تبون يتلقى تهنئة ماكرون بذكرى اندلاع الثورة الجزائرية.. وتساؤلات حول مصير زيارته لباريس في ظل الوضع في فلسطين

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

تلقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رسالة تهنئة من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناسبة الذكرى التاسعة والستين، لاندلاع ثورة تشرين الثاني/نوفمبرالتي قامت ضد الاستعمار الفرنسي للبلاد.

وورد في بيان للرئاسة الجزائرية أن رسالة ماكرون تضمنت تمنياته للجزائر بمزيد من الازدهار، والتأكيد على أن البلدين يتقاسمان نفس الطموحات ضمن ديناميكية تقارب تعززت بالتوقيع على عقد الجزائر.

وأشار الرئيس الفرنسي بخصوص ملف الذاكرة، إلى ضرورة “مواصلة العمل، ضمن اللجنة المشتركة المنصّبة من طرف الرئيسين”، وهي اللجنة المكونة من 10 مؤرخين مناصفة بين البلدين.

وتأتي هذه الخطوة من ماكرون بعد أيام من توجيهه رسالة لتبون عبر السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتي تتضمن دعوته لزيارة باريس، في إحياء للزيارة التي تم تأجيلها منذ بداية العام الجاري، بسبب خلافات سياسية وأخرى على اجندة الزيارة.

وأعقب ذلك تعليقات في أوساط داخل اليمين الفرنسي أظهرت انزعاجا من هذه الدعوة، وذلك بسبب مواقف الجزائر التي يعتبرها سياسيون فرنسيون منحازة بالكامل لفلسطين.

وذكرت إذاعة “أوروبا 1” التي تتبع شبكة إعلامية ذات توجه يميني تعليقا على الخبر، إن توقيت الدعوة يبدو مفاجئا من عدة نواحي، أولها أنه يأتي في ظل الحرب الدائرة في فلسطين والتي ترفض الجزائر حسبها إصدار أي موقف رافض للهجمات على إسرائيل وتنظر فقط للجانب الفلسطيني. وأضافت أن التوقيت من ناحية أخرى يتزامن مع محاولات لإعادة الدفء للعلاقات المغربية الفرنسية، وهو ما يهدد حسبها بإعادة هذه الخطوات لنقطة الصفر.

وكان الرئيس الجزائري قبل 3 أشهر، قد أكد أن زيارته لباريس لا تزال قائمة وأنها لم تلغ كما جرى التكهن بذلك في الفترة الأخيرة بعد انتكاس العلاقات من جديد. وربط تبون الزيارة بتقديم الرئاسة الفرنسية برنامجا واضحا عنها. وأكد رفضه لأن تتحول زيارة دولة إلى مجرد زيارة سياحية يطوف فيها في شارع الشانزيليزيه ويتلقى التحية من الحرس الجمهورية، كما قال. ووجّه تبون ما يشبه الرسالة للسلطات الفرنسية بأنه ينتظر شيئا ملموسا يفتح صفحة جديدة في العلاقات، مشيرا في السياق إلى زياراته لإيطاليا والصين وروسيا والبرتغال التي خرجت بنتائج ملموسة، على حد تعبيره.

وتحولت الزيارة إلى ما يشبه المسلسل بعد تأجيلها مرتين، حيث كانت مقررة في شهر أيار/مايو ثم حزيران/يونيو، في وقت رجّح متابعون أن تكون الخلافات المتكررة وراء عدم إتمام الزيارة، خاصة في ظل الانزعاج الجزائري الواضح من تحويل الجزائر لمادة للنقاش السياسي الداخلي في فرنسا بعد الدعوات المتكررة من اليمين لإلغاء اتفاقية التنقل بين البلدين لسنة 1968 التي تتيح بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين والانتقاد الفرنسي للنشيد الوطني الجزائري بعد مرسوم جديد يوسع استخدامه بشكل كامل في المناسبات الرسمية بما في ذلك المقطع الذي يتوعد فرنسا بالحساب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية