خطة اولمرت الانطوائية تدور كلها حول الكتل

حجم الخط
0

خطة اولمرت الانطوائية تدور كلها حول الكتل

المستوطنات غدت مقدسة عند اسرائيل وليس المستوطنينخطة اولمرت الانطوائية تدور كلها حول الكتل في حين يُجهد رئيس الحكومة نفسه ـ بحماسة آخذة في النقص، كما يقولون ـ لتسويق خطة انطوائه في الولايات المتحدة، يجوز ان نكف للحظة عن محاولات التدني الي مصالحة، وان نتلبث قليلا عند كلمة واحدة تقوم في مركزها: كلمة كتلة . تدور خطة السيد اولمرت كلها حول الكتل . الكتل الاستيطانية التي سيُجمع فيها المستوطنون. الكتل التي ستُحاط بالسور الرحيم. الكتل التي ستُرسم حولها الحدود الدائمة التي يحلم بها رئيس الحكومة في يقظته وفي واشنطن.يوجد منطق اسرائيلي عميق في اختيار هذه الكلمة خاصة. فهي مناسبة لا شبيه لها بـ سياسة الغموض تلك، التي تحبها حكومات اسرائيل جدا في مجالات مختلفة عجيبة. لان الكتل ، في جوهرها، لا يوجد لها مقياس ولا مقدار. لا يوجد لها تخطيط ولا حتي إله (حتي عندما تنشأ باسمه ومن اجله بادي الرأي). ومن جهة اخري، توجد فيها بشارة واضحة بالنمو غير المراقب، والكِبر الأهوج وغزو مكان ليس لها. ولا يوجد شبيه لها في الاصل يصف علي نحو دقيق النوايا المطموسة المعالم، والغامضة للسياسة الاسرائيلية. وكذلك قدر لا يُستهان به من العدالة الشاعرية والحقيقة التاريخية يوجدان في الأخذ بهذه الكلمة. لان الكتلة ، كما يعلم الجميع، هي شيء غير حسن. لا يثير الود. ويثير الذعر. ويُنذر بالسوء. وهي شيء يتطلب أكثر من مرة تدخل الاطباء بمشرط حاد.لا توجد حاجة الي التشبث فقط بقضية مبحث الاورام السرطانية، فالامر لا يجوز علينا. يمكن ان نجد المس السيء لـ الكتل في كل موقع: غوش ايمونيم، و غوش قطيف و الكتلة (غوش) السوفييتية، و كتلة الدول غير المنحازة، و كتلة حرية ـ ليبرالية عليها رحمة الله.. وهذا يدلنا مرة تلو اخري علي أنه لا ينشأ شيء حسن، كما يبدو، من الـ غوش (الكتلة).وفي هذه المرة، يوجد ايضا طعم مصاحب حريف للانفعالية يصحب استعمال الكتل لان قطع الاراضي هذه، هي كل ما بقي من الرؤيا القيصرية الكبيرة. من جميع الأحلام السامية بالمملكة من السويس الي الليطاني، ومن البحر الي نهر الاردن. حكومة اسرائيل تحارب الآن من اجل ذلك فقط.الامر مُتكلف بقدر كبير، الي حد أن الحكومة نفسها يصعب عليها ايجاد ذرائع لإلحاحها علي الكتل. لم يعد الحديث عن حرب علي الامن في ظاهر الامر، ولا علي عمق استراتيجي في ظاهر الامر، ولا علي حق الآباء، ولا علي وعد سماوي، ولا علي مجال عيش. كل هذه الذرائع ذوت منذ زمن، ولم يعد أحد يُجهد نفسه بالتلويح بها. بقي فقط الجشع الكبير والارادة اليائسة للحفاظ ولو علي بضع قطع صغيرة من الاراضي المسلوبة من غنيمة حرب الايام الستة. كي لا نخرج سُذجا. ولنعلم أننا قد فزنا مع كل ذلك بشيء ما من الصفقة كلها.وهكذا، بازاء اعيننا حقا توشك الكتل ان تعود لتشغل رسالتها السرطانية. حتي لو حدث ما لا يُصدق ونفذت خطة اولمرت بطريقة ما، فستبقي في مكانها، وتكبر، وتتوسع، وتزداد سمنة (لكثرة المستوطنين الذين سيُجمعون فيها)، وستصاب سريعا بالالتهاب الحتمي. وسيعود الجسم كله ليجد نفسه يحارب حربا غبية لا حاجة اليها، تسفك الدم ووحشية. واذا كانت الحرب السابقة حرب سلامة المستوطنين ، فان الحرب الآتية ستكون حرب سلامة الكتل . وعندما تجبي هذه الحرب نصيبها المفروض من الدماء، سيقوم زعيم يدرك انه لا مناص من الانفصال عن الكتل ايضا، وسيقترح خطة التكتل .وستقوم هذه الخطة علي صياغة كتيلات الاستيطان . وبعد ذلك سنحارب عن كتيلات الاستيطان ، و شظايا الاستيطان و نُتف الاستيطان و فتات الاستيطان .وكل هذه الحروب، مثل عدد من سابقاتها، كان يمكن أن نوفرها علينا جميعا لو كان الله جل جلاله بعث الينا طبيبا سياسيا شجاعا حاد المشرط، يُخلصنا من هذه الكتل منذ زمن.ب. ميخائيلأديب يساري(يديعوت احرونوت) 23/5/2006

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية