تشييع شهيد فلسطيني أعدمه حاجز للاحتلال في رام الله.. ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين في انفجار قنبلة في قاعدة عسكرية في الأغوار

حجم الخط
0

رام الله- الأغوار الشمالية- “القدس العربي”: شيعت جماهير حاشدة في مدينة رام الله جثمان شهيد أربعيني أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز طيار بالقرب من بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، فيما أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية عن مقتل جندي إسرائيلي في انفجار قنبلة في قاعدة جوية في الأغوار الشمالية، وأصيب ثلاثة جنود في الحادث.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد المواطن أحمد حسن عبد الجليل كحلة (45 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب بلدة ســلواد، شرق رام الله.

وأفاد شاهد عيان بأن جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز عسكري مفاجئ أقيم على المدخل الغربي لبلدة سلواد، أطلقوا النار صوب المواطن كحلة من مسافة صفر، بعد ان أجبروه على النزول من مركبته، إثر مشادة كلامية.

وذكرت مصادر محلية أن المواطن كحلة أصيب برصاصة في عنقه، وجرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، بوضع حرج، وأعلن بعد فترة وجيزة عن استشهاده، متأثراً بإصابته.

وفي مقطع فيديو متداول أظهر جنود الاحتلال، وهم يطلقون النار على الشهيد كحلة بعد مشادة بينه وبين الجنود.

ووفقًا لشهود عيان، فإن ذلك حدث بعد أن أطلق الجنود قنبلة صوت قرب الحاجز، فنزل الشهيد غاضبًا مما جرى، ووقعت مشادة بينه وبين الجنود، انتهت بإطلاق النار عليه، واستشهاده.

وأكد شهود عيان أن جنود الاحتلال أخرجوا المواطن كحلة من سيارة قرب مستوطنة “عوفرا” وأطلقوا الرصاص عليه بشكل مباشر، كما أصابوا ابنه بجراح.

وأصيب كحلة بعدة رصاصات في الصدر والرقبة، حيث تركه جنود الاحتلال ينزف كميات كبيرة من الدماء قبل السماح لسيارات الإسعاف الفلسطينية بالوصول إليه، لكنهم اعتقلوا ابنه المصاب

وأظهرت صور فلسطينيًا غارقًا في دمائه، وبدا أنه مصاب في الجزء العلوي من جسمه.

وفي ذات السياق، حمل رئيس الوزراء محمد اشتية سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جرائمها المتواصلة، مطالبا الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية لشعبنا.

وأدان اشتية جريمة إعدام الشهيد كحلة، وأوضح أن الجناة لا يتوقفون عن ارتكاب جرائمهم، دون أدنى التفاتة للقوانين الدولية.

بدورها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” الشهيد كحلة، وأكّدت، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، أنّ جريمة الإعدام تعبّر عن النهج الدموي لحكومات الاحتلال المتعاقبة، وآخرها حكومة الفاشيين الجدد، مضيفة أنّ منظومة الاحتلال بجرائمها المتواصلة، وسياسات الإعدام، والقتل، والإرهاب، والاعتقالات، والاقتحامات اليوميّة للأراضي الفلسطينيّة؛ تُراكم سجلها الإجراميّ الذي ستتم محاسبتها عليه.

وبيّنت أنّه منذ بداية العام الجاري؛ استشهد (13) فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري، وإلزام الاحتلال بالانصياع للقانون الدولي، والاتفاقات ذات الصلة.

وأكد البيان أن الإرهاب الصهيوني سيجابه بإرادة وطنيّة، وممارسة حقّ المقاومة، وصولاً إلى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وفي مقدمتها؛ حقُّ إقامة دولته المستقلة ذات السّيادة وعاصمتها القدس.

يذكر أن 224 شهيداً ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي 2022، بينهم 59 شهيداً من محافظة جنين.

مقتل جندي وإصابة 3 أخرين

وفي سياق آخر، قتل جندي إسرائيلي وأصيب 3 بانفجار قنبلة يدوية قي غور الأردن.

وبحسب وسائل إعلام عبرية فإنه قتل جندي اسرائيلي وأصيب ثلاثةٌ آخرون بانفجار قنبلة يدوية في قاعدة جوية.

وأضافت أن بين المصابين من إصابته حرجة وخطرة ومتوسطة.

وأفادت مصادر عبرية بانفجار قنبلة يدوية وإصابة جنود في غور الأردن من الجانب الإسرائيلي بقاعدة لواء كافير الجوية.

ميدانياً، واصل مستوطنون الاعتداءات اليومية على المواطنين الفلسطينيين، حيث استمرت أعمال التجريف والحفر، لليوم الثاني على التوالي، في أراضٍ تابعة لقريتي قلنديا ورافات شمال غرب القدس.

وقال مدير عام التوثيق والنشر في هيئة الجدار والاستيطان أمير داود، في حديث صحفي، إن أعمال التجريف تجري في أراض تقدر مساحتها بـ225 دونما، بهدف إقامة بؤرة زراعية استيطانية.

وأوضحت المصادر ذاتها أن الأراضي التي يقوم المستوطنون بتجريفها تقع غرب مطار قلنديا ضمن المناطق المصنفة “ج”، ودأب مزارعون من قرية قلنديا على زراعتها منذ عقود، بموجب عقود استئجار من الحكومة الأردنية قبل عام1967.

وفي الأغوار، شرع مستوطنون بتسييج أراض في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية.

وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، في حديث صحفي، إن أعمال التسييج التي يقوم بها المستوطنون تجري في منطقة احمير بالفارسية، وتأتي استكمالاً لأعمال البناء وتسييج الأراضي التي استولوا عليها قبل حوالي ثمانية أشهر.

يذكر أن منطقة الفارسية تشهد مؤخراً انتهاكات متكررة من المستوطنين، ويتزامن ذلك مع مشروع إقامة مدرسة ومرافق استيطانية على أراضي الخربة، والذي شرع “مجلس المستوطنات” بتنفيذه منذ شهر نيسان من العام المنصرم، حيث تم تجريف 30 دونماً من أراضي الخربة وتسييجها لهذا الغرض.

قلق أوروبي

سياسياً، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين مجلس الأمن الدولي، ببذل جهد حقيقي لتطبيق مبدأ سيادة القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة، وتفعيل منظومة العقوبات الدولية إزاء انتهاكات وجرائم الاحتلال، ومن يقف خلفها، وممارسة ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية، لوقف تنفيذ سياستها الاستعمارية العنصرية.

وأكدت الخارجية، في بيان صحفي، أن تطبيق سيادة القانون الدولي عملية متكاملة، ولا تتجزأ، ولا يجوز تطبيقها، أو المناداة لتطبيقها بطريقة انتقائية، وفقا لهوية الجلاد، أو هوية الضحية.

وأدانت التصعيد الحاصل في عدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وممتلكاته، ومنازله، ومقدساته، بما في ذلك تصعيد عصابات المستوطنين اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين، في حرب اسرائيلية مفتوحة ضد شعبنا، وحقوقه، بهدف إغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية.

وأشارت إلى أن تلك الحرب، التي تطال بشكل ملحوظ هدم المنازل، والمنشآت الفلسطينية، وتوزيع المزيد من إخطارات الهدم، كما حصل في مسافر يطا، ويحصل يومياً في الأغوار، وفي عموم المناطق المصنفة “ج”، تهدف إلى ضرب جميع أشكال الوجود الفلسطيني في تلك المناطق، إضافة للاستهداف اليومي المتواصل للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وهو ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ماضية في تنفيذ برامجها المعادية لشعبنا وللسلام، والتي هي عبارة عن جملة واسعة من الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني.

وترافق بيان الخارجية مع كشف وزراء عدة دول أوروبية عن قلقهم من أن تنفذ حكومة الاحتلال خطوات أحادية الجانب، وتستهدف حل الدولتين وتوسيع البناء في المستوطنات وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.

جاء ذلك خلال اجتماع وزراء خارجية عدة دول أوروبية مع وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين

كما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عبر عن قلقه من العدد الكبير للشهداء الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة، مطالبا حكومة نتنياهو أن تطرح أفقا سياسيا لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وأن تمتنع عن تنفيذ خطوات أحادية الجانب.

وقال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد، في بيان صحفي: “شجعت الجانبين على الامتناع عن أعمال استفزازية أحادية الجانب، والتي تحبط وحسب احتمالات حل دولتين حقيقي وسلاما إقليميا”.

ونقلت “هآرتس” عن دبلوماسي أوروبي قوله: “إننا نتابع بتأهب عمليات حكومة الاحتلال وزيارة إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى مقلقة. ونتخوف من خطوات أخرى من جانبه في المستقبل والتي قد تشعل المنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية