليزيا وباكستان ومصر والسعودية. وحسب قوله، شملت هذه المنشورات أفلاماً ظهر فيها استخفاف بضحايا حفلة “نوفا”، لكن كانت هناك أفلام ظهر فيها الدعم لأعمال حماس، أو أن حماس غير مسؤولة عن المذبحة وأعمال الاغتصاب.

بالصدفة، بعد فترة قصيرة من 7 أكتوبر، التقى غولدبرغ مع المدير العام لـ “تك توك”، شو زي تشو، في مناسبة اجتماعية، وحسب قوله حاول التحدث معه عن الأفلام الكاذبة التي نشرت في الشبكة حول الحرب في غزة، لكن بدون نجاح. وبعد ذلك، توجه إلى الشركة ولكنه لم يحصل على رد. في الوقت نفسه، علمت “هآرتس” أن عمالاً من اليهود والإسرائيليين في شركات مثل “ميتا” و”غوغل” وغيرهما، حاولوا التوجه عبر قنوات داخلية إلى الطواقم ذات العلاقة، لكنهم فشلوا.
مركز شكاوى رغم أنفه
في الوقت الذي حاول فيه غولدبرغ وشخصيات كبيرة أخرى في “وادي السليكون” الإمساك بالخيوط وتفعيل العلاقات، بدأت في إسرائيل جهود لصد تسونامي المعلومات غير الصحيحة والتحريض في الشبكة الذي بدأ يزداد في موازاة الحرب. المواطنون الذين اعتقدوا أن وسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل غير منظمة بما فيه الكفاية وأنها لا تقوم بدورها، بدأوا في ملء الفراغ بقوتهم الذاتية. أحد العاملين في “تك توك” إسرائيل أصبح رغم أنفه مركزاً قطرياً للشكاوى في مجال الأفلام الكاذبة في الشبكة بعد أن أصبح رقم هاتفه الشخصي منتشراً. وقد وعد بتوجيه انتباه مشغليه لهذه المشكلة ومحاولة علاجها في أسرع وقت. وحتى إنه طلب من المتصفحين إرسال روابط الأفلام الإشكالية إليه كي يعمل على إزالتها، لكنه لم ينجح.
في الوقت نفسه، بشكل منفصل وبدون تنسيق بينها، قررت عدة جهات مدنية الانضمام لجهود الدعاية وضد كل الاحتمالات. في هذه المرة لم يكن هؤلاء أشخاصاً لهم علاقات مثل غولدبرغ وعامل “تك توك” إسرائيل، بل كانت مجموعات. بعضها انتظم في شركات النشر والهايتيك، ومن بينها شركات كبيرة ومعروفة. وحسب معلومات وصلت لـ “هآرتس”، فإنه منذ اندلاع الحرب وحتى بداية العام 2024 أقيمت عشرات غرف العمليات المستقلة في محاولة لمحاربة المعلومات الكاذبة واللاسامية والتحريض، وأحياناً أيضاً إيجاد مضمون يؤيد إسرائيل. ولكن سرعان ما بدأت هذه الجهود التلقائية تواجه حائطاً، اكتشاف المشكلة التي خشي منها الباحثون في الشبكة خلال سنوات، وهي أنهم في إسرائيل لم يستعدوا لصد هجوم معلومات بهذا الحجم.
التحديات كانت كثيرة وأحياناً مفاجئة. موارد كثيرة تم استثمارها في التقارير عن مضامين اعتبرت مهينة أو إشكالية بالنسبة لواضعيها، لكنها لم تخرق قوانين الشبكات الاجتماعية، لذلك لم تتم إزالتها في نهاية الأمر.
حسب أقوال مايا زهافي، وهي من الرائدات في منظمة “ديجيتال دوم” ومن المبادرات إلى إزالة المضامين في الشبكات الاجتماعية، فإنه يبدو أن دافعية الشبكات لتطبيق تعليماتها حول مضمون محرض أو عنصري لم تكن عالية بشكل خاص. “لا يبدو أن كانت هناك دافعية حقيقية، كما نرى أنها تعمل في مواضيع أخرى، مثل التعري أو بيع المخدرات”، قالت.
بقلم: عومر بن يعقوب
هآرتس 2/5/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية