جريمة قتل عائلة كاملة بينها 3 أطفال خنقاً وشنقاً تهز الرأي العام السوري

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : وسط غموض وتضارب الروايات حول منفذ الجريمة وانتحار الأب أو شنقه، تشير المعطيات إلى وجود جريمة قتل راح ضحيتها عائلة مؤلفة من 5 أفراد بينهم 3 أطفال في مدينة كيليس جنوب تركيا، بينما سجلت فرق الدفاع المدني السوري عائلة منكوبة أخرى في ريف حلب، بعد مقتل طفل وإصابة والدته بجروح خطيرة، في هجوم مدفعي لقوات النظام السوري على المناطق الخارجة عن سيطرتها شمال غربي سوريا.
وأفادت وسائل إعلام تركية بمقتل عائلة سورية مكونة من 5 أشخاص خنقاً، في مدينة كيليس التركية، دون الكشف عن أسباب ودوافع الجريمة.
مصدر محلي أفاد بالعثور على أب سوري وزوجته وأطفالهما الثلاثة (8/6/5 أعوام) مقتولين في منزلهم في حي “نديموكمن” بولاية كيليس.
وخلال الكشف الأولي أوضحت قوى الأمن والفرق الطبية أن الحادثة جرت خلال ليل الإثنين، وقد ماتت الأم وأطفالها خنقاً، فيما عثر على الأب مشنوقاً بحبل ومقيداً ومكمم الفم، حيث فتحت الشرطة تحقيقاً في الحادث للكشف عن هوية المجرمين.
وأبلغ أهالي الحي فرق الطوارئ والسلطات الأمنية بوجود شكوك حول سلامة يوسف كوارة الذي يعمل في البناء، وزوجته وأطفالهما الثلاثة، بعدما تعثر التواصل معهم، حيث عثر على العائلة وقد فارقت الحياة.
وذكرت وكالة “دوغان” أن الروائح الكريهة كانت تنتشر في الحي، مما اضطر القوى الأمنية لدخول المنزل، لتجد أمامها مشهداً مهولاً للضحايا، حيث كان الوالد يوسف مشنوقاً بالحبل فيما عثر على زوجته مروة وأولاده أمينة (ثماني سنوات)، وعبدو (ست سنوات)، وعلي (خمس سنوات) أمواتاً، وأوضحت الوكالة أن الفرق الطبية كشفت أن العائلة قُتلت شنقاً، وبعد تفتيش المنزل نقلت الجثث إلى المستشفى.
وقالت وكالة الأناضول التركية إن يوسف كوارة قتل زوجته وأولاده الثلاثة قبيل انتحاره، حيث عثرت الشرطة على جثث خمسة أشخاص من العائلة، وكشفت التحقيقات قتل الزوج لزوجته وأولاده الثلاثة خنقاً.
ووفقاً للمصدر، فإن الأب انتحر بعدما قتل أفراد عائلته، حيث نقلت الجثث إلى ثلاجة الموتى في مستشفى علاء الدين يافاشجا الحكومي.
وإلى الشمال السوري، جددت قوات النظامين السوري والروسي قصفها على مناطق شمال غربي سوريا، حيث شنت هجوماً مدفعياً أدى لمقتل طفل وإصابة والدته بجروح بليغة في ريف حلب.
الدفاع المدني السوري أفاد من جانبه أن طفلاً قتل وأصيبت والدته بجروح خطيرة جراء قصف مدفعي نفذته قوات النظام على الأحياء السكنية في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي مساء الأحد، وأدى لأضرار مادية كبيرة في منازل المدنيين.
وأوضحت المنظمة، في بيان رسمي، أن القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظامين السوري والروسي، والهجمات بالصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة الانتحارية تقوّض حياة المدنيين وتمنع الاستقرار في شمال غربي سوريا.
ويوم السبت، قتل مدني وأصيب طفل بجروح خطيرة بقصف مدفعي مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، استهدف قرية الغوز غربي مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
كما أصيب مدني بجروح خطيرة أثناء عمله في أرضه على أطراف مدينة الأتارب جراء استهداف قوات النظام المدينة بالصواريخ، تزامناً مع قصف مماثل لقوات النظام منازل المدنيين في قريتيّ كنصفرة والموزرة في ريف إدلب الجنوبي، تبعه قصفٌ صاروخي استهدف أحياء مدينة بنش بعد منتصف ليلة الأحد 28 نيسان/ أبريل اقتصرت أضراره على المادية.
وفي يوم الجمعة، أصيب طفل وشقيقته بجروح، بقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين في مدينة أريحا جنوبي إدلب وألحق أضراراً في الممتلكات.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية شهر أبريل/ نيسان الفائت وفق البيان، لأكثر من 337 هجوماً لقوات النظام بمختلف الأسلحة، أدت هذه الهجمات لمقتل 27 مدنياً بينهم نساء وأطفال وإصابة 130 مدنياً بينهم نساء وأطفال أيضاً.
وكانت النسبة الأعلى لعدد الهجمات والضحايا في يناير/ كانون الثاني بواقع 93 هجوماً قتل على إثرها 10 مدنيين وأصيب فيها 50 آخرون، يليه شهر مارس/ آذار بواقع 92 هجوماً خلف 10 قتلى و25 مصاباً من المدنيين، بينما كان شهر فبراير/ شباط في المرتبة الثالثة بواقع 85 هجوماً قتل فيها 3 مدنيين وأصيب 24 مدنياً آخر، ويأتي شهر أبريل/ نيسان تالياً لتتراجع فيه الهجمات وتصل إلى 67 هجوماً قتل فيها 4 مدنيين وأصيب 31 مدنياً.
وتتهم منظمة الخوذ البيضاء، النظام السوري بارتكاب جرائم بحق المدنيين شمال غربي سوريا باستخدام شتى أنواع الأسلحة، “تارة بالقصف المدفعي والصاروخي وأخرى بغارات جويةٍ تدمر أشكال الحياة، وباستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ الموجهة التي أدخلها في نظام حربه لتزيد من دقة أهدافه ويضاعف من أعداد ضحايا هذه الهجمات”.
الهجمات المستمرة للقوات المهاجمة تأتي وفق المصدر في سياق “منهجية الإجرام لأجل قتل الحياة في شمال غربي سوريا، وحرمان المدنيين من الاستقرار وفرض حالة من الرعب والذعر بينهم، وفرض المزيد من التضييق بمحاربة كل سبل الحياة ومصادر العيش، حيث تضاعف هذه الهجمات معاناة المدنيين، وتعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، بينما يتقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبيها ليبقى السوريون تحت ضرباتها دون أن يجدوا ملاذاً آمناً يحميهم”، ويبقى المدنيون هم الضحية دائماً وإن اختلف القاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية