جيش الاحتلال يبدأ أولى خطوات العملية البرية ضد رفح وينفذ 11 غارة على منازل سكنية

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

تبدلت الأحوال على الأرض في قطاع غزة، بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء عمليته العسكرية على مدينة رفح، وهي المدينة التي لم يدخلها من قبل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، حيث استبق دخول قواته البرية بشن سلسلة غارات جوية دامية، أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا.

وميدانيا، شنت قوات الاحتلال العديد من الهجمات الدامية ضد مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، حيث قامت بإطلاق عدة قذائف مدفعية على أطراف حي الزيتون، وعلى الأطراف الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

شنت قوات الاحتلال العديد من الهجمات الدامية ضد مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح

واستشهد المصور الصحفي مصطفى عياد إثر استهدافه من طائرات الاحتلال في شارع ٨ في حي الزيتون ونقل إثرها للمشفى المعمداني.

وكانت طواقم الدفاع المدني كانت قد انتشلت خمسة جثامين متحللة لشهداء من عائلة الجعبري تم استهداف منزلهم قرب ملعب فلسطين في المدينة في وقت سابق من الحرب.

وفي ذات السياق، نفذت قوات الاحتلال العديد من الغارات الجوية على مناطق تقع وسط قطاع غزة، وليل الأحد استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون بجراح، جراء قصف لطائرات الاحتلال الحربية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

بدء عملية رفح

وفي مدينة رفح، أقصى حدود قطاع غزة الجنوبية، واصلت قوات الاحتلال تصعيد غاراتها الجوية الدامية، بعد أن أعلنت عن بدء عمليتها العسكرية هناك، من خلال الطلب من سكان المناطق الشرقية للمدينة، البدء بعملية إخلاء.

واستفاق السكان في مدينة رفح، على تهديدات جيش الاحتلال بالطلب منهم إخلاء المناطق الشرقية من مدينة رفح، والنزوح إلى مدينة خان يونس المجاورة لها من الجهة الشمالية.

واشتملت أوامر الإخلاء بلدة الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتية زارع والبيوك، وكذلك الأحياء “10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، 28، و270”.

وجاء في منشور جيش الاحتلال الملقى من الطائرات والذي نشره على مواقعه الخاصة، أنه سيعمل “بقوة شديدة” في تلك المناطق، كما فعل حتى الآن، وكان بذلك يهدد السكان بعملية برية على غرار تلك التي نفذها سابقا في مناطق أخرى في القطاع.

وقد حذر جيش الاحتلال سكان القطاع من التوجه إلى مدينة غزة والشمال، وقال إنها لا تزال تعتبر منطقة عمليات عسكرية خطيرة، كما حذر المواطنين من الذهاب إلى الحدود الشرقية للمدينة التي تجاور المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، أو الحدود الجنوبية لمدينة رفح مع مصر.

وهدد جيش الاحتلال بأنه سيواصل العمل لـ “تحقيق أهداف الحرب”، ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة.

هدد جيش الاحتلال بأنه سيواصل العمل لـ “تحقيق أهداف الحرب”، ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة

وجاء ذلك من خلال منشورات ألقتها طائرات إسرائيلية على تلك المناطق، ومن خلال إرسال رسائل مكتوبة على الهواتف النقالة لسكان رفح، هددهم خلالها بترك المناطق الشرقية في المدينة.

والمناطق التي جرى الطلب من سكانها الإخلاء تحت التهديد، تضم أحياء سكنية بكثافة سكانية كبيرة، خاصة وأن مدينة رفح باتت أكبر مدينة في القطاع يعيش فيها السكان، بعد أن نزح إليها أكثر من نصف سكان القطاع بسبب الحرب، وقد كان جيش الاحتلال يطلب من سكان المناطق التي يقوم بمهاجمتها برا كغزة والشمال ووسط القطاع وخان يونس بالذهاب إلى المدينة، باعتبارها منطقة “عمليات إنسانية”، وهو ما أدى إلى تكدس كبير للنازحين الذين يقيمون إما في خيام مقامة في مناطق كثيرة في المدينة، أو في “مراكز إيواء”.

وجاء هذا الإنذار بالإخلاء، وهي أولى خطوات العمليات العسكرية لجيش الاحتلال، بعد ساعات فقط من تهديد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، باجتياح مدينة رفح، وذلك خلال تفقده الممر الأمني الذي أقامه جيش الاحتلال وسط القطاع، ويفصل مناطق الشمال عن الجنوب، وكذلك بعدما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ذات الأمر، حيث هدد بانه “لا يمكن قبول مطالب حماس بإنهاء الحرب وسحب القوات من غزة”.

إخلاء المشفى والمعبر

وبين ليلة وضحاها تغيرت أحوال السكان في المدينة، خاصة سكان تلك المناطق المهددة، وفي ظل بدء ارتفاع درجات الحرارة، حيث يصعب أكثر السكن في الخيام البلاستيكية.

كما أن المنطقة التي طلب جيش الاحتلال سكان رفح الإخلاء إليها، لا تتسع لنصب خيام لكل هذه العدد الكبير من السكان، خاصة وأنها تعج بأعداد كبيرة من النازحين من مدينة غزة وشمالها، ومن أحياء مدينة خان يونس المدمرة.

وجاء هذا الطلب بعد فترة طويلة من التهديدات الإسرائيلية ضد المدينة، والتي توعد فيها قادة الاحتلال بالدخول إلى رفح وتنفيذ عملية برية، رغم التحذيرات الدولية بأن هذا الأمر من شأنه أن يخلف مجازر أكثر دموية من تلك التي نفذت خلال فترة الحرب السابقة، بسبب الكثافة السكانية العالية في رفح، والتي يقيم فيها نحو 1.4 مليون نسمة.

وبحسب الخارطة التي وزعها جيش الاحتلال، فإن المناطق المهددة بالنزوح تضم مشفى أبو يوسف النجار، المشفى الرئيس في المدينة، والواقع في حي الجنينة شرقي المدينة، وكذلك من ضمن المناطق التي طالب بإخلائها جيش الاحتلال منطقة معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وهو المعبر الذي تمر منه شاحنات المساعدات لقطاع غزة.

وقامت بعض العائلات القاطنة في تلك المناطق بإخلاء مناطق سكنها، وتوجه بعضها غرب المدينة، وأخرى إلى مناطق في مدينة خان يونس، ومن المتوقع أن تزداد عمليات النزوح خلال الساعات واليومين القادمين.

وبالأغلب تقوم قوات الاحتلال بشن غارات عنيفة ودامية على المناطق المهددة بالإخلاء، لإجبار سكانها على الرحيل القسري.

إبلاغ أمريكا بالعملية

والجدير ذكره أن صحيفة “هآرتس” العبرية كشفت أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، ببدء عملية عسكرية برفح.

وفي السياق، فقد طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بالدخول فورا إلى مدية رفح، وقال “إن تأخير دخول رفح وعدم السيطرة على الأصول الاستراتيجية في قطاع غزة يضر بنا وبأهداف الحرب”.

وحذرت جهات دولية من خطر هذه العملية البرية، وقالت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن الهجوم الإسرائيلي على رفح، سيعني “المزيد من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون العواقب مدمرة لـ 1.4 مليون مواطن”.

وأكدت “الأونروا” في تصريح نشرته عبر منصة “إكس”، أنها ستحافظ على وجودها في رفح لأطول فترة ممكنة، وستواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة للناس.

هذا واستبقت قوات جيش الاحتلال تحذيرات إخلاء شرق رفح، ونفذت عدة غارات جوية دامية، طالت 11 منزلا في تلك المناطق، أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا.

غارات دموية

واستشهد أربعة مواطنين، وهما طفلان وسيدتان وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزل عائلة أبو لبدة في محيط جامعة القدس المفتوحة بحي الجنينة شرقي رفح.

وكان تسعة من المواطنين بينهم أطفال رضع استشهدوا، ليل الأحد، فيما أصيب آخرون كثر، في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة قشطة في حي السلام بالمدينة.

كما استشهد سبعة مواطنين فلسطينيين بينهم رضيع إثر قصف طيران الاحتلال الحربي لمنزل في شارع جورج شرق مدينة رفح، فيما قصفت غارة جوية إحدى المناطق في خربة العدس شمال شرق المدينة.

وكذلك استشهد مواطن وأصيب عدد آخر في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الخواجا بمنطقة البلبيسي شرقي المدينة.

كما أصيب مواطنان آخران غالبيتهم من الأطفال جراء استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة كلاب في حي التنور شرق مدينة رفح، وكذلك عدد آخر من السكان في قصف إسرائيلي لعائلة أبو هاشم في حي الزهور شمالي المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية