بوليتيكو: كيف تداخل دعم المانحين لبايدن مع دعم الجماعات الداعية للعدالة والمؤيدين لفلسطين؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

ذكرت مجلة “بوليتيكو” أن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تحظى بدعم من مصادر غير متوقعة: المتبرعون الكبار لبايدن.

وفي التقرير الذي أعدته شيا كابوس، قالت فيه إن المتظاهرين المؤيدين لفلسطين لاحقوا الرئيس جو بايدن لعدة أشهر ووصفوه بـ”جو الإبادة الجماعية”، لكن بعض الجماعات التي تقف وراء الاحتجاجات تحظى بدعم مالي من متبرعين يدفعون من أجل إعادة انتخاب الرئيس.

وتضم الجماعة أسماء كبيرة في الدوائر الديمقراطية مثل سوروس وروكفلر وبريتزكر. وأضافت أن جماعتين منظمتين للاحتجاجات في جامعة كولومبيا والجامعات الأخرى، هما “أصوات يهودية من أجل السلام”و”إف نت ناو” (إن لم يكن الآن)، وكلاهما تحظيان بدعم من “تايدز فاونديشن” التي يمولها المتبرع الكبير للديمقراطيين، جورج سورس. وتدعم المؤسسة أيضا مجموعة من المؤسسات غير الربحية الداعية للتغيير الاجتماعي. وقالت مؤسسة بيل وميلينا غيتس، التي دعمت مشاريع تايدز فاونديشن وجماعات أخرى، إنها لم تقدم منحا لتايدز، ولا تدعم “أصوات يهودية من أجل السلام” ولا “إف نت ناو”.

ومن المانحين للديمقراطيين والذي ساهم بدعم حركة الاحتجاج هو ديفيد روكفلر، عضو مجلس إدارة صندوق روكفلر بروذرز. وفي 2022، قدم الصندوق 300.000 دولار لمؤسسة تايدز، وذلك حسب الملفات الضريبية للجماعات غير الربحية لروكفلر. ومنحت تايدز خلال السنوات الخمس الماضية، حوالي نصف مليون  دولار إلى “أصوات يهودية من أجل السلام” والتي تصف نفسها بوضوح أنها معادية للصهيونية.

وهناك جماعات أخرى داعمة للتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وتدعمها مؤسسة سوزان ونيك بريتزكر، اللذين ورثا إمبراطورية فنادق “حياة”، وداعمي بايدن وحملات الديمقراطيين المتعددة، بما في ذلك 6,600 دولار لصندوق بايدن “فيكتوري” قبل أشهر وأكثر من 300,000 دولار لحملة عام 2020.

وتقول المجلة إن متابعة خط التبرعات يظهر الخطوط المتماهية عندما يتعلق الأمر بالقضايا الليبرالية وسياسات الديمقراطيين. وعادة ما تكون هذه المهام منحازة ولكن لديها في بعض الأحيان، وعندما يتعلق الأمر بغزة تحديدا، أجندات وتكتيكات مختلفة. وعادة ما يلعب المانحون الكبار دورا مهما في تمويلها.

وتتعرض الجهات المانحة لانتقادات من أطراف أخرى، خاصة بعد اتهام المتظاهرين بالسيطرة على قاعات في جامعات، وملاحقة منظمة “أصوات يهودية من أجل السلام” بايدن، والصراخ في وجهه بأنه “داعم الإبادة” وذلك أثناء حفل جمع تبرعات في مدينة نيويورك.

وأصدرت المنظمة بيانا بعد هجمات 7 أكتوبر قالت فيه إن “مصدر كل هذا العنف” هو “نظام الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي مع الاضطهاد”. ويعني نظام الدعم للجماعات غير الربحية أنها تحصل على منح أو منح فرعية من منظمات أكبر لا علاقة لها بنشاطات وعمل الجماعة.

وقال صندوق روكفلر بروذرز في بيان للمجلة، إنه لا يستطيع دعم حملات سياسية ولا علاقة له بالسياسة التي يتبناها أعضاء مجلس إدارته. وأضاف أن المنح أحيانا تدعم حملات بايدن وأخرى تتصادم معها.

وقال بعض المستشارين للقضايا الداعمة لليسار، إن هذا جزء من الطريقة التي تدار فيها الأمور عندما يتعلق الأمر بمنح التبرعات. ويقول كالفين كونلون، الذي عمل مع بايدن وحملة هيلاري كلينتون ويعمل مستشار للمنظمات غير الربحية: “في بعض الأحيان تتصادم مواقف المنظمة أو المرشح مع مواقف المانح الشخصية”.

ويحاول بايدن جذب الشباب الذين دعموه في حملة 2020، وعبروا عن غضب من دعمه الثابت لإسرائيل. ويخشى فريقه من تأثير التظاهرات على حملته واستمرارها إلى الصيف، حيث المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. ويقول عمر واسو، الباحث الذي درس حركات الاحتجاج وأثرها: “لو استمرت الاحتجاجات حتى تشرين الثاني/ نوفمبر، فعندها، نعم، ستكون بارزة”، و”لو انخفضت، فعندها لن يلقي الأمريكيون بالا للسياسة الخارجية ومن المحتمل ألا تلعب دورا في الانتخابات”.

ومعظم المنظمات غير الربحية التي تحصل على منح مالية من منظمات كبيرة، وتشارك في الاحتجاجات، لديها مهام ومشاريع لا علاقة لها بالسياسة الخارجية الأمريكية، إلا أن الحرب في غزة والتي أصبحت في مركز النقاش السياسي الوطني الأمريكي دفعت هذه المنظمات للمشاركة. وقالت بارني أحمد قاسم من منظمة “سولدير أكشن” والتي تمول حركات العدالة الاجتماعية إن “الكثير من أعضاء المنظمة يدعمون تحركات تريد محاسبة بايدن وهي ليست مثل معارضته، وهي تقول وبإلحاح إننا لا نريد البديل”.

وحصلت سولدير على دعم مالي من مؤسسة برتيزكر التي أسست “ليبرا فاونديشن”، كمنظمة غير ربحية لمعالجة العدالة الجنائية، البيئة والعدالة الجنسية. ودعمت جماعات مولتها ليبرا مثل “تحالف العدالة” مسيرات الفلسطينيين التي استخدمت عبارة “جو الإبادة الجماعية”، كما تبنت “منظمة التنظيم الأسود للقيادة والكرامة” والتي تدعمها ليبرا فاونديشن، قضايا مؤيدة لفلسطين على موقعها في الإنترنت.

وهناك جماعة ثالثة وهي “مشروع الدفاع عن الهجرة” التي شاركت في احتجاج بواشنطن حيث اعتُقل 13 من أفرادها بعد المطالبة بوقف دائم للنار في غزة.

ودعمت تايدز فاونديشن “عدالة جاستس بروجيكت” الذي كان جزءا من احتجاجات جامعة كولومبيا، وكتبت على موقع إكس أن “الجامعات والمحافظ الوقائية منخرطة بعمق في تصنيع الأسلحة”، ودعمت تايدز فاونديشن “بالستاين ليغال”، وهي صندوق قانوني يقدم الدعم لـ”الطلاب الذي يحتشدون ضد الإبادة”.

ونشرت تايدز فاونديشن بيانا قالت فيه إنها “ملتزمة بدعم العدالة الاجتماعية” و”ملتزمة ماليا بدعم برامج وتبرعات ومنح تمثل منظورا واسعا حول ما يمكن أن تكون عليه العدالة الاجتماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية