حزب جزائري يطالب بالانسحاب من الجامعة العربية بعد العدوان على غزة.. ومجلة “الجيش” تحذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

 جدّد حزب العمال الجزائري موقفه بالدعوة لانسحاب البلاد من جامعة الدول العربية، على خلفية تواطئ بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي وعجز هذه المنظمة عن نصرة الشعب الفلسطيني، في مقابل حشد القوى الكبرى في العالم كل الإمكانات لصالح إسرائيل.

وقال الحزب الذي ينتمي لأقصى اليسار في بيان له إنه يدعو من أجل تجسيد وبقوة دعم الشعب الجزائري للقضية الفلسطينية، السلطات العليا في البلاد إلى انسحاب الجزائر من جامعة الدول العربية، مجددا “دعمه غير المشروط لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع كل حقوقه التاريخية، وكافة أراضيها المسلوبة من طرف الكيان الصهيوني”. وكانت هذه التشكيلة السياسية قد دعت بالمثل للانسحاب من اتفاقية التبادل الحر العربية، كونها يمكن أن تورط الجزائر في التعامل مع دول تقيم علاقات تجارية مع إسرائيل.

وفي مبررات الدعوة للانسحاب، استغرب الحزب أنه “في الوقت الذي يرتكب فيه الكيان الصهيوني مجازر إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة تقضي على عشرات من العائلات بأكملها من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد وتقتل النساء والأطفال بالمئات عند كل قصف”، يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، بعدة وزراء خارجية عدة دول عربية “ليقول لهم ويعلن للعالم بأسره أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار”.

واعتبر أن الأنظمة وخاصة العربية، “مسؤولة ومذنبة لأنها متواطئة في مجازر وجرائم الكيان الصهيوني من خلال العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تربطها وتحافظ عليها ومن خلال رفضها المخزي والجبان لنجدة سكان غزة من خلال كسر الحصار الإجرامي الذي يجوِّع ويعطِّش 2.4 مليون شخص بحاجة إلى الغذاء والماء والذي يقتل المصابين والجرحى والمصابين بأمراض مزمنة بسبب نقص الأدوية والرعاية والمستشفيات المدمّرة من طرف الهمجية الصهيونية”.

وبلغة مستنكرة، قال الحزب الذي تقوده المرشحة الرئاسية السابقة لويزة حنون إن “الخزي والعار سيلحق بكل الحكومات التي لا تخضع لمطالب شعوبها بقطع العلاقات مع هذا الكيان الهمجي الذي يهدد وزراؤه الشعب الفلسطيني علنا بالإبادة بما في ذلك بالأسلحة النووية، وسيلحق بكل “من يصمت في وجه هذه الهمجية، ويتغاضى عن مثل هذه الأفعال، ومثل هذه التصريحات”.

كما هاجم هذا التنظيم السياسي بقوة الإدارة الأمريكية، محملا إياها مسؤولية المجازر الفظيعة التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.  واعتبر أن جو بايدن وإدارته يرفضون تعليق تفويضهم بإبادة الشعب الفلسطيني، على الرغم من “الإدانات لهذه المجازر الفظيعة، وتضاعف الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار من العديد من الدول والمنظمات والشخصيات الدولية، ولكن أيضا رغم التعبئة التاريخية للشعوب في جميع أنحاء العالم المنددة بحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والداعية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار”.

وقال إنه “بعد الدعم السياسي غير المشروط، والدعم العسكري من خلال إرسال حاملتي طائرات وإرسال الأسلحة والذخيرة، صوتت الإمبريالية الأمريكية من خلال مجلس النواب على تقديم المساعدات المالية للكيان الصهيوني بقيمة 14 مليار دولار، وأعلن رئيسه مايك جونسون خلال المناقشات أنه “لا يمكننا إضاعة دقيقة واحدة في تزويد إسرائيل بالمساعدات التي تحتاجها”. وبالفعل، يضيف الحزب، فإن “الكيان الصهيوني المستفيد من هذه المليارات من الدولارات لا يضيع هذه الدقائق، حيث يغتال فلسطيني واحد كل أربعة دقائق خلال شهر من حرب الإبادة”.

وأبرز أنه إذا كان نتنياهو وحكومته وجيشه هم الذين يذبحون الفلسطينيين في غزة، ويقتلونهم في نفس الوقت في الضفة الغربية، ويسجنونهم بالآلاف، ويقمعون الفلسطينيين المتواجدين في حدود 1948، فإن “المسؤولين الحقيقيين لهذه الجرائم الفظيعة هم نفس الذين حمّلوههم المسؤولية مئات آلاف الأمريكيين الذين تظاهروا يوم السبت 4 نوفمبر في واشنطن، في إحدى كبريات التعبئات للمطالبة بـ “الوقف الفوري لإطلاق النار” في قطاع غزة، ملطخين الطلاء الأحمر على جدران وأبواب البيت الأبيض رافعين شعارات “نقول لكم جو بايدن القتال،  لا للإبادة الجماعية”.

وأردف البيان مشيدا بالتعبئة العالمية لصالح فلسطين، أنه “مثلما كان الحال في واشنطن، والعديد من المدن عبر العالم، وعلى الرغم من الضغط الإعلامي الرهيب والأكاذيب والحملات الدنيئة ضد كل من يتجرأ على انتقاد الكيان أو إظهار الدعم للشعب الفلسطيني الجريح، خرج العمال والشعوب بمئات الآلاف والملايين، وهم يهتفون: “أوقفوا هذه المجزرة”، “أوقفوا إطلاق النار فورا”، “ارفعوا الحصار الإجرامي” على قطاع غزة”.

مجلة الجيش: فلسطين من القضايا المركزية للجزائر قيادة وشعبا

من جانبها، وصفت مجلة الجيش في الجزائر في افتتاحية عددها لهذا الشهر، القضية الفلسطينية بأنها إحدى “القضايا المركزية للجزائر، قيادة وشعبا”، مبرزة أن مواقف الجزائر المساندة والداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها “ترسخت من وحي القيم النبيلة التي قامت عليها هذه الثورة الجزائرية”.

وأكدت المجلة التي تعبر عن موقف الجيش الجزائري أن “كل المؤشرات والوقائع تؤكد أن الاحتلال الصهيوني خطط لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما تعكسه الإبادة الجماعية الوحشية التي يشنها على المدنيين الفلسطينيين، لاسيما الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ وسافر لكل الأعراف والمواثيق الدولية”.

وأضافت أن الاحتلال الصهيوني يقترف بذلك “جرائم حرب وجرائم شنيعة ضد الإنسانية في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي (…) وفي ظل إعلام غربي منحاز يتعاطى بازدواجية المعايير مع قضية عادلة لشعب يكافح منذ أكثر من 75 سنة لاسترداد حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة”.

وأكدت في ذات السياق أن الجزائر التي تعد أول دولة في العالم تعترف بالدولة الفلسطينية حينما أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن قيامها من الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر 1988، “لا تزال ثابتة على موقفها المستمد من مبادئ ثورتها المظفرة”.

ويعد موقف الجزائر في نظر مجلة الجيش “وقوفا مع الحق ضد التجبر والاضطهاد وسلب الحقوق الوطنية لشعب لم يطلب شيئا سوى العيش بسلام على أرضه، تماما مثلما كان مطلب الشعب الجزائري بالأمس قبل أن يقرر وضع حد للاحتلال وتجاوز الأمر الواقع واتخاذ الكفاح المسلح وسيلة لتحرير البلاد”.

>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية