ثلاثية الأردن تجنبا لخيار الحرب: ردع الكيماوي السوري وصفقة تسوية تنتهي بتنحي بشار وصيغة دولية لإدارة ملف اللاجئين ومنطقة درعا

عمان ـ ‘القدس العربي’: تلميحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التي أشارت الى حكمة الامارات والسعودية تحديدا لها على الأرجح ما يبررها خصوصا وأنها ترافقت مع عدم حصول لقاء أردني- قطري على هامش وقوف الدول العربية الأربع بالتزامن على محطة واشنطن.
ملك الأردن وفي خطابه العلني وحتى في أحاديثه مع الرئيس باراك أوباما إمتدح موقف الامارات والسعودية حصريا وتحدث عن الشيح محمد بن زايد، الذي تواجد في واشنطن أيضا في إشارة تظهر التباين بين وجهتي نظر الامارات والأردن والسعودية من جهة وخط المواجهة والتصعيد الذي تتبناه قطر.
صحيفة ‘الرأي’ الحكومية الأردنية كانت قد كشفت الجمعة الماضية عن وجود العاهل الملك عبد الله الثاني وأمير قطر معا في نفس الفندق بالعاصمة الأمريكية وتزامن وجودهما معا في الكونغرس بدون عقد أي لقاء بينهما.
ما تلمح له الإدارة الدبلوماسية الأردنية يتمثل في الإشارة الى أن قطر وبإسناد مصري غير مباشر تتبنى خيار التصعيد العسكري ضد النظام السوري فيما لدول الاعتدال العربي الاخرى رأي مختلف يتراوح ما بين السماح بتسوية سياسية كبرى وشاملة بمشاركة الرئيس بشار الاسد وهي وجهة نظر الأردن في الواقع أو الاسترسال في تسوية سياسية شاملة ومشروطة تنتهي بتنحي الرئيس السوري وهو الخيار المدعم بقوة من القيادة السعودية.
وخلافا للتوقعات وبعض القراءات لم تقرع طبول الحرب والعمل العسكري على هامش زيارات الزعماء العرب لواشنطن دون أن يعني ذلك بان الخيارات العسكرية أسقطت تماما، فالمطلوب من التصعيد بكل الإتجاهات وفقا للمحلل الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة تحسين شروط جلوس الأطراف جميعها على الطاولة. السبايلة، وهو أكثر المحللين مراقبة واهتماما بالشأن السوري، يرى بان لجوء الأردن الى مجلس الامن الدولي فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين خطوة تكتيكية الى الامام تدفع المجتمع الدولي للاحتكاك ببعضه والتوافق على صيغة ما للحل بدلا عن لعبة التأثير والتأثر التي تعلق بها دول المنطقة الأصغر.
حملة دبلوماسية بامتياز تقصد العاهل الأردني التركيز عليها وهو في واشنطن تجاوبا مع سلسلة من التحذيرات والتهديدات السورية التي طالت بلاده، وسعيا لاظهار وجود مسافة كبيرة بين الموقف الأردني وسيناريو العمل العسكري حيث صرح رئيس الوزراء عبد الله النسور بأن بلاده لن تتدخل بالشأن السوري.
بهذا المعنى يبدو أن عمان حصلت، كما تؤكد مصادر ‘القدس العربي’، على مهلة أو فترة سماح تهدف لتجريب وصفة توافق دولي على تسوية من أي حجم أو وزن في سورية قبل الغرق في فوضى الخيار العسكري.
عمان تفعل ذلك في إطار قناعتها وتكرار موقفها السابق المعلن لكنها في نفس الوقت تعلم، كما يقدر رئيس مجلس الأعيان والسياسي المخضرم طاهر المصري، أن الادارة الامريكية قررت منذ ان انسحبت من العراق عدم دخول جنودها الى أي أرض أخرى.
المصري يتصور أن الأمريكيين لا يريدون القتال مباشرة بجنودهم لا في سورية ولا في أي مكان آخر وتلك بوضوح استراتيجية الرئيس أوباما، الذي خصص أكثر من 90′ من حديثه عندما زار عمان للحديث عن مخاطر المشروع النووي الإيراني.
هنا تلتقط المجسات الأردنية الخبيرة فكرة سعي بعض الأطراف الأمريكية، وتحديدا في وزارة الدفاع، لتفعيل الخيارات العسكرية في وجه الرئيس بشار الأسد لكن بقوة عسكرية غير أمريكية يشرف عليها الامريكيون، الأمر الذي يفسر خطط ومعسكرات التدريب الأمريكية للمعارضين السوريين على الأرض الأردنية وفي تركيا.
وعلى هذا الأساس لا تتمتع فكرة وجود جندي أردني يشتبك مع السوري’داخل الأراضي السورية بأي شعبية لا على مستوى الشارع الأردني ولا على مستوى النخب وطبقة الحكام مما دفع عمان للاستعانة باصدقائها في الخارجية الامريكية لتوفير المزيد من الوقت أمام خيارات دبلوماسية الواقع والضغط من أجل التسوية، وهو خيار يناسب تماما القيادة الأردنية في هذه المرحلة خصوصا بعد تنامي العداء في أوساط العشائر والداخل الأردني لفكرة وجود قوات أمريكية في الأراضي الأردنية.
وهو عداء عبر عن نفسه عشرات المرات مؤخرا وشكل عنصرا ضاغطا دفع العاهل الأردني لهجوم دبلوماسي معاكس توافق عمليا مع عنصرين الأول هو: إستراتيجية أوباما في عدم دخول الجيش الأمريكي لأرضي الغير بعد العراق، والثاني هو انسجام بعض الاطراف خصوصا في الخارجية الأمريكية مع وجهة النظر الداعية لترك الصراع في سورية يتفاعل بدون تدخل مباشر تجنبا لصدام مبكر مع روسيا وإيران.
لذلك إجتهدت الماكينة الرسمية الأردنية’في تفسير وتبرير تواجد خبراء من الأمريكيين العسكر على الأراضي الأردنية وبالقرب من الحدود مع سورية على أساس انه تواجد دفاعي في سياق ردع أي محاولة من نظام الاسد لاستخدام صواريخ كيميائية مع بقاء المخزون الكيماوي لدى الأسد قيد المراقبة اللصيقة، مما يفسر وجود أنظمة وتجهيزات مراقبة حديثة جدا مع الخبراء الأمريكيين على الحدود الأردنية السورية. وعليه ‘فتكتيك’ عمان المرحلي ثلاثي الأبعاد ويتضمن الإستمرارا أولا في مراقبة الكيماوي السوري باعتبار ذلك عنصر جذب لشركاء مؤثرين بينهم أوروبا واسرائيل والولايات المتحدة.
والعمل على جذب مساعدات دولية تحت عنوان اللاجئين عبر اللجوء لمجلس الأمن الدولي لوضع خطة طوارئ دولية متوافق عليها يستفيد الأردن منها.
والمحور الثالث هو البقاء قدر الإمكان في ظل عباءة التصور السعودي الإماراتي لانضاج الظروف من أجل صفقة تسوية شاملة لا تغضب الروس ولا’تستفز دمشق وقد تنتهي فعلا بتنحي الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Satoor Al zaman:

    عزيزي الكاتب, إن اردنك الملكي قد اعلن الحرب على سوريا بإيوائه علنيا معسكرات تدريب المقاتلين ضد الطاغية بشار وتغاضيه على مرور ارهابيي النصرة , لقد منح عاهلكم المصون السبب لبدء قصف الاردن و هذا سيحصل ان عاجلا ام عاجلا فماذا ستفعلون ؟ امريكا لن تغيثكم اما اسرائيل فستحصي اضراركم ونوعيتها قبل التفكير في مساعدتكم

  2. يقول Muktar:

    الشعب السوري هو من له الحق بالقرار ببقاء الاسد او تنحيه ولن يحصل ذلك الا باصوات الشعب اذا الشعب قال يبقي الاسد فسيبقي واذا الشعب قال يرحل فسوف يرحل , ولاكن غلمان العم سام شغلهم فقط غلمان ومملوكين لا يحق لهم ان يفتحوا فمهم الا عندما سيدهم سام يأمرهم بفتح فمهم وبعد ذلك يغلقوا حتى يصدر امر اخر وهذا هو شغلهم اما الرئيس الاسد فهو سيد نفسه وحر ابن حر ولن يركع الا لله سبحانه ومستقبلآ سوف يملك كم غلام خليجي اسوة بأوباما ونتنياهو .

  3. يقول سامح // الامارات:

    بأيد بقوة التقرير المذكور أعلاه . وقد كتبت عدة تعليقات بهذا المعنى وهاجمني
    البعض وخاصة ( أزلام ومؤيدي النظام السوري ) .
    قلت : الكرة بملعب الرئيس السوري ( بشار الأسد ) .
    يسلم السلطة ( لجهة حيادية وسطية ) مقبولة بالمجمل من الشعب السوري :
    ويستقيل ويرحل لطهران أو موسكو .
    وأضفت : لو فعلها لقلب الطاولة على رؤوس الجميع وخلط الأوراق من جديد .
    فهل يفعلها الأسد …؟؟؟
    أم أنه أعمى البصر والبصيرة ولا يملك القرار …..؟؟؟
    الأيام القادمة وحدها كفيلة …بالجواب .
    حياكم الله وشكرا .

