حين يكون الاردني دافع ضرائب لا مواطنا!

حجم الخط
0

في كثير من الأحيان تفرض أحداث ذاتها وتغطي على أي شيء آخر، خصوصا حين يتعلق الأمر بمصير شعب ما زال يعيش على هامش الحقوق الوطنية في وطنه الذي يعيش فيه ويحاول ترميم ما هدمه الآخرون فيه .
يكاد يظهر جليا يوما بعد يوم دور المواطن الأردني في ما يسمى بالدولة الأردنية، ولا يتعدى هذا الدور عن كون هذا المواطن دافع ضرائب تكمن قيمته بالنسبة للدولة في ما يدفعه من ضرائب تسد أفواها مشرعة لحفنة مترفة في هذا الوطن دون أن يأبه أحد لكرامة أو حقوق المواطن الأردني.
أكثر من حدث خلال فترة زمنية قصيرة يدلل على ما سبق، لعل أبرزها اعتقال أحد ناشطي الحراك الشعبي الأردني في السعودية وبقاؤه مسجونا دون أي محاكمة أو تهمة واضحة ودون أي محاولة تذكر من الجهات الرسمية (جباة الضرائب) لإطلاق سراحه أو توفير محاكمة عادلة له، واستمر الحال هكذا على مدى ما يقرب من تسعين يوما قبل أن تفرج عنه السلطات السعودية في ظل احتجاجات واعتصامات الحراك الشعبي المطالب بإطلاق سراحه وهو ما حصل، ما حدث مع هذا الناشط (خالد الناطور) فتح العيون على معتقلين أردنيين يهيمون في ظلمات السجن خارج حدود وطنهم دون أن يكترث لهم أحد، فنسمع عن معتقل آخر في السعودية أيضا منذ ثمانية أعوام دون محاكمة، وما خفي بالتأكيد فهو أعظم في ظل خمول مسؤولي هذه الدولة المستعدة للتضحية بالشعب كاملا لأجل إشباع غرائز ونزوات القائمين على الفساد والاستبداد.
حدث آخر جلل فجع به الجميع حين وجدت جثة أحد رجال الأمن في الشرطة السياحية وقد غرق في حمامات ماعين بعد أن كان مرافقا لوفد سياحي صهيوني، الرقيب إبراهيم الجراح انتشلت جثته وسلمت لأهله دون إبداء أي أسباب مقنعة للوفاة، لا أنسى أن أذكر بأن الوفد السياحي عاد أدراجه دون أي منغصات تذكر وهو تماما ما يعني مسؤولي هذه الدولة أكثر من أي شيء آخر حتى وإن كانت حياة مواطن (يجي ويروح).
ما يثير الدهشة في هذه المسألة هو العدد الهائل من الذمم والأنفس التي ارتضت أن تبيع وطنها بأبخس الأثمان ولم تكن عونا له أمام جبروت وطغيان الغزاة الذين أتوا الى هذه الأرض بكل ما فيها ليحولوها إلى أرض جرداء لا تصلح لرعي دابة فكيف ببشر، سيغادر الغزاة حتما هذه الأرض وسيبقى لمن باعها من أبنائها الخزي والعار ورغم كل هذا سيولد لها أبناء يعرفون كيف يحافظون عليها ويعيدونها الى سيرتها الأولى وإن طال بها الزمن.
ياسر المعادات
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية