رئيسة الفريق المستقل حول حيادية الأونروا لـ”القدس العربي”: موظفو الأونروا يستحقون الحماية والاحترام

عبد الحميد صيام
حجم الخط
0

الأمم المتحدة- “القدس العربي”: عقدت كاترين كولونا، رئيسة مجموعة المراجعة الخارجية المستقلة حول حيادية عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مؤتمراً صحفياً في مقر المنظمة الدولية، بمناسبة انتهاء عمل المجموعة، وتقديم تقريرها للمفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي رحّب بالتقرير، ووعد بالتعاون مع المفوض العام في تنفيذ تلك التوصيات.

ورداً على سؤال لـ “القدس العربي” كيف تبدأ الحديث عن التقرير دون أن تبدي أي “كلمة أو تعزية أو إطراء على 171 موظفاً من موظفي الوكالة، بدلاً من أن ترشحي الأونروا لجائزة نوبل”، قالت كولونا: “لقد قلت عدة مرات في السابق إن هذه التضحية يجب أن تحترم، وإن الأفراد يجب أن يتمتعوا بالحماية”.

كولونا: في الكتب المقررة، التي تستخدمها مدارس الأونروا، هناك مسائل في الرياضيات فيها عبارات مثل “قتل عدد من الصهاينة”، كما وصف اليهود بأوصاف سلبية

ورداً على سؤال ثان لـ “القدس العربي” حول توجيه تهمة معاداة السامية لبعض الموظفين الذي عبّروا عن تأييدهم لحقوق الشعب الفلسطيني، أو تحدثوا عن الاحتلال الإسرائيلي أو الاحتلال الصهيوني، “فهل هذه معاداة للسامية؟ وما هو تعريفك أنتِ لمعاداة السامية؟”، قالت رئيسة مجموعة المراجعة: “هناك عدة تعاريف لمعاداة السامية، فالأمين العام لديه تعريفه، والاتحاد الأوروبي يتبع تعريفاً آخر. فمثلاً في الكتب المقررة، التي تستخدمها مدارس الأونروا، هناك مسائل في الرياضيات تذكر أمثلة أن “قتل عدد من الصهاينة”، كما وصف اليهود بأوصاف سلبية، يجب ألا تكون موجودة، كما أن هناك إشارات لإنكار حق إسرائيل في الوجود وهناك أمثلة كثيرة، ولكنها أقل من قبل، لكنها موجودة في كتب السلطة الفلسطينية، وبعض ما هو موجود في هذه الكتب لا يتماشى مع منظومة قيم الأمم المتحدة ومعاييرها”.

وقالت السيدة كولونا إن تنفيذ هذه التوصيات متروك للمفوض العام والأمين العام، للتعامل مع هذه التوصيات. بعضها يمكن تنفيذه بسرعة، وبعضها يمكن تنفيذه على المدى المتوسط، وبعضها يحتاج إلى تعاون من المجتمع الدولي.

وأضافت رئيسة مجموعة المراجعة أن الأونروا، في ظل غياب حلّ سياسي، تقدم مساعدات إنسانية منقذة للحياة وخدمات أساسية للسكان، خاصة في هذا الوقت الحرج، حيث تقوم الأونروا بدور حيوي في الاستجابة الإنسانية في غزة، لدرجة أن الكثير من اللاجئين ينظرون إلى الأونروا باعتبارها شريان حياة إنسانياً بالنسبة لهم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة- بالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني- قد عيّن، في شباط/ فبراير الماضي 2024، كاترين كولونا، وهي وزيرة خارجية فرنسا السابقة، لقيادة فريق مستقل لمراجعة حيادية الأونروا، بالتعاون مع ثلاث مؤسسات بحثية مستقلة من السويد والنرويج والدانمارك.

وقد بدأ فريق المراجعة عمله في 13 شباط/ فبراير 2024، واستغرق تسعة أسابيع.

كولونا: تقوم الأونروا بدور حيوي في الاستجابة الإنسانية في غزة، لدرجة أن الكثير من اللاجئين ينظرون إلى الأونروا باعتبارها شريان حياة إنسانياً بالنسبة لهم

وأشارت كولونا إلى الآليات والتدابير التي وضعتها الأونروا لضمان التزامها بمبدأ الحياد، وقالت إن هناك دائماً مجالاً للتحسين.

وأضافت أن هناك قضايا مستمرة تتعلق بالحياد، منها، على سبيل المثال، انحياز موظفين لجانب ما، كتب دول مضيفة قد تحتوي أحياناً على مواد مثيرة للقلق.

وأعرب الأمين العام غوتيريش عن قبوله للتوصيات الواردة في تقرير السيدة كولونا، واتفق مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على أن الأونروا، وبدعم من الأمين العام، ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي.

وفي هذا الصدد، يعوّل الأمين العام على تعاون مجتمع المانحين والبلدان المضيفة وموظفي الوكالة للتعاون الكامل في تنفيذ التوصيات.

وناشد الأمين العام جميع أصحاب المصلحة لتقديم الدعم الفعّال للأونروا، باعتبارها شريان الحياة للاجئي فلسطين في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية