جامعات جديدة تنضم للحراك الطلابي في ألمانيا وعشرات المحاضرين الجامعيين يعربون عن دعمهم لغزة

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين- “القدس العربي”: بعد إخلاء الشرطة الألمانية جامعة برلين الحرة من الطلاب المعتصمين المؤيدين لفلسطين، أعلن طلاب جامعات بون وبريمن عن تنظيم مخيمات احتجاجية جديدة، فيما يزال الطلاب في جامعة كولونيا معتصمين منذ أكثر من أسبوع ضمن ساحات الجامعة في ولاية شمال الراين فيستفاليا.

وأرسل الطلاب المعتصمون رسائل احتجاجية دعوا فيها لمقاطعة إسرائيل وحثوا حكومتهم على عدم إرسال أسلحة لها.

وطالبت الجالية الفلسطينية في بون توفير الدعم للمعتصمين، في حين أعلن صاحب مطعم مصري عن توفير الطعام والشراب للمعتصمين المناصرين للفلسطينيين. وكان صاحب المطعم والذي يدعى مصطفى قد نشر إعلانا باللغة الألمانية والعربية، طالبا من كل فلسطيني أو كل من يناصر فلسطين بالتوجه إلى مطعمه في مركز قطارات المدينة في بون والحصول على وجبة طعام مجانية.

وفي حوار مع “القدس العربي”، قال مصطفى، الذي علق على باب محله أعلام فلسطين وعبارات مثل “فلسطين حرة” و”الدعم لغزة”، أنه أراد من خلال مبادرته لفت انتباه الألمان إلى قضية فلسطين، ذاكرا أن العديد منهم لا سيما طلاب المدارس والجامعات أشادوا بالفكرة.

في ذات السياق، أقام نشطاء مؤيدون للفلسطينيين مخيما احتجاجيا في مبنى بجامعة بريمن شمالي ألمانيا.

وقال متحدث باسم الشرطة إن ما يتراوح بين 25 و30 شخصا تجمعوا للمشاركة في مظاهرة لم يتم إخطار السلطات بها بشكل مسبق، مشيرا إلى أن قوات الطوارئ تواجدت في المكان، وأضاف أن الوضع يتسم بالطابع السلمي حتى الآن.

وأفاد المتحدث باسم الشرطة بأن هناك محادثات جارية في الوقت الراهن مع إدارة الجامعة حول المدة التي ستسمح للتجمع أن يستمر خلالها إذ إن للجامعة الحق في التحكم في الأنشطة التي تقع داخل أروقتها.

تجدر الإشارة إلى أن 12 شخصا احتلوا القاعة الرئيسية في جامعة لايبتسيغ شرقي ألمانيا وذلك قبل أن يتم إخلاء القاعة من جانب الشرطة في وقت لاحق. كما أقام نشطاء مؤيدون للفلسطينيين في باحة بجامعة برلين الحرة أمس أيضا مخيما احتجاجيا تم فضه من جانب الشرطة بعد وقت قصير من إقامته.

وفي تطور لافت، نشرت صحيفة بيلد الألمانية عن تحرك 100 محاضر جامعي ألماني وقعوا على عريضة تدعم الطلاب المحتجين في الجامعات الألمانية.

وأعربت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينجر عن صدمتها إزاء رسالة أرسلها نحو 100 محاضر جامعي لجامعات في برلين دعما لمتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين.

وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة الخميس: “هذا البيان من المحاضرين لجامعات برلين صادم. بدلا من اتخاذ موقف واضح مناهض للكراهية ضد إسرائيل واليهود، يتم تحويل محتلي الجامعات إلى ضحايا والتهوين من فداحة العنف”، معتبرة تأييد محاضرين جامعيين الآن لهذه التظاهرات خطوة نوعية جديدة تحيد بهم عن الالتزام بمبادئ الدستور الألماني.

وفي “بيان للمحاضرين في جامعات برلين”، كتب حوالي 100 محاضر من عدة جامعات في برلين: “بغض النظر عما إذا كنا نتفق مع المطالب المحددة لمعسكر الاحتجاج، فإننا نقف أمام طلابنا وندافع عن حقهم في الاحتجاج السلمي. وهذا يشمل أيضا احتلال باحات الجامعات… نطالب إدارات جامعات برلين بالعدول عن الاستعانة بالشرطة ضد طلابها وعن المزيد من الملاحقات الجنائية”.

وقال عمدة برلين كاي فيجنر لصحيفة “بيلد”: “ليس لدي أي تفهم على الإطلاق لمؤلفي هذا المنشور”، مضيفا أن جامعات برلين هي أماكن للعلم والخطاب النقدي والتبادل المفتوح، وستظل كذلك. وشدد السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي على أن “معاداة السامية والكراهية ضد إسرائيل ليست أوجه تعبير عن الرأي، بل مخالفات جنائية”.

ومن جانبها، وصفت خبيرة الشؤون المحلية في الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أندريا ليندهولتس، الرسالة بأنها “هوة للعلوم الألمانية”. وقالت نائبة رئيس كتلة التحالف المسيحي في البرلمان الألماني في تصريحات لنفس الصحيفة إنها غير متفهمة “لدفاع أساتذة ومحاضرين عن حشد من معادي السامية وكارهي إسرائيل”.

وزعم رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، في حديث لـ”بيلد”، أن “النشطاء غير معنيين على الأحرى بمعاناة الناس في غزة، بل مدفوعين بكراهيتهم لإسرائيل واليهود”. وقال: “كنت منتظرا من المحاضرين الجامعيين أن يذكروا هذا الأمر بوضوح على الأقل إذا كان هناك دعم لهذا النوع من الاحتجاج”.

وحاول نحو 150 ناشطا في جامعة برلين الحرة احتلال باحة في الجامعة ونصب خيام بها. واستدعت الجامعة الشرطة بسرعة وقامت بإخلاء الباحة. وأعلنت الشرطة، أمس الأربعاء، اعتقال 79 شخصا مؤقتا (49 امرأة و30 رجلا)، وإجراء 80 تحقيقا جنائيا وتحرير 79 مخالفة إدارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية