سوريا: إصابة 5 مدنيين بينهم أطفال من عائلة واحدة في هجوم بمسيرات على ريف حلب

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: في سياق تعاظم هجمات قوات النظام السوري بالمسيرات الانتحارية على المدنيين في إدلب والأرياف القريبة منها شمال غربي سوريا، أصيب 5 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، من عائلة واحدة، أمس الثلاثاء، بجروح نتيجة استهداف قوات النظام سيارات مدنية في مدينة دارة عزة في ريف حلب، في وقت اعتبرت فيه صحيفة الوطن شبه الرسمية أن قوات النظام استهدف “إرهابيين” بالطيران المسير، وقالت في تقرير لها الثلاثاء، إن “الجيش العربي السوري كثف عملياته العسكرية عبر طائراته المسيّرة الانتحارية في منطقة خفض التصعيد والأرياف المجاورة لها، ما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين”.
نائب مدير الدفاع المدني السوري منير مصطفى، قال في تصريح لـ “القدس العربي” إن 5 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، من عائلة واحدة، أصيبوا الثلاثاء في هجمات لقوات النظام بطائرة مسيرة انتحارية استهدفت حافلة تقلهم في مدنية في مدينة دارة عزة غربي حلب، كما تعرضت سيارتان مدنيتان ومنطقة السوق الشعبي في مدينة دارة عزة لهجمات مماثلة دون وقوع إصابات، وذلك في إطار التصعيد المستمر على منطقة إدلب والبلدات الملاصقة لها، وسط فشل المجتمع الدولي في وقف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني في سوريا.
وبهجوم مماثل، استهدفت مسيرتان انتحاريتان انطلقتا من مناطق سيطرة قوات النظام، قريتي السرمانية وحلوز في ريف إدلب دون إصابات بين المدنيين.
ونشرت منظمة الخوذ البيضاء صوراً يظهر فيها، آثار الدمار والأضرار التي خلفتها هجمات قوات النظام على سيارات المدنيين ومنطقة السوق الشعبي في مدينة دارة عزة غربي حلب.
ووثقت المنظمة خلال العام الجاري أكثر من 60 هجوماً بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام، معتبرة في بيان، الثلاثاء، أن هذه الهجمات تفرض واقعاً مأساوياً ونهجاً جديداً في قتل المدنيين و”تهديد حياتهم وسبل عيشهم، ولا سيما مع ارتفاع أعداد ضحاياها منذ بداية العام الجاري”. ويوم الإثنين، استهدفت طائرة مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام، منزلاً سكنياً على طريق الأتارب – كفرعمة في ريف حلب الغربي، كما استهدفت 6 طائرات مسيرة انتحارية منازل المدنيين في قرى تل واسط، والقرقور، وخربة الناقوس، والقاهرة في ريف إدلب يوم الأربعاء 10 أبريل/نيسان، أول أيام عيد الفطر.
ومنذ بداية العام الحالي، وحتى 16 أبريل/ نيسان، نفذت قوات النظام السوري أكثر من 60 هجوماً بطائرات مسيرة انتحارية على مناطق المدنيين، حيث “استجابت فرق الدفاع المدني للهجمات التي استهدفت البيئات المدنية، وأدت هذه الهجمات بالمسيرات لمقتل 11 شخصاً، وإصابة 32 آخرين بينهم 4 أطفال وامرأة”.
وتستخدم قوات النظام الطائرات المسيرة الانتحارية “في سياسة ممنهجة لإطالة أمد الحرب وقتل المزيد المدنيين في وقت تتراجع فيه الاستجابة الإنسانية ويزيد تغافل المجتمع الدولي عن احتياجات السوريين في شمال غربي سوريا”، كما يشكل استهداف البيئات المدنية والقرى والبلدات والمزارعين والمناطق الزراعية وفق البيان، “تهديداً لقوت السكان والدخل لعدد كبير من الأسر، ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وستتأثر قدرة السكان على زراعة المحاصيل، كما ستزيد هذه الهجمات من عرقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المجتمعات المنكوبة أصلاً بسبب 13 عاماً من الحرب”. واعتبرت المنظمة أن هذا التصعيد الخطير في التكتيكات من قبل النظام السوري والقوات الداعمة له “يهدد حياة السكان الأبرياء ويدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهذه الهجمات وتعمد استهداف المدنيين، في ظل ظروف إنسانية صعبة وتراجع كبير في الاستجابة الإنسانية”.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد من جانبه أن قوات النظام هاجمت، الثلاثاء، بـ 4 طائرات مسيّرة انتحارية ريف حلب الغربي، أدت إلى إصابة 5 مدنيين بينهم طفلان بجروح متفاوتة، كحصيلة أولية، نتيجة استهداف إحدى المسيّرات أحياء سكنية في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، حيث جرى نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وبذلك، يرتفع تعداد العسكريين والمدنيين الذين قتلوا بهجمات برية ضمن منطقة إدلب والأرياف القريبة منها وفقاً للمرصد، إلى نحو 184 منذ مطلع العام 2024، وذلك خلال 158 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات وهجمات ومسيرات انتحارية، كما أسفرت تلك العمليات عن مقتل 18 مدنياً بينهم 7 أطفال، وجرح أكثر من 78 مدنياً.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية أن “الجيش العربي السوري كثف عملياته العسكرية عبر طائراته المسيّرة الانتحارية في منطقة خفض التصعيد والأرياف المجاورة لها”.
ونقلت عن مصادر ميدانية قولها إن “دائرة استهداف إرهابيي خفض التصعيد عبر الطائرات الانتحارية تشمل جميع محاور القتال من ريف اللاذقية الشمالي إلى ريف حماة الغربي وصولاً إلى ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وحتى حلب الغربي”.
كما استهدفت “وحدات الجيش العاملة في ريف إدلب بالمدفعية الثقيلة” مناطق كنصفرة وسفوهن وبينين وحرشها في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي”، وفق المصدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية