بعيدا عن الرابية.. أطراف الأردن تراسل “من يهمه الأمر”: كيف ولماذا “حذرت” الدولة العميقة الأخوان وحماس؟

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”: بعد مداخلتين للوزيرين السابقين في الأردن سميح المعايطة ورجائي المعشر وثالثة للناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير مهند مبيضين ولأسباب لا تزال “غامضة سياسيا وحتى أمنيا”، قرر رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز أيضا “توجيه تحذير علني” ليس فقط لقيادة حماس وحصرا خالد مشعل ولكن أيضا لقيادة حزب جبهة العمل الإسلامي.

باتجاه الفايز الذي يثير التساؤل السياسي دخلت “المؤسسات” في الدولة وليس “الاجتهادات الشخصية لوزراء سابقين أو حاليين” على خطوط الجدل التي تفترض بأن قادة حركة حماس ومعهم قيادات في حزب الأخوان المسلمين محليا يشاركون في “تأليب وتحريض الشارع الأردني”.

ذكر الفايز بـ”عتب” شيئا عن خطورة دعوة مشعل إلى”النفير في الأردن”.

وبعد التدقيق في مداخلة عبر الهاتف لمشعل مع فعالية نسائية في عمان، تبين أن العبارة التي يعتقد أنها “أقلقت السلطات” ودفعت المعشر والمعايطة وغيرهما من المتقاعدين للتهجم على قيادة حماس لا علاقة لها بدعوات “نفير أردنية” بل لها علاقة بشكر الشعب الأردني على وقفته ودعوته للاستمرار في التضامن.

مسؤول بارز في الحكومة الأردنية قال لـ”القدس العربي” إن مشعل لو لم يضمن مداخلته عبارة عن “الحدود مع فلسطين” لعبر الأمر بدون قلق خلافا لأن تزامن مداخلة مشعل مع شريط صوتي للقائد محمد ضيف وكثافة الحضور الجماهيري في منطقة الرابية (مقر السفارة الإسرائيلية في عمان) عناصر تطلبت أن تقول السلطة الأردنية “كلمتها” لأسباب “سيادية”.

لاحظ المسؤول الحكومي نفسه بأن الاتهامات التي توجه الآن لقيادة حماس والإخوان المسلمين قصد بها أن “تبقى شعبية أو شخصية” ولا تتبناها بيانات رسمية لأنها أقرب إلى “رسائل تحذير” وليس لمحاولات التأسيس لصدام.

وفكرة التحذير هنا تلفت النظر إلى أن “تفعيل وتنشيط أي معادلات في الأردن” عليه أن لا يقفز عن “احتياجات ومتطلبات ومحددات” خيارات الدولة الأردنية مع التذكير بأن “اللعب بحركة الشارع” مسألة عليها “قيود” وثمة محددات ترافقها.

لعل تلك الفكرة هي الدافع وراء التحذيرات العلنية التي تبناها مؤخرا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز على أمل أن “تصل الرسالة” قبل تحويل “الشارع الأردني” إلى أداة في الصراع والمواجهة بدلا من بقائه في إطار “التضامن والاحتواء”.

على هذا الأساس يمكن سياسيا قراءة وتشخيص النصائح الخشنة، التي قرر توجيهها مجددا رئيس مجلس الأعيان الأردني منفردا باسم المؤسسات وبعيدا عن مؤسستي مجلس النواب والحكومة.

في الأثناء، استقبلت عمان أو قررت استقبال “رسائل شرح وتوضيح وشبه تبرير” من قيادة حماس السياسية، أملا في احتواء خلاف يتجاوز النصائح، وبدأت قوى متعددة تستعمله لأن المؤسسة في الأردن قررت أنها “لا تحتاج لخلاف مع المقاومة” الآن يتفاعل وينمو ويزحف قبل “الانتخابات” .

وبالمقابل، كانت فكرة رسالة قيادة حماس “ضرورة التعامل مع أي تصريحات تصدر وتتطلبها المعركة بخصوص الشارع الأردني بقواعد حسن النية”.

هل يساهم تبادل بعض النصائح علنا ووراء الكواليس باحتواء خلاف نشب فجأة بين عمان الرسمية من جهة وحماس وحلفائها الإخوان المسلمين من جهة أخرى؟.

سؤال من الصعب الإجابة عليه الآن لأن ما أثبتته تظاهرات الرابية في عمان أساسا هو وجود احتمالات قوية لتعاكس الاتجاهات والأجندات.

وفيما يتبادل القوم جميعا هذه التأكيدات والرسائل، قال الشارع بدوره “كلمته الحاسمة” في آخر يوم جمعة بشهر رمضان المبارك، مجددا وبحضور مكثف وفي 5 محافظات أردنية حيث احتشد عشرات الآلاف بعيدا عن الرابية في الواقع.

وحيث هتافات تعيد التأكيد على أن الشارع الأردني يوفر “حاضنة لدعم المقاومة” ومصر بإلحاح على قطع العلاقة التطبيعية مع الكيان. يمكن دوما لأسباب سياسية أو لأغراض أمنية وأخرى “اقتصادية ” أو لأهداف تتعلق بالاستثمار مع دول بالجوار مثل مصر والإمارات وحتى سلطة رام ألله العزف على وتر “شيطنة الحراك الشعبي” قليلا وتحذير المقاومة والأخوان في العاصمة وفي الرابية تحديدا.

لكن احتشادات جمعة رمضان الأخيرة في الأطراف والمحافظات بعد صلاة الظهر تقول ضمنيا إن “معاقل العشائر والحواضن الاجتماعية الأردنية” ليست معنية لا بالربية ولا ما يحصل أو سيحصل فيها وعبرها. وليست معنية أيضا – وهذا الأهم – بما تقوله “نخب عمان” حتى عندما تحاول استدعاء “القبيلة” والتأثر بها وهي تحاول “شيطنة المقاومة ورموزها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية