تيبوغو جوهرة بوتسوانية تعدو بحثا عن الذهب!

حجم الخط
0

جوهانسبرغ ـ «القدس العربي»: ستشهد أولمبياد باريس الصيف المقبل، مشاركة العديد من المواهب المشهورة، لكن بعضهم قد يكون مجهولا، لكن ستنفجر موهبته في الألعاب، حيث يبحث ليتسيلي تيبوغو عن الذهب، بعد أن أصبح أول عدّاء إفريقي يحرز ميدالية في سباق 100م في بطولة العالم العام الماضي.

سيبلغ تيبوغو الحادية والعشرين في حزيران/يونيو وهو قادم من بوتسوانا الواقعة في جنوب القارة الإفريقية وتشتهر بالماس. أرقامه مدهشة، فهو وصيف 100م وثالث 200م في مونديال بودابست، وحلّ وصيفاً في سباقه المفضّل، 200م، في 20 نيسان/أبريل في لقاء كيب كينو كلاسيك. ومع الأميركي كيرتني ليندسي، سجّل زمن 19.61 ثانية «لست خائباً من نتيجتي»، مذكّراً ان «موسماً طويلاً أمامي».
وتألّق تيبوغو أيضاً في شباط/فبراير في بريتوريا، مسجّلاً رقماً عالمياً في سباق 300م (30.69 ثانية)، وهي مسافة نادراً ما تمارس. هو مقتنع ان العدائين الأفارقة سيهيمنون على الموسم الذي يصل إلى ذروته في أولمبياد باريس الذي ينطلق في تموز/يوليو. وذكّر الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي: «أنا أسرع رجل إفريقي في 200م»، علماً انه يملك أفضل رقم قاري على هذه المسافة سجّله العام الماضي في لندن (19.50 ثانية).
وعن حلمه، يريد احراز لقب السباق الذي هيمن عليه سابقاً «قدوتي» الجمايكي يوسين بولت. منذ اعتزال «البرق» في 2017، بعد مسيرة زاخرة شهدت احرازه ثماني ذهبيات أولمبية، سيطر الأميركيون على المسافات القصيرة. وقال: «هو الشخص الأكثر تقديراً من جانبي. ما أنجزه لا يُصدَّق. في كل مرّة كان يجري، كنت أشاهده على التلفاز». وتابع الشاب المقيم في جامعة أوريغون على الساحل الغربي من الولايات المتحدة: «الجميع يتذكّر يوسين، وآمل بأن يتذكرني الجمهور عندما اعتزل». وأردف العداء الطموح الذي نشأ في مدينة كانيي الصغيرة على بعد 70 كلم من عاصمة بوتسوانا، الدولة القليلة السكان والجارة لجنوب إفريقيا: «لست بحاجة لأن أكون الرقم واحد على مرّ التاريخ. أن أكون بين أوّل ثلاثة أكثر من كاف».

نجم صاعد

لم ينجح أي عداء إفريقي بالصعود على منصّات التتويج في سباق 100م ضمن بطولة العالم، قبل أن يحقّق تيبوغو هذا الانجاز في بودابست. وفي 20 آب/أغسطس 2023، اجتاز خط الوصول في 9.88 ثانية، بفارق 30 بالمئة من الثانية عن الرقم العالمي الذي سجّله بولت في 2009، و5 بالمئة عن الامريكي نواه لايلز صاحب الذهبية. وبعدها بخمسة أيام، حلّ ثالثاً في 200م محرزاً الميدالية البرونزية، بفارق 29 بالمئة من الثانية، عن لايلز أيضاً.
وتقول والدته سيراتيوا، العداءة السابقة، انها كانت على اعصابها في بودابست حيث ذهبت في السرّ: «كنت أخشى ان يرتكب انطلاقاً خاطئاً، أو أن يخرج من التصفيات، أن يتعرّض لتمدّد عضلي أو إصابة أخرى». لكن تيبوغو كان مسترخياً، معتبراً ان الرؤية لديه كانت «صافية»، وهي ضرورية لأي عداء أراد تحقيق انجاز ما «استرخي من خلال الاستماع إلى موسيقى بلادي. فضلاً عن جمالها، هي تذكّرني بالمكان الذي أتيت منه وأمثله». وتتابع الوالدة: «يعتبره العالم نجماً صاعداً في عالم ألعاب القوى. لكن عندما يعود إلى بوتسوانا هو ابني المتواضع والمحترم».
وعلى غرار زملائه في المدرسة، مارس تيبوغو كرة القدم في طفولته، لكنه تحوّل بسرعة نحو العاب القوى. ولمع في بطولتين تحت 20 سنة، في 2021 في كينيا ثم بعدها بسنة في كالي الكولومبية حيث أحرز نهائي 100م وحلّ ثانياً في 200م. وهناك، قلّد بولت من خلال الاستدارة والابتسام لوصيفه الجمايكي بواهيجيي نكوميي عند لحظة تجاوز خط الوصول. وبرّر ما قام به قائلاً: «لم أرغب بالتقليل من الاحترام. أردت أن يستمتع المشاهدون وتذكيرهم بما كان يوسين يفعل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية