شبيغل الألمانية: كيف أصبحت دبي ملاذا للروس الهاربين من العقوبات؟

علاء جمعة
حجم الخط
1

برلين- “القدس العربي”: تناول تقرير أعدته مجلة شبيغل الألمانية كيف تحولت مدينة دبي إلى ملجأ للروس الهاربين من العقوبات الغربية، إذ تم بالفعل تداول ممتلكات تقدر قيمتها بنحو 50 مليار يورو هذا العام.

وبحسب المجلة الألمانية، فإنه تم تداول عقارات في دبي بقيمة 180 مليار درهم (49 مليار يورو) في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الأجانب دفعوا في الربع الثالث وحده، ما يعادل أكثر من 14 مليار يورو لشراء ما يقرب من 23 ألف منزل وشقة في دبي (1.6 ضعف ما كان عليه في العام السابق). ووفقا لشركة السمسرة Betterhome، فإن أكبر مجموعة من المشترين هم من الروس.

وتغذي حرب بوتين في أوكرانيا هذه الطفرة، إذ يلجأ الآلاف من الروس والأوكرانيين إلى دبي.

تغري السرية المصرفية الصارمة في دبي الأثرياء من كل أنحاء العالم

وجاء الإيرانيون الذين قدموا إلى دبي في المرتبة الأولى في الثمانينيات. وسرعان ما تبعهم الأغنياء الأفغان والعراقيون، والكويتيون، والباكستانيون والسوريون. وكذلك السعوديين والهنود والصينيون والقادمون من أوروبا الوسطى.

جاء هؤلاء بسبب مجموعة متنوعة من الدوافع – ودائما ما تغريهم السرية المصرفية الصارمة.

ومن المحتمل أن يكون هناك سبب لعدم تعرض دبي لهجوم إرهابي كبير، كما يقول أحد السكان منذ فترة طويلة “من سيفجر بنكه الخاص؟”، بحسب المجلة الألمانية.

وأعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة أيضا الحياد الصارم في حرب أوكرانيا، مما أسعد مزودي الخدمات المالية.

وتشير المجلة الألمانية إلى أن الحكومة في دبي تركز على الأعمال التجارية، “وهو ما يثير حماسة مصرفي غربي رفيع المستوى عمل هنا منذ سنوات. فقد أصبحت دبي على نحو متزايد مركزا للتجارة العالمية والمال”. و”هي تستفيد من التنظيم الأكثر صرامة في المراكز المالية المنافسة مثل سنغافورة وهونغ كونغ”.

في غضون ذلك، تتوسع دبي التي كانت صحراء منذ آلاف السنين، فقبل 50 عاما، كان عدد سكان دبي 101 ألف نسمة. اليوم، هناك أكثر من 3.5 مليون؛ أكثر من 90 في المئة منهم من الأجانب. ومن المفترض أن يكون هناك المزيد.. الأثرياء بالطبع.

وتوضح المجلة الألمانية أنه يمكن لأي شخص أن يشتري عقارا في دبي بقيمة لا تقل عن مليوني درهم (حوالي 540 ألف يورو)، والحصول على “تأشيرة ذهبية” مع تصريح إقامة لمدة خمس سنوات على الأقل. مع كل صفقة، تكسب الدولة: أربعة في المئة ضريبة نقل ملكية بالإضافة إلى ضريبة ملكية بنسبة خمسة في المئة سنويا على قيمة الإيجار.

يمتلك الأجانب عقارات في دبي بقيمة 66 مليار دولار، تمتلك دبي ما لا يقل عن 146 مليار دولار، حسب تقديرات الخبير المالي غابرييل زوكمان، الذي تستند أرقامه إلى تسريبات، إذ تم ​​تسريب بيانات سرية من 800 ألف عقار في الإمارة من عام 2020 إلى منظمة غير حكومية.

نصبت دبي نفسها كمركز محايد يرحب بالأصول الروسية التي تخضع للعقوبات في أماكن أخرى

وتضيف “شبيغل” أنه إلى جانب الإيرلندي المشتبه به في عالم الجريمة، دانيال كيناهان، كان من بين المالكين للعقارات في دبي أيضا شخصيات روسية بارزة مثل ألكسندر بوروداج، رئيس الوزراء السابق لجمهورية دونيتسك الشعبية، التي لا يعترف بها إلا الكرملين، رجل الأعمال روسلان بايزاروف، نائب مجلس الدوما رومان ليابيتشوف. كلها شخصيات روسية مدرجة في قوائم العقوبات الأمريكية والبريطانية. يقول زوكمان “لقد نصبت دبي نفسها كمركز محايد يرحب بالأصول الروسية التي تخضع للعقوبات في أماكن أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    هههه ألمانيا الجديدة المنهارة اقتصاديا، صارت تغار وتحسد دبي ??

إشترك في قائمتنا البريدية