موسكو: اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الغرب اليوم الخميس، في بداية محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بدعم “الإبادة الجماعية” التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة.

وفي إطار سلسلة من الاجتماعات التي تركز على الشرق الأوسط، استقبل بوتين رئيسي في الكرملين غداة زيارة الزعيم الروسي للإمارات والسعودية. وناقش بوتين مع الرئيس الإيراني الحربين في غزة وأوكرانيا والجهود التي تبذلها روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتعزيز أسعار النفط.

وفي التصريحات الافتتاحية التي بثها التلفزيون، لم يشر أي من الزعيمين إلى التعاون العسكري المتنامي بين بلديهما، وهو ما يشكل مصدر قلق للولايات المتحدة التي تقول إن إيران تزود روسيا بالأسلحة لاستخدامها ضد أوكرانيا.

وقال بوتين إن من المهم جدا مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في الأراضي الفلسطينية.

ورد رئيسي قائلا “ما يحدث في فلسطين وغزة هو بالطبع إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية… والمحزن أكثر” هو أن الولايات المتحدة والغرب يدعمان هذا.

وتدعم إيران حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في حربها مع الاحتلال الإسرائيلي. ولروسيا علاقات بجميع الأطراف الرئيسية في المنطقة ومنها حماس وإسرائيل التي أغضبتها موسكو باستضافتها وفدا من حماس في أكتوبر تشرين الأول.

ويقول محللون إن الصراع ساعد روسيا في إلهاء العالم بعيدا عن الحرب في أوكرانيا وجعل موسكو تتحالف مع دول نامية تضامنا مع الفلسطينيين.

وقال بوتين إن مشهد المعاناة والأطفال الملطخين بالدماء في غزة “يجعل عيونكم تذرف الدمع”، لكن الحكومات الغربية تقول إن مثل هذه التصريحات منافقة لأن قوات بوتين قتلت آلاف المدنيين في أوكرانيا.

وتقول روسيا والدول العربية إن الغرب يكيل بمكيالين بدعمه القصف الإسرائيلي وحصار غزة بينما يتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب.

 العلاقات العسكرية

إيران عدو لدود للولايات المتحدة، وهي في ذلك مثل كوريا الشمالية التي التقى زعيمها كيم جونغ أون مع بوتين في أقصى شرق روسيا في سبتمبر أيلول. وبوسع طهران تزويد موسكو بالعتاد العسكري لحربها في أوكرانيا حيث تستخدم روسيا على نطاق واسع الطائرات الإيرانية المسيرة.

وقال الكرملين الشهر الماضي إن روسيا وإيران تعملان على تطوير العلاقات “بما يتضمن مجال التعاون العسكري التقني”، لكنه امتنع عن التعليق على إشارة البيت الأبيض إلى أن إيران ربما تفكر في تزويد روسيا بصواريخ باليستية.

وأمس الأربعاء، وصف جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، العلاقة العسكرية المزدهرة بأنها “مثيرة للقلق”.

وقالت السلطات الإيرانية إن التعاون العسكري مع روسيا يتوسع يوما بعد الآخر.

وقالت إيران الشهر الماضي إنها وضعت اللمسات الأخيرة لترتيبات تزويد روسيا لها بطائرات مقاتلة من طراز سوخوي-35 وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز ميغ-28 وطائرات ياك-130 لتدريب الطيارين.

وحضر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اجتماع اليوم الخميس وكذلك نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك.

(وكالات)