غزة ـ “القدس العربي”: ضمن رسائل التحذير العملية التي بدأت المقاومة المسلحة في غزة إرسالها إلى الجانب الإسرائيلي، وسعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مناوراتها العسكرية “عزم الصادقين”، من خلال إدخال وحدات الصواريخ في التدريبات، في وقت بدأت فيه إسرائيل تشك بتعرضها لهجوم “سايبراني” أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار، التي تطلق وقت تعرضها لإطلاق الصواريخ.
المناورة العسكرية
ومن عدة مناطق في قطاع غزة إلى عرض البحر، أطلقت سرايا القدس عدة صواريخ تجريبية، وهي من مديات مختلفة، قادرة على الوصول إلى مناطق في عمق دولة الاحتلال، في أشد رسالة تحذير توجهها المقاومة المسلحة في القطاع، بسبب تزايد هجمات الاحتلال ضد الضفة الغربية وتحديدا مناطق الشمال، وضد مدينة القدس والمسجد الأقصى، التي شهدت مؤخرا تصعيدا خطيرا.
وإلى جانب الصواريخ التي استخدمت في المناورة، وهي من صنع محلي، شاركت فرق قتالية أخرى من الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من بينها مهمات خاصة، في تدريبات بالذخيرة الحية، فيما انتشر الكثير من ناشطي سرايا القدس في عدة مناطق في القطاع.
ومنذ أمس الأحد ظهر ناشطو سرايا القدس ببنادقهم الرشاشة، والأقنعة على وجوههم، وهم منتشرون في مناطق قريبة من شاطئ قطاع غزة.
https://twitter.com/alyawmnewspal/status/1538629552473313280
وكانت سرايا القدس قد بعثت بمجموعة إرشادات للمواطنين في غزة، بسبب المناورة العسكرية، لافتة إلى أنه سيتخلل المناورة والتدريبات إطلاق صواريخ وقذائف تجاه بحر غزة ضمن أهداف مفترضة، وأشارت إلى أن شاطئ بحر غزة سيكون منطقة عمليات عسكرية مغلقة، نتيجة المناورة التي تجريها.
من جهتها، أعلنت الشرطة البحرية في غزة عن إيقاف حركة الصيد ومنع دخول القوارب والمراكب بشتى أنواعها إلى البحر اليوم الإثنين من الساعة 8:00 صباحًا وحتى الساعة 23:59 مساء بالتوقيت المحلي، في المنطقة البحرية الممتدة من مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، وحتى نهاية الحدود البحرية لمحافظة خانيونس جنوباً؛ بسبب وجود أعمال وتدريبات للمقاومة.
والجدير بالذكر أن الناطق باسم سرايا القدس، أبو حمزة، أعلن أن المناورة، التي أطلق عليها اسم “عزم الصادقين” ستدوم عدة أيام، لافتا إلى أنها تأتي “استكمالاً للإعداد والتجهيز واستعداداً لأي معركة مقبلة” .
وأشار إلى أن المناورة ستحاكي عمليات ميدانية مختلفة، بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية، لافتا إلى أن هذا الجهد المبارك “يأتي في إطار رفع الجهوزية القتالية لدى مجاهدينا، وتأكيداً منا على استمرار مشوارنا الطويل الممتد بالمشاغلة والمراكمة حتى التحرير والعودة”.
والجدير بالذكر أن المناورة هذه حملت ثاني الرسائل العملية التحذيرية لدولة الاحتلال، بسبب هجماتها المتصاعدة ضد الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، حيث تمثلت الرسالة الأولى بالصاروخ الذي أطلق من القطاع صوب إحدى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود فجر السبت، الذي ردت عليه قوات الاحتلال بقصف جوي ومدفعي لعدة مواقع للمقاومة الفلسطينية.
وحسب المراقبين للمشهد، فإنه من غير المستبعد أن تتدخل المقاومة في غزة في عمليات “مشاغبة” جديدة للاحتلال، لا تصل في بدايتها لحد التصعيد العسكري الكبير، بهدف الضغط على دولة الاحتلال، لوقف هجماتها ضد الضفة.
وساطات التهدئة
ويتوقع في حال لم ترتدع سلطات الاحتلال، أن تزيد المقاومة من التصعيد الميداني، للتأكيد على نظرية “ترابط جبهات المقاومة” في غزة والضفة والقدس، والتي يحاول الاحتلال الفصل بينها.
والجدير بالذكر أن المناورة العسكرية، والصاروخ الذي أطلق من غزة، ترافقا مع عودة الاتصالات التي يجريها الوسطاء، في مسعى منهم إلى عدم انفلات الأمور مجددا إلى مربع جديد من التصعيد الميداني والعسكري.
وأكد مصدر فصائلي مطلع، أن عدة اتصالات أجراها الوسطاء منذ السبت مع الفصائل في غزة، هدفت إلى ضبط النفس وضبط الميدان بشكل أكبر في المرحلة الحالية.
وجرى الطلب من الوسطاء أيضا، الضغط على سلطات الاحتلال، من أجل وقف عمليات التصعيد الخطيرة في الضفة والقدس، خاصة تلك التي تستهدف النشطاء بعمليات الإعدام الميداني شمال الضفة الغربية، والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضي، التي أدت لاستشهاد ثلاثة منهم.
