قصف جوي إسرائيلي مكثّف على رفح والآلاف ينزحون نحو الغرب- (فيديو)

حجم الخط
0

رفح: نفّذت إسرائيل ضربات جوية مكثّفة على رفح، مساء الإثنين، بعدما أمرت السكان بإخلاء شرق المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.

وتواصلت الضربات دون توقف تقريبا على مدى نصف الساعة الماضية، وفق ما أفاد مراسلون قبل وقت قصير من الساعة العاشرة مساء (19:00 توقيت غرينتش).

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يشن حاليا هجوما على أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الجزء الشرقي من مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن حكومة الحرب وافقت على مواصلة عملية في مدينة رفح من أجل زيادة الضغوط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب.

وقال مكتب نتنياهو في بيان “قررت حكومة الحرب بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل إحداث تقدم في عملية إطلاق سراح الرهائن لدينا وتحقيق أهداف الحرب الأخرى”.

وأضاف “بالتوازي مع ذلك، وعلى الرغم من أن اقتراح حماس بعيد كل البعد عن المطالب الإسرائيلية الضرورية، فإن إسرائيل سترسل وفد عمل إلى الوسطاء من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة لإسرائيل”.

وفي وقت سابق الإثنين، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نزوح آلاف المواطنين من المناطق الشرقية لرفح نحو الغرب.

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في الهلال الأحمر “بعد اشتداد القصف، هناك آلاف المواطنين يتركون منازلهم في الشرق ويتجهون نحو الغرب”.

واعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، أن مطالبة جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاء مناطق في شرقي رفح جنوبي القطاع “استمرار لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية” ضد الشعب الفلسطيني.

وقال معروف، في بيان، إن “إعلان جيش الاحتلال عن أن مناطق شرق رفح أنها خطرة يجب إخلائها من السكان، يؤكد النية المسبقة لشن عدوان على المدينة ويتوافق مع التصريحات المعلنة من رئيس حكومة الاحتلال”.

وأضاف أن هذا الإعلان “يدلل أن الاحتلال ذهب إلى مفاوضات التهدئة في القاهرة مخادعا دون التخلي عن فكرة العدوان الواسع على رفح”.

وتابع: “نؤكد أن عدوان الاحتلال لم يتوقف لحظة في كل مناطق قطاع غزة، وحتى رفح لم تسلم طوال الفترة الماضية من عمليات القصف والتدمير”.

ورأى معروف أن “إعلان اليوم يأتي استمرارا لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية ضد شعبنا، ويهدد حياة 1.5 مليون فلسطيني يتواجدون بالمدينة، رغم كل التحذيرات الدولية والإنسانية لمخاطر أي عدوان بري على رفح”.

وأشار إلى رصد تجاوب محدود من المواطنين مع أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وأكد أن المؤسسات الحيوية شرقي رفح مازالت تعمل كالمعتاد، وفي مقدمتها معبر رفح البري ومستشفى أبو يوسف النجار.

وشدد معروف على “رفض مزاعم الاحتلال بربط هذا الإعلان بخصوص رفح بعملية المقاومة (أمس الأحد) في موقع كرم أبو سالم العسكري”، لافتا إلى أن “العدوان على رفح مستمر منذ اليوم الأول لجريمة الإبادة حيث ارتقى بالمدينة نحو ألفي شهيد حتى اللحظة”.

واعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن “هذا الإعلان هو اختبار حقيقي لجدية المواقف الدولية المحذرة والرافضة لأي عدوان بري على رفح، ويضع مصداقية كل الجهات التي أعلنت مواقف رافضة للعدوان على المدينة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على المحك”.

والإثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه “بناء على موافقة المستوى السياسي، تم البدء في “الإجلاء المؤقت” للفلسطينيين من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي، تمهيدا لعملية عسكرية محتملة.

ويذكر أن المنطقة التي طالب الاحتلال بإخلائها في عملية وصفها بأنها “محدودة” تضم معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وهو المعبر الرئيسي الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون بغزة للسفر إلى الخارج.

كما يستخدم معبر رفح لنقل عشرات من الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة يوميا لتلقي العلاج بالخارج في ظل شح الإمكانيات الطبية في مستشفيات القطاع.

وسبق ودعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين حكومة الاحتلال وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي عملية عسكرية رفح المكتظة بالنازحين لخطورتها، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء الداعمين له في حكومته يصرون على العملية بذريعة أن رفح هي “آخر معاقل حركة حماس” وللضغط على مسار المفاوضات.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة تسببت باستشهاد وإصابة مئات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن الدمار الهائل في المباني والبنى التحتية.

وتواصل قوات الاحتلال الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية