جنون موسم لاليغا

حجم الخط
0

مدريد ـ ‘القدس العربي’ قبل أسبوع فقط من وصول قطار الدوري الاسباني إلى خط النهاية، أصاب الجنون المسابقة وأصبحت الإثارة والحسابات المعقدة هي الشعار الأول للبطولة بغض النظر عن الأداء الفني والخططي.
وجاءت نتائج المرحلة السادسة والثلاثين من المسابقة لتزيد من اشتعال حدة المنافسة على اللقب وتعيد برشلونة وريال مدريد بقوة إلى المنافسة مع أتلتيكو مدريد بعدما ساد الاعتقاد بأن اللقب سيستقر في أتلتيكو صاحب المستوى الرائع هذا الموسم.
وأصبحت لكل من الفرق الثلاثة فرص رائعة للفوز باللقب ما سيجعل مباراتا الريال المتبقيتان في المسابقة بمثابة ‘حياة أو موت’ كما قد يجعل من المباراة بين برشلونة وأتلتيكو في الجولة الأخيرة مثل النهائي المثير على لقب إحدى بطولات الكأس، وقد يصبح شعار الفريقين في هذه المباراة ‘أكون أو لا أكون’ في حالة تعثر الريال في أي من مباراتيه المقبلتين.
وتبدو فرص كل من الفرق الثلاثة مختلفة إلى حد ما حيث يحتاج أتلتيكو لحصد أربع نقاط من مباراتيه الباقيتين في المسابقة كي يتوج بطلا للدوري الأسباني بغض النظر عن نتائج منافسيه. أما الريال فيحتاج للفوز بمباراتيه الأخيرتين في المسابقة، لكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى فوز برشلونة على أتلتيكو، وتعثرهما في المرحلة قبل الأخيرة.
وفي المقابل، سيكون برشلونة بحاجة إلى الفوز في مباراتيه المقبلتين، والاهم امام أتلتيكو، الذي بات الوحيد من بين الفرق الثلاثة الذي يملك فرصه بيده فقط، ويمكنه حسم اللقب دون النظر لنتائج الآخرين حيث يحتاج للفوز اليوم الأحد في مباراته أمام ملقة الذي يدربه الألماني بيرند شوستر الذي لعب في الماضي لكن من الريال وبرشلونة وأتلتيكو نفسه كما تولى تدريب الريال. وليس هناك هدف يسعى ملقة لتحقيقه من خلال هذه المباراة بشأن ترتيبه في الدوري أو المنافسة على المقاعد الأوروبية أو حتى الهروب من شبح الهبوط، لكن ليفانتي أيضا لم يكن لديه ما يصبو لتحقيقه سوى زيادة رصيده من النقاط ورغم هذا حقق الفوز 2/صفر على أتلتيكو في الجولة الماضية في مفاجأة كبيرة.
ويختم أتلتيكو بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني مسيرته في الدوري الأسباني هذا الموسم في ضيافة برشلونة باستاد ‘كامب نو’، وهي المباراة التي تثير سؤالا مهما: هل يترك برشلونة الفوز لأتلتيكو في هذه المباراة كي لا يفوز الريال بلقب الدوري لو تطلب الأمر؟
وبعد خيبة التعادل مع بلد الوليد في مباراته المؤجلة، يحتاج الريال للفوز على سلتا فيغو واسبانيول إذا أراد الدفاع عن فرصته في استعادة اللقب، لكنه يحتاج أيضا لاخفاق أتلتيكو وبرشلونة، وأيضا فوز برشلونة على أتلتيكو في المرحلة الأخيرة.
ويواجه الريال مشكلة حقيقية في مباراته بالمرحلة السابعة والثلاثين حيث يحل ضيفا على سلتا فيغو صاحب المركز التاسع بفارق الأهداف خلف بلنسية والذي يدربه لويس إنريكي لاعب ريال مدريد سابقا والذي ترك النادي الملكي إلى برشلونة كما يحظى بكراهية شديدة من جماهير الريال. ولا يتوقف الأمر عند هذا بل إن إنريكي من أقوى المرشحين لخلافة الأرجنتيني خيراردو مارتينو مدرب برشلونة بعد نهاية الموسم الحالي. ولهذا، ما من شك في أن سلتا فيغو سيخوض المباراة بدافع هائل لتحقيق الفوز على الريال.
لكن موقف برشلونة لن يكون أقل صعوبة خاصة أنه سيحل ضيفا الأحد على إيلتشي الذي يحتاج إلى النقاط الثلاث للمباراة بشدة من أجل تجنب الهبوط ثم يختتم برشلونة مسيرته في الموسم الحالي بلقاء ضيفه أتلتيكو.
وإذا لم يتعثر أي من الفرق الثلاث في المباريات الباقية لهم قبل الوصول للمرحلة الأخيرة من المسابقة، سيحتاج برشلونة للفوز على أتلتيكو وبغض النظر عما يحققه الريال أمام اسبانيول لأن فوز برشلونة في المباراتين الاخيرتين في هذه الحالة سيكون معناه أنه توج بطلا.
ومن جهة أخرى، فان الصراع الثلاثي لا يتوقف عند الفرق الثلاثة، بل يمتد الى مهاجميهم النجوم، فمهاجم الريال كريستيانو رونالدو يتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 31 هدفاً، يليه عدوه اللدود مهاجم برشلونة ليونيل ميسي برصيد 28 هدفاً، ثم يأتي مهاجم أتلتيكو مدريد دييغو كوستا الذي خاض موسماً استثنائياً، برصيد 27 هدفاً، وهم يتقدمون بقية مهاجمي فرق الدوري بفارق كبير من الاهداف.
وإذا ظل هذا الصراع الشرس بين الفرق الثلاثة حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة والتي تقام جميع مبارياتها في نفس التوقيت، فإن ‘الهواتف الذكية’ ستكون حاضرة بقوة على مقاعد الأجهزة الفنية لمتابعة كل فريق ما يحدث في الملعب الآخر.
والشيء الوحيد المؤكد هو أن التوتر سيظل حاضرا في الملاعب حتى اللحظة الأخيرة من المسابقة وهو ما عبر عنه سيميوني قائلا ‘الدوري الآن لم يعد يسمح بأي مرح’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية