سي أن أن: مسلمون قلقون من توسع قاعدة المعجبين بالمؤثر الكاره للمرأة “أندرو تيت”

إبراهيم دوريش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

نشرت شبكة “سي أن أن” الأمريكية تقريرا أعدته سنا نور الحق، قالت فيه إن قاعدة المؤثر أندرو تيت، المتهم باستغلال واسترقاق النساء، تتوسع بين المسلمين المعجبين به، ويقول البعض إنه يحاول استغلال الإسلام من أجل توسيع قاعدته الشعبية.

وجاء في التقرير، أن خطيب إيمان السابق، بدأ بالحديث عن تيت في منشورات على التواصل الاجتماعي، وبعد ثلاثة أشهر انتهت الخطبة.

وتقول إن شريكها السابق الذي كان في بداية الثلاثينات، أظهر ميولا متزايدة للتحكم بتصرفاتها، وأخذ يتحدث عن تعدد الزوجات، وهو أمر لم يناقشاه أبدا، وحدث كل هذا بعد استماعه لتيت الذي كان يدعو لتفوق الرجل في حياة المرأة. وقالت إيمان (29 عاما) وهي عاملة سابقة في مجال التأمين: “تحول الأمر إلى جحيم” حيث التقى الزوجان السابقان في نهاية عام 2021 وأحبا بعضهما البعض نظرا لتشارك الاهتمامات مثل السفر.

وعقدا قرانهما العام الماضي، ثم تركت إيمان عملها وحياتها في بريطانيا لكي تنضم إلى خطيبها السابق في دبي، حيث يعمل، وحددا موعد الزفاف في شباط/ فبراير.

 لكن تصرفاته تغيرت وأصبح أكثر ميلا للتحكم بتصرفاتها، لدرجة أنه لم يعد الشخص الذي تعرفت عليه أولا. وتقول: “لاحظت أنني أصبحت مستسلمة وأحاول تجنب المواجهة بأي ثمن.. أصبح عنيفا ويشتمني لفظيا ويهينني ويقلل من شأني”.

وتقول سيرينا (25 عاما) الصحافية وخبيرة التسوق من عائلة مسلمة في بريطانيا، إن شقيقيها، 21 و23 عاما أصبحا يقلدان تيت مثل الببغاء ويرددان كلامه “المعادي للمرأة” بعدما شاهدا فيديوهاته على يوتيوب. وقالت عن شقيقها البالغ من العمر23 عاما: “جعلني هذا أشعر بالقلق لأن أخي هو أفضل أصدقائي، وشعرت بأنني أخسره ولم أعد أتعرف عليه أبدا”. مضيفة: “أصبح كارها للمرأة وأخبرني ووالدتي بأن واجبنا هو الطبخ، وعندما لا تطبخ والدتي في يوم ما، يصفها بالكسولة”. وتابعت: “قلت له إن هناك من يتلاعب به، وإن أندرو تيت يحضرك، وكان يرد علي بأنني لا أملك رأيا وعلي السكوت”.

وتعكس تجربة إيمان وسيرينا الأصوات المتزايدة بين نساء مسلمات، اللواتي يقلن إن أندرو تيت، البريطاني- الأمريكي الذي كان يلعب “الكيك بوكسينغ” وتحول إلى مؤثر على منصات التواصل، يقوم بالتلاعب بالرجال المسلمين والشباب بخطاب غريب معاد للمرأة.

وفي الوقت نفسه، يقوم تيت بالترويج لرؤية مشوهة عن الإسلام لكي يبرر كراهيته الشخصية للمرأة وهوسه بالتحكم. وزعم أنه اعتنق الإسلام في تشرين الأول/أكتوبر. وبات الكثير من المسلمين الآن يفحصون أفكار تيت وأثرها على الشباب في مجتمعهم، بعدما بدأت السلطات الرومانية بالتحقيق معه وشقيقه تريستان في تهم تتعلق بالاغتصاب وتجارة البشر والعلاقة مع جماعة جريمة منظمة.

وأعلن تيت وشقيقه عن براءتهما من التهم الموجهة إليهما، بعدما حققت مديرة التحقيق في الجريمة المنظمة والإرهاب الرومانية معهما.

وهما معتقلان منذ 29 كانون الأول/ ديسمبر، ومن المتوقع مثولهما أمام المحكمة في نهاية الشهر الحالي. وظهر تيت وهو يحمل القرآن عندما كان في طريقه إلى المحكمة في العاصمة بوخارست، حيث رفضت المحكمة الاستجابة لاستئناف قدمه وطالب بالإفراج عنه.

وقالت إيمان إن اعتناق تيت الإسلام يجعلها غاضبة جدا، مضيفة: “بشكل عام، أجد أن المجتمعات الإسلامية تستخدم الدين لخدمة أجندة كراهية المرأة ومنح الرجال قوة، وهو في الحقيقة ما لم يقله الإسلام”.

وانفصلت إيمان عن خطيبها في الشهر الماضي، بعدما اكتشفت أنه كان يخونها قبل ذلك، ورغم محاولاته إقناعها، قررت تركه والعودة إلى بريطانيا.

وظهر تيت في العام الماضي عندما وصل عدد متابعيه إلى 11.6 مليون شخص على “تيك توك” نظرا لخطبه الصاخبة حول كراهية المرأة وتفوق الرجل والثروة. وارتبط اسمه بعدة فضائح، لكن اسمه كان من أكثر الأسماء بحثا على محرك غوغل في العام الماضي، وظهر اسمه أولا على أكبر محرك بحث في العالم.

ويقول المعلقون إن تأثير تيت بات واضحا على عقول الصغار والمراهقين من كل الطبقات الاجتماعية. وفي بريطانيا، أدى هذا التأثير إلى قلق في المدارس ونقاش في البرلمان.

ومُنع أندرو في آب/ أغسطس من استخدام فيسبوك وإنستغرام بتهم خرق سياسة الاستخدام والتي تمنع الكراهية القائمة على الجنسن أو أي تهديد بالعنف الجنسي أو التهديد بمشاركة صورة عاطفية بدون موافقة. ومنع “تيك توك” تيت من استخدام المنصة نظرا للمحتوى الذي يستخدم للاستغلال الجنسي. وبعد سيطرته على تويتر، أعاد إيلون ماسك، تفعيل حساب أندرو في تشرين الثاني/ نوفمبر بعد حجبه لمدة طويلة.

ومنع تيت من منصات التواصل الاجتماعي لا يعني غيابه عن الإنترنت، فقد ظل يظهر طوال العام الماضي على منابر صانعي محتوى مثل محمد حجاب، ومايرون غينز، وكلاهما ينتمي إلى مجموعة مؤثرين “أخ رايت بروز” وتضع المجموعة نفسها كمعارض للقيم الغربية لصالح القيم التي تعطي تفوقا للرجل، حسب جواد هاشمي، الباحث في الدراسات الإسلامية بجامعة هارفارد. ويقول إنهم يعتمدون على جذب المحرومين والذين يشعرون بالتهميش بسبب الإسلاموفوبيا والعنصرية، ولفشلهم في إرضاء جانبهم العاطفي نظرا لعدم تعرفهم على فتيات. وقال هاشمي: “تشعر أنك في الدرجة الثانية لأن لديك عقدة نقص، ولهذا تبحث عن أيديولوجية تعطيك القوة”.

وبهذا المعنى، تجذب “أخ رايت بروز” الجمهور من الأولاد، لأنهم يدافعون عن الدين بطريقة قوية. وفي الوقت نفسه، إظهار أن المرأة هي الأساس لمشاكلهم. ورغم ارتباط تيت مع معادين للإسلام مثل العنصري تومي روبنسون في بريطانيا، إلا أن “أخ رايت بروز” تشعر بوجود رابطة معه لأنه يروج لفضاء الرجولة على الإنترنت، والذي يتحدث عن تفوق الرجل، ويعادي النسوية وثقافة الحبوب الحمراء، وهو مفهوم يعود إلى فيلم ماتريكس، حيث يمنح بطل الفيلم كيانو ريفز الخيار: تناول الحبة الزرقاء، بحيث يكون آمنا من العالم المزيف الذي يعيش فيه. أو تناول الحبة الحمراء، فعندها سيدخل “حفرة الأرنب” من العالم الحقيقي والقاسي.

وفي عالم الرجولة على الإنترنت أو “مانوسفير” يبدأ من ابتلاع الحبة الحمراء بخطوة أن النسوية مسممة والرجال مضطهدون، وأن تحرير المرأة يدمر المجتمع.

ويقول هاشمي: “هذه تجربة مشتركة، فمعاداة المرأة ليست تجربة مرتبطة بدين بعينه”.

واعتنق تيت الإسلام في تشرين الأول/ أكتوبر ووصفه بأنه “آخر دين حقيقي على الكرة الأرضية” وظهرت إشارات للإسلام على حسابه في تويتر بعد اعتقاله. ورحب لاعب الفنون القتالية تام خان باعتناق تيت الإسلام، في تغريدة نالت 3.2 مليون مشاهدة. لكن آخرين اعتبروا أن تيت اعتنق نسخة مشوهة من الإسلام تسمح بممارسة العنف ضد المرأة.