وحذرت فصائل المقاومة في غزة، من أن هذه العمليات ستكون شرارة تصعيد كبير في كل المناطق الفلسطينية، كما جرى الطلب من الوسطاء إلزام دولة الاحتلال بما تعهدت به سابقا بخصوص التهدئة.
وأوصلت فصائل المقاومة في غزة عبر الوسطاء رسائل جديدة لحكومة الاحتلال التي تعاني من الضعف الشديد، مفادها بأنها لن تسمح بأن يكون تغولها على الفلسطينيين تذكرة بقائها في الحكم مدة أطول، من خلال إرضاء جمهور اليمين المتطرف.
يذكر أن الوسطاء ضغطوا خلال الفترة الماضية على فصائل المقاومة في غزة، من أجل الحفاظ على التهدئة، خاصة خلال الفترة التي سبقت وتبعت “مسيرة الأعلام” الاستيطانية المتطرفة، وقد حالت تلك التدخلات دون التصعيد العسكري، بعدما نقل الوسطاء للمقاومة في غزة، رسائل إسرائيلية تفيد بأنه سيجري العمل على وقف الهجمات في الضفة وتلك التي تستهدف المسجد الأقصى، وهو أمر لم يتم، حيث صعدت سلطات الاحتلال من تلك الهجمات بشكل أخطر.
يشار إلى أن تقارير عبرية تناولت التصعيد الميداني الذي حدث السبت، بعد إطلاق الصاروخ من غزة.
وذكرت قناة “كان” العبرية أن حركة حماس ربحت المعركة بعد إعادة ترميم نقطة الرصد المقامة شمال غزة، والتي استهدفتها قوات الاحتلال بعد إطلاق الصاروخ هي وعدة مواقع للمقاومة في القطاع، وهي نقطة يمكن من خلالها رصد تحركات المستوطنين في الحدود قريبة.
لكن القناة زعمت أن حركة حماس التي أعادت ترميم نقطة المراقبة “خسرت معملًا مهمًا لإنتاج الصواريخ ويضرب لأول مرة”.
وكان ناشطو حماس أعادوا ترميم نقطة الرصد مباشرة بعد استهدافها، وهي نقطة تطل مباشرة على مستوطنة “نتيف هعسراه” شمال قطاع غزة، وقد اشتكى سكان المستوطنة من مراقبتهم من قبل ناشطي حماس على مدار الساعة.
هجوم سايبراني
وفي السياق، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السلطات المعنية أصدرت تعليمات باتخاذ إجراءات وقائية ضد التهديدات.
وفقا للإذاعة، فإنه يعتقد أن هجوما إلكترونيا كان وراء إطلاق تحذير صاروخي وقع بعد ظهر الأحد في أجزاء من القدس وإيلات، فيما تشتبه المديرية الوطنية للأمن السايبراني (INCD) في “وجود هجوم إلكتروني وراء هذا الخلل”.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضا أنه تم الإيعاز للسلطات باتخاذ وسائل “دفاعية سريعة عن منظومة الصفارات”، لافتة إلى أن الصفارات التي انطلقت الأحد تعد “منظومة مدنية وليست صفارات تشغلها قيادة الجبهة الداخلية”.
ومن جهته أفاد نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، وعضو الكنيست يائير غولان، بأن إسرائيل “تستعد لمحاولات إيرانية لتنفيذ هجمات إلكترونية”.
ونقل عنه القول “لم يتم اختراق نظام الإنذار لكنه مقلق للغاية”، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك خرق، فيجب إغلاقه على الفور.
والجدير بالذكر أن دوي صفارات الإنذار سمع قرابة ساعة يوم الأحد، في القدس وإيلات الواقعة في منطقة الجنوب، وقالت وقتها سلطات الاحتلال إنه جاء بسبب خلل في نظام الإنذار.
وفي السياق سمع دوي صفارات الإنذار فجر السبت، في مناطق أخرى تقع في الجنوب، حيث أطلق وقتها صاروخ من غزة باتجاه منطقة عسقلان قبل أن تعترضه “القبة الحديدية”.
واستعدادا لأي معارك برية جديدة، أعلن جيش الاحتلال عن إدخال أول جرافة تعمل بجهاز تحكم عن بعد، أطلق عليها اسم “الباندا” في الخدمة العسكرية.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إن “جرافة الباندا” هي أداة هندسية فريدة يتم التحكم فيها عن بعد، لافتا إلى أن الغرض منها هو السماح بنفس العمليات التي تقوم بها الجرافة العادية، ولكن دون تعريض الجنود للخطر.
وأشار إلى أن “الباندا” هي أداة هندسية محمية، وقال إنها تعتبر “روبوتا على الأرض”، وهي عبارة عن نظام آلي أرضي غير مأهول، يعتمد على جرافة لأداء المهام الهندسية.
والمعروف أن قوات الاحتلال تستخدم هذه الجرافات في عمليات التوغل البرية على حدود غزة، وخلال العمليات العسكرية التي تحتاج إلى عمليات هدم منازل أو تسوية أراض، وبالعادة تكون تلك الجرافات تقاد من سائقين يتبعون وزارة الجيش، وهي جرافات مصفحة، لكن المقاومة في غزة تمكنت في العديد من المرات من استهدافها.
الرجال الالاهيون قادمون..فأنتظروا