  4. يقول اكاسيا الشام:

    لاشكر لكم أيه الديماغوجيين

  5. يقول صوت الشعب:

    الكلام المشبوه ان يتخلى الرئيس الوطني الاسد عن مسؤولياته لكي تستلم الحكم العصابات الاستعمارية الارهابية و تقتل و تخرب الوطن لتفتح الباب لاعداء سورية هل هذا مايريده المستعمرون و ازلامهم من الطابور الخامس كي يرضوا !!!. هذا من سابع المستحيلات . ان عصابات الجيش الحر و جبهة النصرة و غيرها تتماشى اهدافها مع مستعمري الناتو و سايكس بيكو 2 بقصد من المتأمرين منها و بدون قصد من الضالين منها عندما تقاتل الجبش العربي السوري وهي ستحاكم من قبل الشعوب العربية كما ستحاكم ما يسمى جامعة الدول العربية و كل من اختطفها لخيانة الاوطان كما ويجب المطالبة بتعويض الدولة السورية عن خسائرها بعشرات المليارات من الدولارات نتيجة تسليح الارهابيين خلال 23 شهر. والمهم انه يجب اجراء تحقيق محايد في اساليب نظام قطر وغيره للضغط على بعض الدول العربية و نشر التحقيق على الملاء لكي تفهم الشعوب العربية حقائق الامر .

  6. يقول بن السلطان عبد القادر الجيلاني:

    انا اؤيد وجهة نظرك في بعض الجوانب التي تتعلق بان الاردن يريد حلا سياسيا في سوريا ونقل السلطة الى حكومة انتقاليه مؤقتة متفق عليها بين المعارضه والنظام لاجراء انتخابات رئآسية وتشريعية بدون ترشيح الاسد ، لان هذا اخف الضرر بالنسبة للاردن لانه يحافظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا وما تبقى من مقومات للبنية التحتيه في سوريا ، وهذ ما يحفظ للاردن مواجهة الاخطار الناتجة عن اي تدخل عسكري مستقبلا في سوريا قد يؤدي الى تفكك سوريا ارضا وشعبا واشتعال الفتنه الطائفيه ، وهذا قد يدفع النظام السوري الارعن بتوجيه نار اسلحته الى الاردن وهذا سيدفع الاردن مرغما على التدخل عسكريا بضرب النظام في سوريا والانجرار الى الحرب السوريه ، او قيام الجماعات التكفيرية القادمه من سوريا باعمال عدائية ضد الاردن مما يدفع الاردن الى ضرب هذه الجماعات ، وكذلك زيادة وتيرة تدفق اللاجئين السوريين الى الاردن وهذا يشكل خطرا على الامن الوطني قد يدفع الاردن الى اغلاق حدوده في حال عدم تجاوب المحتمع الدولي مع متطلبات احتياجات اللاجئين مما يدفع المجتمع الدولي الى اقامة منطقة آمنه داخل سوريا ، اما ما يروجه الاعلام السوري والايراني حول وجود قوات امريكية من 200 عنصر في الاردن للهجوم على سوريا او قيام الاردن بتدريب بعض عناصر المعارضه وتسهيل عمليه دخولهم الى سوريا ، ما هي سوى ضرائع لتبرير تدخل عناصر حزب الله والعناصر الايرانيه والمستشارين الروس في سوريا للقتال مع النظام فلا يعقل ان 200 جندي امريكي ولو كانوا سوبر مان سيشنون هجوم على سوريا او قيامهم بحماية الاردن ، وفي النهاية فان فرصة الحل السياسي المتاحة الان هي الاخيرة كما ذكر ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني اثناء لقاءه مع اوباما في المؤتمر الصحفي امام البيت الابيض ، وعليه فاذا لم يلتقط النظام هذه الفرصه فسيكون النظام هو من تسبب في جلب القوات الامريكيه والناتو للهجوم على سوريا ، وبالتالي فانه من قبيل الواجب الوطني قيام الاردن بالدفاع عن نفسه بكل الوسائل لدفع الخطر المحدق به من النظام السوري، وجبهة النصرة ، وتدفق الاعداد الكبيرة من اللاجئين ، واعتقد بان الضربة قادمة لامحالة لان النظام والمعارضة سيرفصون اي حل سياسي لاعتقاد كل طرف بانه سيكسب المعركه ، وان سوريا خلال الشهرين القادمين ستدخل في مخاض عسير لايعلم نتائجه الا الله فقط .

إشترك في قائمتنا البريدية