وفي ظهور له على محتوى آخر، قال تيت إنه يعتقد بأن المرأة هي مسؤولية الرجل ولهذا فهي ملكه. وقال إن المرأة مسؤولة في حالات الهجمات الجنسية، و”سهلت الأمر لكي يحصل أمر سيئ لها” و”الشيء الوحيد الذي يرضي المرأة هو الأمومة”. وحظيت المقابلة بـ2.3 مليون مشاهدة منذ تحميلها على قناة الحجاب في تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال هاشمي إن هناك علاقة بين منظمة “أخ رايت بروز” ومؤثرين مثل تيت، لأنهم يلعبون على الخوارزميات المتطرفة التي تعطيهم الشهرة والمال. فـ”أخ رايت بروز معادون للغرب والليبرالية والحداثة والاستهلاكية والمادية، وهذا ما يزعمونه. لكنهم في الواقع يستخدمون منصة صنعتها كل هذه الأمور” التي يكرهونها.

ولدى تيت تاريخ في إظهار ثروته، وصوره غمرت منصات التواصل وهو يدخن السيجار ويقود سيارات رياضية جديدة. وفي كانون الثاني/يناير، قالت السلطات الرومانية إنها صادرت أرصدة بحوالي 4 ملايين دولار تعود له. وتضم ثروته سيارات فارهة، وساعات وأموالا من عدة عملات.

وقالت ميغ (33 عاما) إن أفلام تيت جذبت الكثير من الأولاد في المدرسة الإسلامية التي تدرس بها في ميلبورن بجنوب شرق أستراليا. وأضافت: “يمكنني رؤية سبب ارتباط الرجال المسلمين الذين جاء آباؤهم كمهاجرين إلى أستراليا بحثا عن حياة أفضل، ويعملون في وظائف برواتب متدنية أو بدون عمل، بهذا الرجل الغني الذي يقول لهم إن الرجال يتعرضون للهجوم  وأنهم متفوقون على المرأة”. وترى أن الدافع لمتابعتهم له، هو أنه غني ويتحدث عن الثراء، وهم “يقدسونه ويريدون أن يصبحوا مثله”.

 وبعد توجيه تهم الاغتصاب له، والتجارة بالنساء، ظهرت الكثير من العرائض والهاشتاغات تطالب بالإفراج عنه. ويقول حبيب أكادني، مدرس الجنس المسلم في بريطانيا، إن الدعم المطلق لتيت يعكس موضوعا اجتماعيا أوسع. وقال إن عددا من الرجال الذين انجذبوا إلى رسائل تيت يقولون إنهم يتجاهلون ما يقوله عن العنف الجنسي ضد المرأة ويتعاملون معه كمزاح، و”لكنهم لا يعرفون أنه يقوم بتطبيع العنف ضد المرأة”.  ويقول أكاندي إن الرجال لا يمكنهم مصالحة صورة رجل جيد وطيب وصديق بصورته كمعاد وعنيف للمرأة، فقد تلقوا تعليمهم بطريقة سيئة من أشخاص مثل تيت.

ويرى خليل (26 عاما) الطبيب في الصحة الوطنية البريطانية، أن اعتناق تيت للإسلام هو إساءة تمثيل صارخ له، ويقول: “أشعر أن المسلمين باتوا مهووسين بشخصيات عامة تسيء تمثيلهم بعيدا عما يقولونه ويفعلونه”. وقال خليل إنه اعتنق الإسلام لأنه “وقع في حب” الدين بسبب “العدالة الاجتماعية والروحانية والضبط والخضوع المتجسد فيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول منصور المناكفة:

    ربما بالغ أندرو تيت في خطابه في تضخيم حق الرجل في القوامة على المرأة إلى حد الابتزاز ( لم يثبت هذا لحد الآن ) وفق ما كفله الاسلام له كمسؤولية تكليف وتصريف وتدبير وليست تشريف وتسفيف للمرأة كما يريد خصوم أندرو تيت وأعداء الإسلام اتهامه بذلك ، لكن لا أحد ينكر أن المرأة في الغرب شقية وتتحمل تبعات هذه المساواة غير الطبيعية والتي تتنافى وفطرة المرأة ، فتجد المرأة في الغرب خاصة الأم العزباء تتحمل أعباء العمل وتربية الأطفال وتدبير أمور منزلها المالية والاجتماعية وحتى الإدارية ، نعم المرأة في المجتمعات المسلمة تعاني من تسلط الرجل وعدم فهم معنى القوامة بالمفهوم التكليفي واستغلاله لقمع المرأة ، لكن هذا من التقاليد الاجتماعية وليس من الاسلام الذي يغيب في حياة المجتمع المسلم وتم حصره في المساجد ومواسم العبادة والاحتفالات ..

إشترك في قائمتنا البريدية