تقرير رصدي حقوقي: الإعلام الإسرائيلي يستهدف المؤسسات الدولية أيضاً

حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”: أصدر مركز “إعلام” للحقوق الإعلامية، اليوم، من مقرّه في مدينة الناصرة، داخل أراضي 48، تقرير الرّصد للربع الأول من عام 2024، حيث تَبيّن من التقرير أنّ الإعلام الإسرائيلي يستهدف المؤسسات الدولية في المكانة الثانية بعد استهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

ورصدَ التقرير 365 مقالاً ومادة إعلامية قام بكتابتها صحافيون وكتّابُ مقالة في الإعلام الإسرائيلي تَحمل تحريضًا على المجتمع الفلسطيني عامةً، سواءً في الضفة الغربية أو غزة أو في أراضي الـ 48، وكذلك على منظمات يسارية أو نشطاء يسار أو مؤسسات دولية.

ويتبيّن من نتائج الرصد أن المواضيع التي ركز عليها الإعلام، وأدت إلى التحريض هي؛ العدوان على غزة، التطورات الميدانية في الضفة الغربية المحتلة، سياسات وزراء اليمين في ما يتعلق بتوسعة الاحتلال، والأسرى وتضييق هوامش حرية التعبير، وأيضًا التطورات في محيط الأقصى والمساعي الدولية لإيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية.

وبرز إلى حدّ كبير تركيز مُكثف من قبل الإعلام الإسرائيلي بالهجوم على المؤسسات الدوليّة، منها الأمم المتحدة، الأونروا، مؤسسات الإغاثة، إلى مؤسسات تجنّدت، في الآونة الأخيرة، لمساعدة الشعب الفلسطيني، لا سيّما في غزة.

 وتأثر الإعلام من تصريحات السياسيين الإسرائيليين، الأمر الذي يفسر تصدّر “إكس” قائمة المنصات الإعلامية الأكثر تحريضًا باعتبارها الساحة التي يسيطر عليها الساسة والإعلاميون في إسرائيل، إلا أنّ البارز أكثر كان المواد المُبادر إليها من قبل الصحافيين أنفسهم لنزع الشرعية عن هذه المؤسسات ومحاولة شيطنتها.

ويتبيّن من النتائج أنّ أعلى نسبة تحريض في المواد التي تم رصدها وجدت في “إكس” بنسبة 20%، يلي ذلك في صحيفة “مكور ريشون” بنسبة 17%، يلي ذلك في صحيفة “معاريف” بنسبة 15%، يلي ذلك في صحيفة “يسرائيل هيوم” بنسبة 12%، يلي ذلك في الفيسبوك بنسبة 10%، يلي ذلك في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بنسبة 9%، ولاحقًا في “قناة 14” وصحيفة “الصوت اليهودي” بنسبة 8%، يلي ذلك على “ماكو” بنسبة 18%.

وحسب هذا الرصد، فإن ضحية التحريض تختلف بحسب المستجدات السياسية والأمنية، وبحسب الفترة التي يرصدها هنا فإن الجهة الأكثر استهدافًا في الإعلام الإسرائيلي كانت:

الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة بنسبة 25%، يلي ذلك المؤسسات الدولية بنسبة 23%، ويلي ذلك القيادة الفلسطينية في غزة بنسبة 17%، يلي ذلك القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بنسبة 15%، يلي ذلك رئيس السلطة الفلسطينية بنسبة 6%، ومن ثم الفلسطينيون في إسرائيل بنسبة 5%، يلي ذلك الفلسطينيون في القدس بنسبة 4%، يلي ذلك الأسرى بنسبة 3%، وأخيرًا في القائمة حرّض الإعلام الإسرائيلي بنسبة 1% على المنظمات اليسارية.

 ويتبيّن من النتائج أيضًا أن أسلوب التحريض الأكثر اتبّاعاً في الإعلام الإسرائيلي لهذه الفترة كان نزع الشرعية بنسبة 22%، يلي ذلك محاولات الشيطنة بنسبة 21%، يلي ذلك لعب دور الضحية بنسبة 19%، يلي ذلك شرعنة استعمال القوة بنسبة 16%، يلي ذلك الفوقية اليهودية بنسبة 10%، يلي ذلك أسلوب العقاب الجماعي بنسبة 9%، وأخيرًا التعميم بنسبة 3%.

“جائزة شيرين أبو عاقلة” لثلاث صحفيات

في سياق متصل، أطلقت النسخة الثانية من منحة الصحافة الاستقصائية على “درب شيرين أبو عاقلة”، وذلك بمبادرة “إعلام” المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث، وذلك لتخليد ذكرى الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي اغتيلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مايو/أيار 2022، أثناء تغطيتها الهجوم الإسرائيلي على جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

 وأتى الإعلان عن النسخة الثانية من منحة الصحافة الاستقصائية، خلال فعاليات اليوم الدراسي، الذي كان بعنوان “الصحافيون في الـ48: واقع وتحديات”، الذي عُقد بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بمشاركة لفيف من الصحفيين والصحفيات من الداخل الفلسطيني، وتم خلاله الإعلان عن الفائزين في النسخة الأولى من المنحة.

وخلال فعاليات اليوم الدراسي نوقشت التحديات التي تواجه الصحفيين بالداخل الفلسطيني، من قمع للحريات والاعتداءات والملاحقات القانونية، والانتهاكات التي تلاحقهم من قبل المؤسسة الإسرائيلية في ظل الحرب على غزة.

وخلال اليوم الدراسي، الذي شاركت به عائلة الصحفية الشهيدة أبو عاقلة، أعلن عن الفائزين بالجائزة في نسختها الأولى، والتي تقاسمها كلُّ من مراسلة “الجزيرة” الصحفية فاطمة خمايسي، عن تحقيقها الاستقصائي “أسرلة الحجر”، الذي سلط الضوء على معول التهويد وطمس الآثار العربية والإسلامية في فلسطين الذي تقوم به سلطة الآثار الإسرائيلية.

ووزّعت المنحة، في نسختها الأولى أيضاً، على الصحفية نجمة حجازي عن التقرير الاستقصائي “بيتنا ركام.. بيتنا يهدم”، الذي تناولت من خلاله سياسات الإجحاف والتمييز التي تعتمدها سلطات التخطيط الإسرائيلية، وتتمحور حول مصادرة الأرض الفلسطينية وتوظيفها للاستيطان والمشاريع القومية الإسرائيلية، وهدم المنازل لفلسطينيي 48 الذين يخوضون معركة “الأرض والمسكن”.

أما الجائزة الثالثة فكانت للصحفية ملك عروق، عن تحقيقها “طفولة مسلوبة”، الذي عالج ظاهرة استغلال الأطفال الفلسطينيين للعمالة واستقدامهم إلى داخل الخط الأخضر من أجل التسوّل، حيث يتعرضون لاستغلال من قبل العصابات التي تنشط في تشغيل الأطفال تحت مرأى ومسمع سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تحرك ساكناً لمنع انتشار الظاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية