خريفٌ يَبْتَلِعُ الفُصُول

أصداءٌ دون أصوات

كَيْفَ حَرَقْتُمْ غابةَ الأمنياتْ؟
وكَيْفَ فَرَّتْ مِنْكُمْ الذِّكْرياتْ؟

كَيْفَ تَرَكْتُمْ دَمْعَ أيّامِكُمْ
يَسْألُ أعوامَكُمْ
أينَ مضى الوقتُ بأحلامِكُمْ؟
ولَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ
إجابةٌ تكْتِمَ أَسْرارَكُمْ

لِمَ الصّدى يجتاحُ آذانَكُمْ
والصّوتُ لا يأتي لأَسْماعِكُمْ؟

استذكارات

عَلَّمَها أنْ تَتْرُكَ الصّدى
يسبَحُ في المدى
أَنْ تَفْتَحَ الأُذْنَيْنْ
حِينَ يُعادُ القولُ مَرَتَيْنْ
قالَ لَها
أنتِ ليَ الأيّامْ
وإنّني لابدّ أَنْ أكرّرَ الكلامْ:
« أنتِ ليَ الأيّامْ»
قالًتْ لَهُ
أنتَ الحياةُ كُلُّها
وإنّني أكرّرُ الكلامْ
في الصَحْوِ والمَنامْ:
«أنتَ الحياةُ كُلُّها»

قالَ لَها
إنّ الربيعَ لا يجيء دونَها
قالتْ لهُ هامِسَةً
أنتَ الربيعُ كلّهُ
ومرّتِ الفصولُ والسّنينْ
ذاتَ صباحٍ جاءَ عندَها
فَلَمْ يَجِدْ شيئاً مِنَ الربيعْ
يُزْهِرُ قُرْبَها
لَمْ يَجِدْ الصيفَ ولا الشتاء
لا ظلّ أو ورود حَوْلها
بَلْ وَجَدَ الخريفَ وحدَهُ
يَسْبُرُ غورها
يَكْشِفُ للأعداءِ سرّها

شاعر من العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية