غزة-«القدس العربي»: تواصل القصف الإسرائيلي، أمس الأربعاء، على مناطق عدة في غزة، موقعا عددا من الشهداء، بما في ذلك في رفح، التي أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن القادة الإسرائيليين بمعارضة بلاده شن هجوم ضدها في ظل غياب خطة بخصوص المدنيين. وتزامن ذلك مع رعب يعيشه السكان الذين عمد بعضهم إلى نقل جثامين شهداء أقارب لهم، خشية من نبش قبورهم من قبل قوات الاحتلال في حال تنفيذ الاجتياح.
وقال بعد محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في الدولة العبرية “موقفنا واضح، لم يتغير ولن يتغير”. واستدرك “لا يمكننا ولن ندعم عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة فعالة للتأكد من عدم تعرّض المدنيين للأذى، ولم نرَ مثل هذه الخطة”. وحسب وزير الخارجية “هناك حلول أخرى – وفي رأينا حلول أفضل – للتعامل مع التحدي الحقيقي المستمر الذي تمثله “حماس” والذي لا يتطلب عملية عسكرية كبيرة” في رفح. جاء ذلك بالتوازي مع استشهاد طفلين شقيقين، وإصابة آخرين في قصف طيران الاحتلال منزلا في مخيم الشابورة الواقع في وسط مدينة رفح، التي شهدت كذلك استشهاد سيدة فلسطينية بعد وصولها المشفى الأوروبي مصابة بجراح خطرة، أثر استهداف مدفعي لمنطقة الحصينات. ويعيش السكان في المدينة رعبا حقيقيا خوفا من اجتياح مرتقب، خصوصا في حال فشل المفاوضات بخصوص العرض المصري الرامي إلى هدنة وإطلاق رهائن وتجميد الهجوم على رفح.
وبدأ بعض الأهالي في المدينة بنقل جثامين شهداء خشية من نبش قبورهم من قبل قوات الاحتلال. وقال النازح أيمن أبو دقة: “بعد 7 أشهر من دفنها بدأوا يخرجون جثامين الشهداء وينقلونها إلى أماكن آمنة”.
وفي بقية مناطق غزة، تواصل القصف، إذ استشهد عدد من المواطنين في غارة جوية نفذتها إحدى الطائرات الحربية فجر أمس الأربعاء على منزل في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، حيث جرى انتشال جثامين الشهداء والمصابين من تحت ركام المنزل.
وفي وسط القطاع، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال شهيد من منطقة المغراقة، سقط في قصف مجموعة من المواطنين في تلك المنطقة القريبة من الممر الأمني الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، حيث جرى نقل الجثمان إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح
وأكدت طواقم الإنقاذ وجود شهداء تحت الأنقاض لا تستطيع الوصول إليهم في هذا الوقت في تلك المنطقة، التي توجد على مقربة من ثكنات أقامها جيش الاحتلال. كذلك استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل وأصيب آخرون في قصف طيران الاحتلال شقة سكنية في مخيم النصيرات.
إلى ذلك، أعلنت كتائب “القسّام” الذراع العسكرية لحركة “حماس”، استهداف تجمع لقوات إسرائيلية بصواريخ قصيرة المدى جنوب إسرائيل.
وقالت في منشور عبر منصة تليغرام: “استهدفنا تحشدات قوات العدو قرب كيبوتس (مستوطنة) حوليت بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 ملم”.
فيما أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 12 عسكريا في قطاع غزة خلال 24 ساعة.