دراسة صادمة: أمواج المحيطات قد تسبب أمراضاً خطيرة

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: كشفت دراسة جديدة أن مركبات كيميائية خطيرة تحمل اسم «PFAS» يُعاد انبعاثها في الهواء من أمواج المحيط المتلاطمة بمستويات مماثلة أو أكبر من المصادر الأخرى، وهو ما يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرة للبشر.

ونقل موقع «ساينس دايلي» عن الباحثين في قسم العلوم البيئية بجامعة ستوكهولم قولهم إن هذه المركبات الكيميائية الموجودة في مياه البحر يتم إعادة تعبئتها في الهواء ما يؤدي إلى إنشاء عملية نقل دورية لهذه المصادر «الكيميائية الأبدية» بين البر والبحر.
ووقال إيان كوزينز، الأستاذ في قسم علوم البيئة والمؤلف المشارك للدراسة: «الاعتقاد السائد هو أن مواد الفاعلات بالسطح الفلورية PFAS يتم تصريفها من الأرض إلى المحيطات حيث تبقى لتمتزج مع أعماق المحيطات على مدى فترة زمنية تصل إلى عقود. لكننا أثبتنا الآن في دراسات متعددة أن هناك تأثيرا مرتدا، وأن بعض المواد السامة من الفاعلات بالسطح الفلورية يُعاد انبعاثها إلى الهواء، وتُنقل لمسافات طويلة ثم تترسب مرة أخرى على الأرض».
وأظهرت التجارب الميدانية عبر المحيط الأطلسي التي أجراها المؤلفان المشاركان بو شا، باحث ما بعد الدكتوراه في قسم العلوم البيئية، وجانا جوهانسون، الباحثة السابقة في قسم العلوم البيئية، وحاليا في جامعة لينشوبينغ، أن تركيزات الفاعلات بالسطح الفلورية في جزيئات الهواء تتجاوز تركيزات مياه البحر بأكثر من 100 ألف مرة.
وقامت النمذجة العالمية اللاحقة بتقدير إعادة الانبعاث والنقل الجوي وترسب الفاعلات بالسطح الفلورية إلى الأرض.
وأوضح الدكتور شا: «لقد عملت أنا وجانا بشكل مكثف لمدة شهرين على متن سفينة لإجراء تجارب ميدانية متعددة باستخدام جهاز محاكاة رذاذ البحر المصمم خصيصا. وعلى الرغم من أن نتائجنا مؤثرة علميا، إلا أنها مثيرة للقلق، وتخلق الكثير من الاهتمام بين العلماء والمنظمين والجمهور».
ويشار إلى أن الفاعلات بالسطح الفلورية «PFAS» التي تتميز بثباتها الشديد ما يؤدي إلى تسميتها العامية بأنها «مواد كيميائية أبدية» تؤثر على الصحة في المناطق الساحلية، حيث ترتبط بمجموعة متنوعة من الحالات الصحية الخطيرة، بما في ذلك السرطان، ومشكلات الخصوبة، ووظيفة الجهاز المناعي الضعيفة.
وأوضح ماثيو سالتر، الباحث في قسم العلوم البيئية والمؤلف المشارك للدراسة: «في الدنمارك، جمع العلماء أدلة دامغة تشير إلى أن البحر هو المصدر الرئيسي للفاعلات بالسطح الفلورية على طول ساحلهم الغربي. وهذا يتماشى مع توقعاتنا، حيث تتوقع دراستنا أن المناطق الساحلية تتحمل التأثير الأكبر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية