«حيث لا نسيان»… رحلة محمود معروف إلى أرض الحلم والعلم

وديع عواودة
حجم الخط
7

الناصرة – «القدس العربي»: «ليس للفلسطيني، ابن دير القاسي اللاجئ في مثل هذا السن، هنا والآن، وفي هذه الظروف، سوى الحلم باستنشاق هواء وطنه، ولمس ترابه، وتناول ثمر أرضه. ها هو حلمي الشخصي، بحده الأدنى، بات حقيقة تعززّ إيماني بأن الحلم الوطني سيتحقق أيضا، إذا لم يكن لأبنائي فبالتأكيد لأحفادي». إذن هو حلم شخصي تحقق وحلم وطني سيتحقق مهما طال الزمان، وبهما يختتم الزميل الراحل مدير مكتب «القدس العربي» في المغرب كتابه، وهو ثمرة ثلاث زيارات لمسقط الرأس بين 2017 و2019، صدر بعد رحيله الموجع والمفاجئ. يحتوي الكتاب المكتوب بحروف من نار 200 صفحة يحمل غلافه صورته متماهية مع صورة بلدته «دير القاسي» من أعمال صفد في أعالي الجليل، تعبيرا عن حنينه الكاوي لها، رغم عدم ولادته فيها لدرجة أنه تمنى لو مات هنا في الوطن وتدثر بترابه. وشاءت الصدف أن يحتضن الكتاب 48 صورة من فلسطين، وهو رقم مشحون جدا بالنسبة لها وله، ويدور مضمونه حول هذا العام، عام الزلزال الكبير يوم سرقت الصهيونية وطن محمود وأحلامه، وطن وأحلام كل أبناء شعبه، ولذا فهو يهدي الكتاب لأحفاده جوانا، يوسف، ياسمين، أليزا وفادي ويقول لهم «هذا وطنكم.. لا تنسوه».
محمود معروف الذي ولد عام 1953 وترعرع في مخيمات اللجوء في لبنان، بعد تهجير عائلته من الجليل وتعلم فيها قبل التحاقه بجامعة بغداد، منهيا دراسة العلوم السياسية، استغل جائحة كورونا لإنجاز كتابه، بعدما تثبت من معلوماته وانطباعاته من كل من التقاه في فلسطين، قبل أن يرسل مسودته لأخيه الذي لم تلده أمه، ودليله في الوطن صالح عباسي مدير مكتبة «كل شيء» في حيفا، كما تؤكد زوجته بحرية عدوان، في مقدمة الكتاب وهو صاحب شخصية آسرة وفق ما سماه محمود. مشيرة إلى أن زوجها، زميلنا الراحل محمود معروف انتظر متلهّفا انقشاع غيمة كورونا ليصدر كتابه، ويحتفل بميلاده، بل ليكون مشرفا على ولادته في فلسطين، لكن القدر لم يمهله. «رحل محمود قبل أن يرى «حيث لا نسيان» النور، تاركا الكتاب بين أصدقاء وإخوة أوفياء قطعوا على أنفسهم عهدا بمتابعته وإخراجه بما يليق بمكانة كاتب وصحافي كبير». بهذا تختتم الزوجة مقدمتها عن نهاية زوجها، وهذا ما حصل فقد صدر الكتاب بحلة جميلة غنية، شكلا ومضمونا، وزادته بهاء مقدمة زميله الكاتب الأديب يحيى يخلفن الذي يتوّقف عند مزايا نص محمود شكلا ومعنى، وعند مزايا شخصيته ككاتب صحافي وناشط سياسي فلسطيني، نسج علاقات صداقة وإخوة مع أبناء جلدته المغاربة والعرب، ومع فعالياتهم السياسية والثقافية خلال إقامته في الرباط.

رواية شخصية… وثيقة وطنية

في هذا الرواية الشخصية، الوثيقة الوطنية يأخذ محمود معروف قراءه، بغض النظر عن هوياتهم القومية في رحلة مثيرة لمكان وزمان فرّق بينهما عام النكبة. يبدأ معروف كتابه وينهيه بأسلوب قصصي سردي أخّاذ يتوقف فيه عند التفاصيل الصغيرة، على طريقة المؤرخ المصري الجبرتي، التي تبدو عبثية وهامشية وما تلبث معا أن تتحد في صورة فسيفسائية، أو معزوفة مدهشة نتاج اجتماع الألحان وتنسيقها.
«أوقف رنين هاتفي الجوّال حديثنا حول طاولة في مقهى «أزور» في رام الله». أملى «عليّ المتحدث الصديق صالح عباسي نص «برقية» عاجلة: «جهز حالك واستعد… بكرا جاي ع رام الله آخذك معي». بهذه العبارة العامية يفتتح محمود «حيث لا نسيان» وتنطلق رحلته في طول البلاد وعرضها بفضل أصدقاء جدد وقدامى ممن رافقوه في جولات ميدانية لم تنجح في إطفاء حنين متقد عاد معه من فلسطين مثلما جاء به. كيف لا وقد حضر معروف ومعه العشرات، بل المئات من قصص أهالي بلدته «دير القاسي» وشقيقاتها في الوطن، فبحث عن وجوهها وعن أقربائه وعن كرم تين أو زيتون زرعه هذا، ولم يتسن أن يأكل من خيراته، وعن بيت بناه ذاك وفيه تزوج ورزق بأبناء وأحفاد وجد نفسه وإياهم يسيرون في خريف 1948 على أقدامهم للبنان ليناموا فيها لاجئين بعد تهجيرهم من أوطانهم بالحديد والنار.

الخضر وخالد الحسن

وبعد القدس ودير القاسي، التي بنيت على أنقاضها مستوطنة « ألكوش»(اسم قرية كردية في شمال العراق موطن اليهود المستوطنين فيها) تكشف سطور محمود معروف أنه وقع في غرام عروس الكرمل مدينة حيفا، المتكئة على جبل أخضر عملاق يعانق البحر الأبيض وفيها يعّبر عن هذا الانبهار بها باستحضار مقولة المناضل الفلسطيني الحيفاوي الراحل خالد الحسنن الذي عارض اتفاق أوسلو وهو يقول: «لن يرضيني، ولن أتوقف عن النضال، لو أعدتم كل فلسطين ولم تعيدوا حيفا. بالنسبة لي، لا فلسطين بلا حيفا». ويوفر معروف في كتابه فرصة للتعريف بخالد الحسن بمعلومات إنسانية عن سيرته، وخلفية عائلته الثرية في حيفا، أفكاره وكتبه ورؤاه، وبشكل موجز مفيد. وبعد تفوقه على رهبة المكان وعلى هواجسه ودهشة اللقاء الأول مع وطنه التاريخي يقول محمود، بعد ليلة أولى في فندق الدير في حيفا «أنا الآن في فلسطين وطني، وبين الفلسطينيين أبناء شعبي. كل ما سمعته من كلام حتى الآن كان فلسطينيا، باستثناء نزلاء الإقامة الذين كانوا يتحدثون الإنكليزية». ويعرب عن دهشته باستعادة ملامح المدينة الفلسطينية في حي الألمانية في حيفا، وهو يتنقل بين مقاهيها العربية التي نشأت بعد الانتفاضة الثانية، والحاجة ببناء ملتقيات ترفيهية للمواطنين العرب، وتعجبه جدا المقاهي الثقافية كـ»فتوش» و»دوزان»
و»البستان» حيث تعرف وجاهة على بعض الأصدقاء بفضل فيسبوك، خاصة أولئك من لهم صلة بقريته «دير القاسي» أمثال الشقيقتين انتصار ونزار هواري من بلدة ترشيحا ممن لهما أقارب يعرفهم في مخيمات لبنان.

عروس الكرمل

وتحضر الابتسامة في سرديات محمود معروف، وهو يصف بسلاسة ودون تكلف، انفعالاته وهيجان مشاعره وهو يتذوق نعمة العيش بين أحضان الوطن وأهله، وفي حيفا يشير إلى أن صديقه ورفيقه في رحلة العودة صالح عباسي، ركن سيارته في قمة الكرمل مقابل مطعم كلامارس، واصفا مشهد خليج حيفا من علو في ما تبدو مدينة عكا في الأفق، فيقول إزاء هذا التنافس بين شقيقتين على تاج الجمال: «وآه يا عكا وأنت ترتدين كل ألوان العشق ليلا. يخفق قلبي تعلقا بها. وسأنتظر العناق». وعطفا على ما قاله محمود درويش عن مدينة الجزار «عكا أقدم المدن الجميلة وأجمل المدن القديمة» يقول محمود معروف، «يقول أهل عكا إن أجمل ما في حيفا أنك ترى منها حيفا» ويقول أهل حيفا «إن أجمل ما في عكا هو أن ترى حيفا منها.. عروستان كل منهما تتباهى بجمالها في عينيّ الأخرى».
كما يلف محمود معروف بين مدن وأرياف فلسطين، ويكتب ما ترصده عيناه، فيكتب بروحه ووجدانه نصوصا تمزج بين الأسلوبين الصحافي والأدبي، وكما هو الحال في أدب السفر، فإن الكاتب يتفرع كثيرا في سرديته فيثري القارئ بالكثير عن جغرافية وتاريخ ومجتمع المكان، الذي لا يكتفي بتناول نكبته وما تبعها، بل يتوقف عند ما سبقها مساهما في إحياء ذاكرته. ويقدم الكتاب وجبة دسمة جدا تعتمد مقولة «إن الله في التفاصيل» فيروي بلسان الراوي غزير المعلومات الذي يغرف من بحر عكا وحيفا تارة على لسانه ومن لدنه، وتارة على لسان من التقاهم في الوطن، علاوة على استحضار المراجع والمصادر الشفوية والمكتوبة، فيبلغ حد سرد رواية أحياء حيفا القديمة كـ»وادي الصليب» و»وادي النسناس» وغيرهما، علاوة على شخصيات رمزية أمثال المجاهد عز الدين القسّام، وشاعر الثورة الكبرى الشهيد نوح إبراهيم. ولا يتردد محمود معروف في استحضار الذكريات والتداعيات الخاصة التي تعيده للخلف، فيروي قصة أو قصصا ثم يعود لروايته المركزية. ضمن سرده الفوتوغرافي الذي يقدم صورة واسعة عن كل موقع تطأه قدماه يصف فندقا أصله دير في وادي النسناس في حيفا، ويسجل أحاديثه مع بعض القائمات عليه والراهبات فيه، ومن هنا يسترسل وهو يستذكر الماضي بالقول في مضمار الحديث عن اللحمة الوطنية «أتذكر أيام إقامتي في لبنان في بداية نشاطي الطلابي عام 1971 صديقي ورفيقي طوني النمس وعمر، اللذين لم أعرف أنهما مسيحيان إلا بعد استشهاد طوني». ويتوقف عند شخصيات وطنية فلسطينية مسيحية ناضلت من أجل فلسطين، ومنها تفرع أيضا لبعض أصدقائه اليهود المعادين للصهيونية كالكاتب المغربي الراحل إدمون عمران المليح، والمناضل الراحل أفرهام السرفاتي، والمناضل أسيون أسيدون، الناشط في حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل، ومن خلال سيرة كل منهم يواصل تفرعه بالحديث مقدما على طبق معلومات متنوعة تغني ثقافة القارئ.

مكتبة كل شيء

في دار النشر التابعة لصديقه صالح عباسي «كل شيء» في حيفا، يستعيد محمود معروف حالة الحصار التي تعرض لها فلسطينيو الداخل طيلة عقود بعد النكبة، من خلال استعادة سيرة الكتب العربية وطباعتها وكتابها، ممن لمعت أسماؤهم في العالم العربي كجورج نجيب خليل، راشد حسين، إميل حبيبي ومحمود عباسي وتوفيق زياد وغيرهم. وقبيل ذلك توقف في سيرة الكتب عند نهب المنظمات الصهيونية المكتبات الفلسطينية الخاصة والعامة في مدن البلاد خلال عام 1948.

عودة الروح

وبطبيعة الحال يكرس محمود معروف مساحة مهمة لزيارة وطنه الصغير بلدة أجداده «دير القاسي مستهلا استعادة الزيارة الأولى بالقول متسائلا، «عدنا إلى الطريق الساحلي جنوبا باتجاه عكا. نظر إليّ صالح وهتف: «إلى دير القاسي». ارتعش جسدي للحظات أسقطت خلالها دمعا كثيرا. أكان فرح «عودة»؟ أم هو رهبة المكان؟ ويعلل ذلك بطبيعة الحال بالإشارة لكونها أرضا كان لنا فيها بيت، بيتنا نحن وأرض هي لنا بالمعنى الحرفي. ولي فيها ملك شخصي ورثته عن أجدادي. تغيير اسم قريتنا في أوراق الاحتلال، كما تغيير اسم الوطن نفسه، لا يلغي حقي الشخصي إنسانيا وقانونيا».
وعن اللقاء المباشر وجها لوجه مع الحلم على تراب قريته في قمة الجليل الأعلى والأخضر الذي سبق وتغزل فيه الشاعر الراحل حنا إبراهيم «جليلنا ما لك مثيل وترابك أغلى من الذهب» يقول محمود معروف: «فجأة تنتصب في وجهي لوحة كبيرة على سفح تلة تعلن «حرفيش ترحب بكم». وعندما يدخل أرض حبيبته يضيف «هل أدخل قريتنا بكل ما حملته الذاكرة من صور وحكايات وأحداث وشخوص، وأبحث لها عن أماكنها وموقعها فيها؟ أم أدخلها بقلبي فقط تاركا عقلي صفحة بيضاء أسجل فيها ما هو قائم تراه العين؟

وما يلبث أن يستعيد محمود سيرة والده وأقاربه، وكأنه يريد أن يتقاسم معهم حلما يتحقق: «ولد أحمد معروف أبي على أرض دير القاسي عام 1927. كان أصغر أبناء جدي العبد وزوجته زهرة، التي تأخر حملها فأقنعت العبد بالزواج من امرأة أخرى. وقبل زواجه فعلا من خشفة التي ستصبح والدة أبي وجدتي حملت زهرة فقرر فسخ خطوبته، إلا أنها رفضت وأصرت على زواجه من خشفة، وهكذا كان وعاشت المرأتان معا في البيت نفسه، وصارت لأبي أمّان وصارت لي جدتان أنادي كل منهما ستي. بعد النكبة كانت الزهرة مع عمي محمد في صيدا، أما خشفة فكانت مع أبنائها والدي وأعمامي في مخيم غورو في بعلبك». وفي زياراته الثلاث للوطن يلتقي محمود معروف أقرباء ومعارف أقاربه في الشتات، وينفعل كل مرة من جديد ويغالبه الدمع وهو يقتفي أثرهم ويتفرع في استحضار بعض سيرهم، رابطا الحاضر بالماضي، الوطن بالشتات مقدما رواية للمكان الذي ينتمي له ولم يولد فيه، تكاد تكون متكاملة وسليمة من ناحية تسمياتها ومعطياتها التاريخية والجغرافية، تحتاجها الأجيال الفلسطينية الناشئة.

بين الناصرة وصفد

كما في حيفا تأخذه عكا وتستوقفه أسوارها ومسجد الجزار التاريخي، الذي يعتبر تحفة معمارية على غرار قبة البهائيين في الكرمل وبرج الساعة التاريخي ومسجد حسن بيك وحي العجمي في «عروس فلسطين» يافا التي يحظى بزيارتها برفقة الأديب حسين ياسين من عرابة البطوف في الجليل. وتثير يافا داخله عاصفة من العواطف، وهو العارف العالم بمكانة وريادة هذه المدينة في اقتصاد وثقافة فلسطين وعاصمة صحفها المركزية. أما فصل الكتاب المخصص لزيارة القدس فيعّبر عن الهزة الوجدانية التي أصابته وهو في رحاب الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وأسواق وأسوار البلدة القديمة وصحيفة «القدس» – الصحيفة الأم لـ«القدس العربي» بتسميته «الصعود إلى السماء» وكأنها رحلة من الخيال وفعلا يتساءل معروف أكثر من مرة وهو بين أحضان وطنه وشعبه هل هو في علم أم حلم؟ وفي الناصرة مدينة البشارة ومدينة توفيق زياد، يستحضر محمود معروف سيرة المعذب الفلسطيني الأول السيد المسيح، فيرتوي من ماء «عين العذرا» في مركز البلد، ويسرد قصة كنائسها تحت عنوان مشحون «في حضرة يسوع». وفي صفد تدهشه حقيقة بقاء بيوت ومساجد وكنائس ومقامات المدينة المستوطنة، من قبل متشددين يهود ويحسن التعبير عن حال عاصمة الجليل باقتباس الشاعر الراحل سالم جبران: غريب أنا يا صفد.. وأنت غريبة.. لقد كان أهلك يوما هنا وراحوا.. ولم يبق منهم أحد.. على شفتي جنازة «صبح».. وفي مقلتي.. مرارة ذلّ الأسد».
وهكذا يزور مدن وأرياف فلسطين متنقلا بين زهراتها كالفراشة ويعود للقارئ مع جناها من العسل الأصلي وتسحره بعض أشجار التين في الجليل التي تثمر في نهايات الخريف، وتذكّره بتين «دير القاسي» ويختار زميلنا الذي رحل مسكونا بعشق فلسطين مكتوبا بالحنين لها اختتام رحلته بتأكيد حتمية نهاية الظلم وعودة الحق لأصحابه ولو بعد حين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الحريزي الادريسي ـ المملكة المغربية:

    نسأل الله له الرحمة

  2. يقول حسين مجدوبي:

    رحمة الله عليه، ترك فراغا حقيقيا برحيله المفاجئ.

  3. يقول مصطفى العراقي:

    تحية صادقة
    اعتبر هذا الكتاب احد محطات تكريم فقيدنا العزيز محمود رحمه الله. صديقا وأخا ترك رحيله جرحا في القلب ..
    هذا الكتاب من اجل ان نقترب خطوة في طريق فلسطين الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ..

  4. يقول محمد كريشان:

    رحمة الله عليه، كان صحفيا مهنيا جريئا واستطاع أن يتمتع بمكانة في قلوب المغاربة كواحد منهم تماما،كما ظل قريبا ودودا مع كل من عرفه وأنا منهم.

  5. يقول عبدالرحيم صابر:

    عاش ومات وفلسطين تسكنه..رحمة الله عليه

  6. يقول عبدالرحيم صابر:

    عاش ومات وفلسطين تسكنه..رحمة الله عليه

  7. يقول محمد كبيري:

    صحفي ومثقف عاش بيننا بقلبين، قلب فلسطيني وآخر مغربي، كان مرتبط بارضه وذكرياته واحب أهل المغرب وكان واحدا منا. رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته.

إشترك في قائمتنا البريدية