شركات استخراج الذهب تواجه تحديا جديدا مع هبوط الأسعار
16 - أبريل - 2013
حجم الخط
0
تورونتو – سنغافورة – رويترز – لف ب: من المؤكد ان التراجع الكبير في أسعار الذهب سيضر بأرباح شركات التعدين التي تعاني بالفعل من ارتفاع التكاليف الأمر الذي قد يدفع بعض الشركات إلى إعادة التفكير في انفاقها الرأسمالي. وانخفضت أسهم شركات استخراج الذهب أمس الاول وامس الثلاثاء لان توقعات بهبوط مشتريات البنوك المركزية من المعدن، والمخاوف من أن تقلص الولايات المتحدة برنامجها للتحفيز النقدي، دفعت بأسعار المعدن النفيس لأقل مستوى في أكثر من عامين عند نحو 1300 دولار للأوقية (الأونصة). ورغم أنه من غير المرجح أن يقضي تراجع الأسعار على أرباح شركات التعدين تماما، فانه سيقلص التدفقات النقدية إذ مازالت هذه الشركات تشعر بوطأة عمليات الاستحواذ الباهظة التي تمت في ذروة دورة أسعار المعدن الأصفر. وأغلق مؤشر الذهب العالمي ستاندرد أند بورز/تي.اس.اكس منخفضا 9.3 بالمئة في الجلسة السابقة بعد أن لامس أدنى مستوى منذ أواخر 2008. وجاء هبوط أسعار الذهب في وقت تحاول فيه شركات التعدين استعادة المستثمرين الذين ابتعدوا عن القطاع بعد سلسلة من عمليات الاستحواذ المخيبة للآمال متعهدة بخفض التكاليف والتركيز على تحقيق عوائد للمساهمين وليس النمو. وقالت كيلي تيو، المحللة في مجموعة آي.جي ماركيتس في سنغافورة، ان سرعة انخفاض اسعار الذهب وحجم الانخفاض ‘صدم الجميع’، موضحة انها تتوقع ان ‘يستمر مسار الانخفاص لبقية الاسبوع’. والى جانب التراجع الكبير في سعر الذهب الثمين الذي يعتبره المستثمرون ملاذا مهما في زمن الازمات والخوف من المجازفات، كان يوم امس الاول تاريخيا في حجم المشاركة في السوق اذ سجل اكثر من 620 الف عملية تبادل لعقود حزيران/يونيو. وقال ديمن ليفل الناطق باسم كوميكس سوق المبادلات، لوكالة فرانس برس، ان ‘السوق لم تشهد يوما مثل هذا الحجم من المبادلات في جلسة واحدة’ منذ 31 كانون الاول/ديسمبر 1974. وكوميكس او ‘كوموديتي ايكستشنج’ فرع من المجموعة المشغلة سي ام اي غروب التي تحتل المرتبة الاولى بين مجموعات الوساطة والسمسرة. وفي المجموع خسر الذهب في الجلستين الاخيرتين اكثر من مئتي دولار للاونصة وهو رقم قياسي خلال يومين يسجل منذ حوالى اربعين سنة في الولايات المتحدة. وقال بارت ميليك الخبير في المواد الاولية في مجموعة تي.دي سيكيوريتيز ‘لم اكن اتوقع تراجعا كهذا’. وانخفض سعر الذهب بالتزامن مع بقية سوق المواد الاولية من النفط الخام الى النحاس مرورا بالفضة، بعد الاعلان ليل الاحد الاثنين عن تباطؤ لم يكن متوقعا في النمو الصيني في الفصل الاول من السنة. واعلنت الصين يوم الاثنين تباطؤ نموها الذي بلغت نسبته 7.7 بالمئة بالوتيرة السنوية في الاشهر الثلاثة الاولى من 2013، في ارقام جاءت اقل من توقعات المحللين الذين كانوا يقدرون النمو بحوالى 8 بالمئة. لكن برأي المحللين خيبة الامل هذه ليست ذريعة لاستمرار تراجع سعر الذهب الذي بدأ الاسبوع الماضي. وقال ميليك ان ‘كثيرين يحاولون التخلص من رهاناتهم على اسعار عالية ويراهنون على انخفاض. بكل بساطة، سعر الذهب ارتفع وبسرعة وكثيرا’. واكد محللون ان المستثمرين يميلون الى مراجعة اولوياتهم، مع الارتفاع الكبير منذ بداية العام لسوق الاسهم الاميركية الذي ادى، معتمدا على المساعدة المالية الهائلة للاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي)، الى سباق في الارقام القياسية. واضاف ان ‘الناس يتساءلون ما هي المحافظ الآمنة ويميلون اكثر فاكثر الى الاسهم وان لم يكن اداء وول ستريت مثاليا في الوقت الحالي’. واخيرا افادت معلومات صحافية الاسبوع الماضي ان قبرص تسعى لبيع 14 طنا من الذهب من احتياطي مصرفها المركزي للحصول على سيولة لازمة لخطتها الانقاذية. وقالت جويس ليو المحللة لدى مجموعة فيليب فيوتشرز في سنغافورة ان هذه المعلومات توحي بان دولا اخرى تعاني من مديونية كبيرة يمكن ان تسير على خطاها وتطرح في الاسواق اطنانا من الذهب مما يؤثر على الاسعار.
