روسيا: الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية

هبة محمد
حجم الخط
2

دمشق – «القدس العربي» : أعلنت روسيا عبر بعثتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، عن عدم اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، حيث قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إن الجولان هو جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، معبراً عن قلق موسكو من خطط تل أبيب الاستيطانية في المنطقة المحتلة، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذه الأعمال تتعارض مع أحكام اتفاقية جنيف لعام 1949. وجاء فتح روسيا ملف الجولان عقب تصريحات إسرائيلية داعمة لسيادة أوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي واسع النطاق.
من جانبها أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إلى أن «هذه التصريحات تأتي بعد أن أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، ولأول مرة منذ اندلاع الصراع بيانًا يؤيد أوكرانيا»، لافتة إلى أن «إسرائيل امتنعت عمداً عن ذكر روسيا أو الرئيس فلاديمير بوتين في البيان الرسمي لمنع نشوب صراع من شأنه أن يجعل من الصعب على إسرائيل مواصلة هجماتها في سوريا»، إلا أن ذلك لم يمنع الكرملين من توجيه رسالة للإسرائيليين عبر الجولان السوري المحتل.

رداً على بيان إسرائيلي يرفض الغزو الروسي لأوكرانيا

عضو هيئة القانونيين السوريين المحامي عبد الناصر حوشان، علق على التصريحات الروسية بالقول: التصريح الروسي، يمكن تصنيفه في خانة «المزاودة» على الإسرائيليين، ومكافأة فارغة المضمون للنظام السوري، فالجولان جزء من الأراضي السورية بموجب القانون الدولي، وبموجب قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات محكمة العدل الدولية، ويأتي التصريح لتذكير الإسرائيليين بفضل روسيا عليهم وبأنها هي أكثر من ضمن حدودها مع سوريا ولبنان على مدى خمسين سنة وليس الأمريكان. وقال حوشان لـ «القدس العربي»: حتى الاعتراف الجزئي لبعض الدول بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل بما فيهم الاعتراف الأمريكي، هي اعترافات مخالفة للقانون الدولي، ويذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان قد اعترف في 25 مارس/آذار من 2019 بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السوري المحتل منذ حرب 1967، وأعلنت إسرائيل ضمه بقرار أحادي في 1981، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت ذلك القرار «لاغياً».
الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام رشيد حوراني رأى أن أي تصريح روسي متعلق بإسرائيل هو للاستهلاك الإعلامي ليس إلا، خاصة أن موسكو لا تستطيع حالياً الدخول في مواجهة مباشرة مع حلفاء لها في سوريا (إيران) وما يؤكد عدم جدية هذه التصريحات هو الاجتماع الأمني الذي جرى في القدس في العام 2019 بين كل من مستشاري الأمن القومي الأمريكي والروسي والإسرائيلي.
وقال حوراني لـ «القدس العربي»: ربما إسرائيل اندفعت ببيان إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وأطلقت تصريحات منددة بسبب وجود جالية يهودية كبيرة العدد في أوكرانيا، وروسيا لا تريد ضجيجاً إعلامياً حول ما أقدمت عليه في أوكرانيا، فكان رد فعل بتصريح عالي النبرة لتحقيق ما تريد. واعتبر المتحدث، أن الربط الروسي بين سوريا وأوكرانيا، وارد جداً لكن سيتم استخدامه بالتدريج ووفق معطيات الوقائع في الميدان ووفقاً لمواقف وردود أفعال الدول من ناحية، ولابتزاز تركيا من ناحية أخرى لان تركيا تعتمد في وارداتها الزراعية (قمح وغيره من المزروعات) على أوكرانيا.
ورأى المحلل السياسي السوري «درويش خليفة»، أن روسيا بدأت تتعامل بعنجهية أكبر مع الدول التي تعارض مصالحها الجيوسياسية والأمنية، وهو ما نراه في هذه الاثناء خلال غزو القوات الروسية لأوكرانيا. وبشكل واضح أصبحت الحكومة الروسية تتعامل مع الدول خارج اللياقة السياسية، وبردود أفعال غير مسبوقة، بعد كم الإجرام الذي مارسته القوات الروسية في سوريا، وصمت المجتمع الدولي حيالها، الأمر الذي أدى لأن تتوسع نحو شمال أفريقيا وفي محيطها الجغرافي.
وروسيا – كما قال خليفة لـ «القدس العربي» – تتعامل مع إسرائيل من زاوية حذر تل أبيب من الوجود الإيراني في محيطها، وهنا نشير إلى أذرعها في غزة وجنوب سوريا ولبنان. وكما هو معروف أن العلاقات الروسية – الإسرائيلية جيدة، وحتى أن تل أبيب رفضت تزويد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي (القبة الحديدية)، فكيف لهم اليوم أن يعارضوا احتلالها للجولان؟ هذا سؤال تجيب عليه سلوكيـات موسكو في سياساتها الخارجية في العقد الأخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    ثم عندما تنتصرون في حرب أوكرانيا يكون لكم رأي آخر ،. مخادعون ماكرون لا ثقة بكم أبدا أبدا

  2. يقول ابن الاردن:

    ماذا استفاد الفلسطينيون والسوريون من الادانات الدوليه وخاصة روسيا لاسرائيل وعدم الاعتراف بشرعية احتلالها للاراضي العربيه ، لاكثر من نصف قرن ،،، تصريحات على رأي المثل. انقعوا واشربوا ميتها ؟؟؟ كلام يطيروا الريح

إشترك في قائمتنا البريدية