«خطوة نحو الهاوية»: منظمات إنسانية تحذّر من انخفاض مستويات الدخل في الشمال السوري

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: حذرت منظمات حقوقية وإنسانية من تدني مستويات الدخل في منطقة شمال غربي سوريا، مؤكدة أنها باتت “لا تغطي النفقات” نتيجة ارتفاع سعر سلة الغذاء المعيارية، بموازاة ارتفاع نسبة المخيمات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إلى نحو 89% حيث يصعب تأمين مادة الخبز، وذلك وسط تقديرات أممية بأن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية في سوريا بلغ نحو 16.7 مليون شخص، وهو الرقم الأعلى منذ 2011.
ويسعى مئات الآلاف من المدنيين اليوم إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام للحصول على المستلزمات الأساسية، في خطوة جديدة وصفتها منظمة “منسقو استجابة سوريا” بأنها تسير بالأهالي “نحو الهاوية” بسبب زيادة الفجوات في تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا، حيث بلغت أعداد الأسر التي خفضت أعداد الوجبات الأساسية إلى 74.4%، في حين وصلت ضمن المخيمات إلى 94.1%.
وذكرت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، وهي منظمة إنسانية وحقوقية تعمل شمال غربي سوريا، في بيان، أن السلة المعيارية الكافية لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد تكفي لمدة شهر واحد، ارتفع سعرها إلى حوالي 102 دولار أمريكي 3,285 ليرة تركية بزيادة قدرها 492 ليرة عن الأشهر الستة الماضية، وهو ما يستهلك 69% من راتب عامل مياومة لمدة شهر كامل، بعد ارتفاع نسب التضخم في المنطقة إلى 75.04 % على أساس سنوي مقارنة بالعام الماضي. ووصل عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية 4.4 ملايين مدني بزيادة قدرها 11% عن العام الماضي ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بمقدار 16.8% حتى نهاية العام الحالي، نتيجة المتغيرات الكثيرة أبرزها تغيرات سعر الصرف وثبات أسعار المواد الغذائية على المستوى المرتفع، وزيادة أسعار بعض المواد الأخرى. وتزداد المخاوف لدى السلطات المحلية من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيون في شمال غرب سوريا، كما نطالب الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات. وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا قد قدرت مطلع الشهر الجاري، عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية منذ نهاية عام 2023 بنحو 16.7 مليون شخص. وذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية رصد من خلاله إنجازات مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا، أن البلاد غرقت في مزيد من اليأس خلال عام 2023، حيث تعرضت لسلسلة من الزلازل في 6 و20 من شهر شباط/ فبراير. وأدت الزلازل إلى مقتل 5900 شخص وإصابة 12800 آخرين.
وأضاف التقرير أن تلك الزلازل تسببت في نزوح إضافي وأضرار بالبنية التحتية التي كانت قد تأثرت بالفعل خلال سنوات الصراع الماضية. فقدت الأسر مصدر دخلها، ما زاد من هشاشة ملايين الأشخاص الذين لم يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأدى الصراع المستمر والاضطراب الاقتصادي والكوارث الطبيعية إلى انتشار الفقر وسوء التغذية والاعتماد على المساعدات التي زادت تكلفتها بسبب التضخم الحاد. كما أسفر انعدام الأمن في بعض أجزاء البلاد عن مقتل 454 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، بين كانون الثاني وتشرين الأول 2023، ونزوح مجتمعات بأكملها، وتدمير البنية التحتية المدنية، وعرقلة الوصول الإنساني.
وأشار التقرير إلى أن حالة قطاع غزة زادت من تعقيد الوضع الإنساني والأمني والسياسي في سوريا.
ويعيش ما يقدر بنحو 90 % من سكان سوريا في فقر، و12.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وقُدِّرَ عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية في نهاية عام 2023 بنحو 16.7 مليون شخص، وهو أعلى رقم منذ عام 2011، بزيادة قدرها 1.4 مليون محتاج عن عام 2022.
وتستمر البلاد في استضافة أحد أكبر أعداد النازحين داخلياً في العالم، حيث يبلغ عددهم 7.25 ملايين شخص. خلال عام 2023، تحققت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو راقبت عودة أكثر من 38 ألف لاجئ من الدول المجاورة، بانخفاض قدره 25 في المئة مقارنة بعام 2022.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عاد ما يقرب من 155 ألف نازح داخلياً إلى مكانهم الأصلي بين كانون الثاني وتموز 2023. ولمواجهة الاحتياجات المتزايدة في ظل الموارد المتضائلة والاستجابة للزلازل، عزز المكتب الأممي في عام 2023 أنشطته الأساسية (الحماية والمأوى والمواد غير الغذائية) وزاد من التدخلات النقدية، وفق المصدر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية