3 شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي في ثاني أيام العدوان على جنين

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

 جنين- “القدس العربي”: استشهد 3 مواطنين فلسطينيين مساء اليوم الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة جنين، ما يرفع عدد الشهداء في المدينة ومخيمها منذ أمس إلى 11 شهيدا، بينهم 4 أطفال.

وقالت مصادر طبية  إن طفلا استشهد على شارع جنين- حيفا بالقرب من دوار الأحمدين قرب مدخل جنين الغربي.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الطفل وسيم عاهد جرادات (15 عاما) استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد مدير مستشفى الرازي فواز حماد، باستشهاد الشاب سامي أمين أحمد القيسي (18 عاما) من جنين متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال، فيما أكدت وزارة الصحة استشهاد الطفل محمود فارس قريني (16 سنة)، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأفاد شهود عيان، بأن الطفل قريني جرى إعدامه في باحة أحد المنازل التي التجأ إليها مع صديقه الذي أصيب في قدمه، بعد مطاردته من جيش الاحتلال.

وأكدوا أن جيش الاحتلال حاصر المنزل وأطلق النار على الطفل وصديقه من مسافة صفر، وتركا ينزفان دون السماح لمركبة الإسعاف بتقديم العلاج لهما، ما أدى إلى استشهاد قريني

 وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيم جنين، لليوم الثاني على التوالي، حيث فرضت حصارا خانقا ونفذت حملة تفتيش واعتداء واعتقال بحق عشرات المواطنين، فيما تواصلت اشتباكات مسلحة متقطعة في قلب وعلى أطراف مخيم جنين.
وقال مدير مستشفى الشهيد خليل سليمان وسام بكر، إن هناك نقصا حادا في المياه بعد تدمير خط المياه الواصل للمستشفى، كما يواصل الاحتلال إطلاق النار على مدخله.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى أحياء عدة في المدينة وداخل المخيم، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة والمخيم.
ونفذت حملات مداهمة وتفتيش طالت عشرات المنازل في حارات المخيم، واعتقلت عددا من المواطنين، واعتدت على المواطنين ونكلت بهم وعبثت بمحتويات منازلهم وعاثت فيها فسادا وخرابا، وأخضعت عددا من الشبان للتحقيق الميداني، وتسببت عمليات تدمير البنية التحتية، بانقطاع التيار الكهرباء والاتصالات والإنترنت عن مناطق واسعة في المدينة والمخيم. وواصلت هذه القوات حصارها لمستشفى جنين الحكومي وسط انتشار القناصة في أماكن قريبة من المستشفى، ما تسبب في نقص كبير في المستلزمات الطبية. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها منذ ساعات الصباح الباكر يوم أمس الأول، وتمركزت في شوارع حيفا، ونابلس، وطريق برقين، ترافقها وحدات خاصة «مستعربون»، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، تركّزت في محيط مخيم جنين، ووادي برقين.
كما تابعت تدميرها للبنية التحتية من شوارع وبسطات خضراوات وبركسات تجارية وممتلكات للمواطنين خصوصاً المركبات.
ودمرت جرافات الاحتلال دوار «الشهيد جورج حبش» في محيط مقهى النباتات في مركز المدينة، ودوار «الشهيد عمر النايف»، وحولت عشرات المنازل في أحيائها والمخيم إلى نقاط عسكرية، وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع سماع دوي انفجارات ضخمة.
وقتلت قوات الاحتلال منذ بداية هجومها، وبدم بارد حسب ما يؤكده فلسطينيون، ثمانية مواطنين من بينهم أخصائي جراحة عامة في مستشفى جنين أسيد جبارين (51 عاما)، إذ تم استهدافه في محيط المستشفى، والمعلم علام جرادات (48 عاما)، الذي كان متوجها إلى عمله في مدرسة وليد أبو مويس الأساسية للبنين، والطالب في الصف التاسع من مدرسة ذكور الكرامة الأساسية الثانية محمود أمجد حمادنة (15 عاما)، ومعمر محمد ذيب أبو عميرة (50 عاما)، وأمير عصام محمد أبو عميرة (22 عاما)، وأسامة محمد نعيم حجير، وباسم محمود صالح تركمان، والشاب جهاد محمد طالب (38 عاما). واستمرت جرافات الاحتلال في تدمير البنية التحتية، وشبكات المياه والكهرباء بشكل كلي داخل المخيم.
وافاد مواطنون وشهود عيان بأن جنود الاحتلال استولوا على أموال ومدخرات أثناء تفتيش المنازل.
وكانت مصادر عبرية نقلت عن جيش الاحتلال، أن العملية العسكرية سوف تستمر عدة أيام.
وتأتي العملية العسكرية في جنين في أعقاب اغتيال القيادي في كتيبة جنين إسلام خمايسة في ضربة جوية إسرائيلية على مخيم جنين في الضفة الغربية في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وبعد عملية الاغتيال قررت المؤسسة العسكرية في اسرائيل شن عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين بحثا عن مقاومين يتحصنون هناك حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وشيع آلاف المواطنين في بلدة سيلة الحارثية غرب جنين، جثمان الشهيد المعلم علام جرادات (48 عاما).
وانطلقت الجنازة من مستشفى الشهيد خليل سليمان في جنين باتجاه بلدة سيلة الحارثية، مسقط رأس الشهيد، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه، ثم جاب المشيعون شوارع البلدة، وسط ترديد الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل مواراته الثرى.
ونعت حركة «فتح»- إقليم جنين وفصائل العمل الوطني والإسلامي الشهيد جرادات، كما عم الإضراب التجاري والحداد البلدة.
ولا تزال جثامين بقية الشهداء موجودة في مستشفى جنين، حيث لم يتمكن ذووهم من تشييعها جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها.

مستوطنون يهاجمون قرية

وهاجم مستوطنون أمس قرية فلسطينية شمالي الضفة الغربية بالرصاص الحي، وأضرموا النار بأراض زراعية فيها.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول، إن مجموعة من المستوطنين هاجموا بالرصاص الحي والحجارة قرية عصيرة القبلية القريبة من مدينة نابلس، وأضرموا النيران بأراض زراعية فيها.
وأضافوا أن أهالي القرية تصدوا للمستوطنين ما أدى إلى وقوع مواجهات بين الجانبين.

اعتقال وإصابة وفاء جرار

واعتقلت قوات الاحتلال 12 مواطناً على الأقل من الضّفة، بينهم السيدة وفاء جرار من جنين، والأسيرة السابقة حنين مساعيد، وهي من ضمن الأسيرات اللواتي أفرج عنهن في الصفقة خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات بيت لحم، الخليل، نابلس، فيما يواصل الاحتلال عملياته العسكرية في محافظة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، والتي تتعرض إلى عدوان شامل.
وتواصل قوات الاحتلال خلال حملات الاعتقال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تّخريب وتّدمير منازل المواطنين، وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل. وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلى أكثر من (8825)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وقالت زيتونة جرار، ابنة وفاء جرار، في تصريح صحافي، إن والدتها تعرضت لانتكاسة صحية مع اقتحام جيش الاحتلال لجنين، حيث تعاني من تآكل في جدار القلب ومن مشاكل صحية في الغدة الدرقية، ونتيجة لذلك لازمت الفراش من شدة الإعياء.
وأوضحت أن قوة من جيش الاحتلال حاصرت منزلهم في حي المراح في مدينة جنين، ثم أطلق الجنود الرصاص على كاميرات المراقبة في الحي، ونوافذ الجيران، ولم يكن في المنزل أحد سواها هي ووالدتها، وظنتا أن الجيش ينوي اعتلاء سطح المنزل لأنه مطل على المدينة والمخيم.
وأفادت بأن جنود الاحتلال حطموا باب المنزل واقتحموه بوحشية، حتى قبل ارتدائهما «الزي الشرعي»، ثم تحقق الجنود من هويتهما الشخصية، وفصلوا بينهما باحتجاز كل منهما في غرفة.
وأضافت أنهم حققوا مع والدتها وسألوها عن الأموال والذهب، وشرعوا بتحطيم المنزل أمامها كي يضغطوا عليها للاعتراف، حيث كانوا يحطمون الأغراض ثم يعيدون عليها السؤال، وهكذا حتى كسروا وخربوا كل شيء. وفي نهاية الاقتحام، استولى جنود الاحتلال على مصاغ ذهبي بقيمة 7 آلاف دينار أردني (نحو 9870 دولارا)، وأكثر من 60 ألف شيكل (16300 دولار)، موضحة بأن الذهب يعود الى عروس شقيقها.
وبين الأموال المصادرة راتبها الشخصي، وراتب والدها، ومبلغ مالي لشقيقها حذيفة الذي كان قد باع سيارته استعدادًا للزواج.
وعلمت عائلة جرار بإصابة والدتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أولاً، ثم عبر اتصال من الارتباط التابع للسلطة الفلسطينية، الذي أبلغهم أنها أصيبت ونقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحالتها خطيرة وغير مستقرة.
وشككت زيتونةفي برواية الاحتلال عن إصابة والدتها، «فهي رواية من طرف واحد» كما تقول، مبينة أن العائلة لم تتأكد أيضًا من صحة الأخبار عن بتر قدمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية