حان الوقت كي تغير الحكومة البريطانية موقفها المخجل من أزمة اللاجئين السوريين وتستوعب بعضهم

حجم الخط
1

لندن – ‘القدس العربي’ قالت المعارضة السورية انها تتعرض لضغوط من بريطانيا والولايات المتحدة لتحديد موقفها من المؤتمر الدولي الذي سينعقد في جنيف نهاية الشهر الحالي ونقلت ‘غارديان’ عن بعض المسؤولين في الائتلاف الوطني السوري قالوا إن لندن وواشنطن ستتوقفان عن دعم المعارضة إن لم تذهب لجينيف-2.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين في المعارضة قولهم إن لندن كانت واضحة معهم من أنه يجب الجلوس والحديث مع حكومة بشار الأسد .
وقال مسؤول ‘تقول لنا الولايات المتحدة وبريطانيا أن علينا الذهاب لجنيف’ وهذا الموقف يختلف مع ‘فرنسا التي تدعونا للمشاركة لكنها ملتزمة بدعمنا مهما كان قرارنا، وهذا هو نفس موقف السعودية وتركيا’.
ويضيف ‘ لقد أوضحا لنا- أمريكا وبريطانيا- أن الدعم سيتوقف وأنهما ستفقدان المصداقية في المجتمع الدولي إن لم نذهب’. وترى الصحيفة أن التوتر الذي يدور خلف الأبواب انفجر في العلن أثناء اجتماع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري حيث طالبا المعارضة والحكومة السورية بوقف لإطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة خاصة الغوطة الشرقية.
ومع تراجع التوقعات من جنيف حتى حالة انعقاده فلا يعرف إن كان هناك شيء يمكن فعله لتخفيف المعاناة عن الملايين من اللاجئين المشردين بسبب النزاع، وكان ويليام هيغ قد دعا روسيا للتخلي عن معارضتها لقرار في مجلس الأمن يدعو إلى دعم الجهود الإنسانية والسماح بوصولها لعموم سوريا. واعترف هيغ أن مبلغ 500 مليون جنيه تقدمت به بريطانيا للمساعدة في الجهود الإنسانية غير كاف. وفي الإجتماع المشترك بين لافروف وكيري ناقشا إمكانية لتبادل السجناء وفتح معابر إنسانية، حيث قال لافروف إن حكومة الأسد عبرت عن رغبتها بفتح المجال أمام الإغاثة الإنسانية.
وتقول الصحيفة إن الأمم المتحدة طلبت من الائتلاف السوري تقديم قائمة بأسماء الذين سيحضرون المؤتمر وكان هذا بنهاية تشرين الثاني/نوفمبر لكنها لم تفعل وقالت إنها ستتوصل لقرار في نهاية هذا الإسبوع، ولكن المعارضة تعاني من انقسامات عميقة وتهديد بانسحابات جماعية، فيما تراجعت بعض الإنجازات التي حققتها ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

توافق روسي – أمريكي

ومن هنا فإن فشل المعارضة في المشاركة في المؤتمر سيحرج الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وسيقدم دليلا جديدا على تشتت الجهود الدولية وفشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب التي ستدخل عامها الرابع وأدت لمقتل 126 ألف سوري منذ أذار/مارس 2011. وترى الصحيفة أن هناك توافق دولي على ضرورة حضور طرفي النزاع للمؤتمر، فقد قال هيغ إنه من المهم اتفاق الحكومة والمعارضة على ‘حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية’، ولا أحد يعرف كيف سيتحقق هذا في الوقت الذي تتمسك فيه المعارضة برحيل الأسد، ويرفض الأخير التنحي.
ويرى هيغ الذي تحدث يوم الإثنين أمام البرلمان أن رئيس الإئتلاف أحمد الجربا عبر عن نيته حضور المؤتمر لكن مشكلته هي في إقناع رفاقه في التحالف السوري. وكان كيري قد عبر يوم الأحد عن ثقته بحضور المعارضة المؤتمر وحذر من تداعيات سلبية إن فشلت في عمل هذا، وأهمها فقدان الجميع المصداقية.
وكانت بريطانيا قد علقت مساعداتها للمعارضة الشهر الماضي عندما سيطر إسلاميون على مخازن تابعة للجيش الحر في سوريا، وأكد هيغ أن المساعدات غير الفتاكة ستستأنف حالة ‘اقتنعنا بتغير الأوضاع على الأرض’، وكانت تقارير أمريكية قد تحدثت عن تفكير الإدارة باستئناف الدعم في ضوء هزائم الجهاديين في شمال وشمال ـ شرق سوريا.
لكن الهجوم المضاد الذي شنته ‘داعش’ واستعادتها لبعض المناطق التي خسرتها قد يؤثر على هذا التفكير.

فقدان المصداقية

ولاحظ باتريك كوكبيرن توافقا روسيا ـ أمريكيا حول جنيف -2 وللعمل على إنهاء الحرب السورية، والداعي لهذا التعاون هو ما يسميه كوكبيرن المخاطر الجهادية.
ويضيف أن رحيل الأسد الذي تطالب به المعارضة غير محتمل خاصة إن قوات بدأت تتقدم في حلب وتخوض المعارضة المنقسمة على نفسها حربها الأهلية الخاصة بها والتي أدت لمقتل المئات خلال الأسابيع الماضية. ويشير كوكبيرن إلى الهجوم المضاد الذي استعادت فيه داعش الرقة والباب وتل أبيض. وتحدث ناشطون عن مجازرارتكبتها داعش حيث تم جمع 70 جثة ونقلت للمستشفى الوطني في الرقة، ومن بين الذين أطلق عليهم الرصاص سجناء تابعون لأحرار الشام وجبهة النصرة.
ويقول كوكبيرن إن الإقتتال المميت بين الجماعات المقاتلة والمتشرذمة البالغ عددها 1200 فصيل قد أثر على مصداقية المعارضة في الداخل والخارج.
وهذا يفسر التعاون الأمريكي-الروسي في الملف السوري بعد تحول الجهاديين والمقاتلين الإسلاميين كقوى سائدة في الحرب السورية. ويقول إن الكتائب الكبرى تقوم بالتحالف والإتحاد حتى تحصل على الدعم السعودي والخليجي.
ويقول السعوديون إنهم يريدون تجميع الفصائل المقاتلة بشكل تكون قادرة على مواجهة الأسد وتخفيف دور القاعدة. ويشير كاتب التقرير أن واحدا من أهم ملامح الحرب في سوريا هي المواجهة بين السعودية وإيران واللتان تدعمان الأطراف المتنازعة ليس فقط في سوريا ولكن في لبنان واليمن.
ويقول الكاتب إن المعارضة نفسها لن تكون قادرة وحدها على الإطاحة بنظام الأسد ويمكنها بدعم من الناتو أو تدخل أمريكي كما حصل في ليبيا. لكن صعود جبهة النصرة والدولة الإسلامية أثارت مخاوف الغرب الخائف من استبدال الأسد بجهاديين في دمشق. ويضيف أن أحداث الأنبار ونينوى التي تقدمت فيها القاعدة زادت من الحوافز الغربية لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
ويرى أن نهاية الحرب لا تتم بدون دعوة السعودية وإيران وتركيا، فالحدود المفتوحة بين سوريا وتركيا تعني تدفق السلاح والذخيرة والمتطوعين.
ويشير إلى أن الجماعات الجديدة مثل الجبهة الإسلامية تتلقى الدعم من السعودية التي بدأت تتخذ موقفا مستقلا عن الولايات المتحدة بعد فشل الأخيرة بتوجيه ضربة عسكرية على سوريا، وفي الوقت نفسه ستجد السعودية صعوبة في التحرك بطريقة تعارض فيها الجهود الأمريكية لوضع حد للحرب.

كارثة اللاجئين

في الوقت نفسه أشارت صحيفة ‘غارديان’ إلى الكارثة الإنسانية الناجمة عن استمرار تدفق ملايين اللاجئين لدول الجوار، حيث دعت الأمم المتحدة الدول الأوروبية فتح أبوابها واستيعاب أعداد من اللاجئين. ونقلت ما قاله ديفيد ميليباند من أن أزمة إنسانية هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال ميليباند رئيس المفوضية الدولية للإغاثة أن سوريا هي الأزمة التي تعلم وضعنا الحاضر. وكانت الأمم المتحدة قد دعت لتوطين 30 ألف سورية في الدول الأوروبية، وهذه الدعوة التي لم تتم الإستجابة لها على الرغم من استمرار هروب السوريين لدول الجوار في الأردن ولبنان وتركيا.
ونقل التقرير عن أنطونيو غاتريز قوله ‘في الوقت الذي تفتح حدود دول الجوار أمام اللاجئين السوريين تثير قلقي التقارير التي تتحدث عن كفاح الكثير من السوريين الدخول للدول الأوروبية بحثا عن حماية، فيما يتم دفع الكثيرين منهم ومنعهم من عدد من الدول’. وخصصت الصحيفة إفتتاحيتها للأزمة هذه حيث قالت إن ما يمكن أن تستوعبه أوروبا وما قدمته حتى الآن من مساعدات ليست إلا ‘نقطة في محيط’.
وقال إن مزاعم نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار عن استيعاب بريطانيا مئات من اللاجئين السوريين ليست صحيحة. وأضافت أن وصول اللاجئين لبريطانيا أمر صعب، فحتى يصلوا إلى اوروبا يجب أن تكون لديهم الأوراق والتأشيرات وهذا أمر متعسر عليهم ولهذا يلجؤون للطرق غير القانونية بالسفر عبر البحر أو تركيا للوصول إلى اليونان وبلغاريا البلدان اللذان زادت فيهما وتيرة العداء للأجانب.
وترى أن الكارثة الإنسانية يجب ان تتقدم على الموضوعات الأخرى المتعلقة بسوريا مثل انتصار الجهاديين وممارساتهم الوحشية، والتخلص من الترسانة الكيماوية ومؤتمر جنيف -2 القادم، لأن هناك أكثر من 6 ملايين لاجئ سوري منهم 2.3 مليون يعيشون في دول الجوار ولهذا السببت ‘اعتبرت الكارثة الإنسانية الأكبر في التاريخ الحديث’.
وتشير إلى الوضع المأساوي للاجئين الذين تحاول الأمم المتحدة توفير الطعام واللباس لهم وهم يواجهون شتاءهم القارص، ولهذا السبب دعت الأمم المتحدة دول أوروبا استيعاب 30 ألف لاجئ ممن في أمس الحاجة للمساعدة وتوطينهم في أوروبا بنهاية عام 2014.
وتضم هذه الفئة نساء وبنات وأطفالا، مشيرة لاستعداد ألمانيا استقبال 10 ألاف، فيما عبرت كل من النرويج والسويد وفنلندا عن استعدادها لاستقبال 400 عائلة سورية، وفرنسا 500 ومولدوفا 50 أمام بريطانيا، ‘ لا أحد’.
وقالت إن ما يقوله كليغ عن استقبال بريطانيا ليس إلا نقطة في محيط، وذكرته بالمصاعب التي يواجهها اللاجؤون للوصول إلى بريطانيا. وترى أن الحديث عن المهاجرين أصبح موضوعا مسمما بسبب تصريحات المحافظين وحزب بريطانيا المستقلة الذين حذروا من تدفق الرومانيين والبلغار، وعليه عبرت الحكومة عن سعادتها بنفسها أن قدمت 500 مليون جنيه استرليني للمساعدة في الجهود الإنسانية.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا تصدر واجباتها نحو السوريين للخارج وللدول التي لم تتحمل فوق طاقتها مثل لبنان التي يتوقع أن تصبح فيه نسبة السوريين 37′ من مجمل عدد السكان. والجهد البريطاني يظل متواضعا أمام ما انفقته تركيا على اللاجئين إلى أراضيها 2 مليار دولار. وتختم بالقول إن الأزمة السورية لا تظهر إشارات للنهاية وحان الوقت كي تغير بريطانيا موقفها المثير للخجل وتستجيب لدعوات المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

لاجئون فلسطينيون

ولم تنس الصحيفة في زحمة اهتماماتها وضع فلسطينيي سوريا الذين يعيشون في مصر، وتدافع الحكومة المصرية عن اعتقالهم بعد محاولتهم الخروج لأوروبا بحثا عن ملجأ آمن. ونقل باتريك كينغزلي معاناة فلسطينيين أنقذهم صيادون قرب الاسكندرية بعد أن غرق قاربهم.
وقال إنهم يتعرضون للضغوط من السلطات المصرية كي يعودوا من حيث أتوا أي إلى سوريا. وزار كينغزلي مركز شرطة كرموز وهو واحد من ثلاثة مراكز يحتجز فيها الفلسطينيون والسوريون، ومع أن الوضع فيه أحسن من المركزين الآخرين حيث يتعرض اللاجئون هنا لهجوم من السجناء إلا أن المسؤولين الزائرين لهم يقومون بالتحرش بهم لفظيا، وقال عمر وهو لاجئ فلسطيني خسر 3 آلاف دولار أن مسؤولا أخبرهم ‘عندما سنرسلكم لبشار الأسد سنحصل على جائزة’.
ويتحدث آخرون عن سرقة المهربين لهم حيث أخذوا من كل راكب 3200 دولار. ويرى محامون أن اعتقال هؤلاء غير قانوني لأنهم لاجؤون ومن بين هؤلاء هناك ما بين 20-41 ممن لديهم إقامات. وتقول إن من أطلق سراحهم أفرج عنهم شرط رجوعهم لسوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فوكاش:

    الموقف المخجل هو المساهمة في إستدامة الحرب السورية وغض الطرف عن إحتلال النظام الأسدي للسلطة عسكرياً والتنكر للحرب الشاملة على شعب أعزل وخلق بؤرة الفتنة الشرق أوسطية تستورد عناصر الإرهاب للتدرب الحي قبل التهديد بتصديره نحو الدول الأصل
    الموقف المخجل هو التشمت في الشعب السوري تحت مسمى صداقته
    الموقف المخجل هو الإبتسام للإئتلاف فوق الطاولة والعداء له خلف الكواليس
    الموقف المخجل هو مساعدة الدولة الفاشلة لتصبح دولة فاشية
    كل المواقف مخجلة حقاً وكلها أثبتت أن الدمقراطية الغربية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والحيوان شعارات تسويقية للدعاية فقط
    هالة من سراب صدقها السوريون البسطاء وإستوعب كذبها عموم الشعوب في العالم أجمع

إشترك في قائمتنا البريدية