بعد حرمانه من زمالة هارفاد.. كينيث روث يقول إن انتقاد إسرائيل يعني الإلغاء

إبراهيم درويش
حجم الخط
4

لندن- “القدس العربي”:

قال مدير منظمة هيومان رايتس ووتش السابق، كينيث روث، لموقع “ميدل إيست آي” إن انتقاد إسرائيل يعني الإلغاء.

جاءت تصريحات روث بعد أن حرمته جامعة هارفارد من زمالة، وهو ما قاد إلى موجة من الغضب وقلق بشأن القيود على الحرية الأكاديمية عندما يتعلق الأمر بانتقاد إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين. وقال روث الذي تقاعد من عمله كمدير لمنظمة هيومان رايتس ووتش العام الماضي، إن قرار مركز كار لحقوق الإنسان التابع لكلية كيندي في جامعة هارفارد، بحرمانه من الزمالة، متعلق بانتقاده لإسرائيل، و”يُظهر أن انتقاد إسرائيل لا يزال مشكلة صعبة في الجامعات الكبرى”، وقال: “إنه يعبر بشكل سيئ عن نطاق واسع من الخطاب، خاصة في مدرسة كيندي التي تفخر بالمناظير المتنوعة واستعدادها للتعامل مع الموضوعات الصعبة والاستعداد للنقاش. ومن الواضح أن هذا صحيح في أي قضية، ولكن ليس إسرائيل”.

وأخبر روث الموقع بأنه صُدم من القرار، وأنه قلق من أثره على الأكاديميين غير المعروفين، وكذا الأكاديميين الفلسطينيين في الولايات المتحدة. وأضاف: “شخصيا، حرماني من هذه الزمالة لن يمنعني من الكلام، ولكنني قلق بشأن الأكاديميين الشبان الذين يتابعون هذه الحادثة المؤسفة ويأخذون منها الدرس، وهو أنك إذا انتقدت إسرائيل فسيتم إلغاؤك ووقف مسيرتك”.

وقاد القرار إلى ردود فعل سلبية، حيث طالب مئات الأشخاص باستقالة مدير كلية كيندي في هارفارد، دوغ إلميندورف. وفي بيان لوكالة أسوشيتدبرس من كلية كيندي، جاء فيه أن إلميندورف “قرر عدم  منح الزمالة بناء على تقييم لقدرة مساهمة المرشح لكلية كيندي”.

إلا أن كاثرين سيكنك، الأستاذة في نفس الكلية، أخبرت أسوشيتدبرس، أنها ذهبت إلى إلميندورف للسؤال، وقال لها إنه لن يوافق على زمالة روث “لأنهم يعتبرون منظمة هيومان رايتس ووتش وروث متحيزين ضد إسرائيل”.

وفي يوم الثلاثاء، أصدرت رابطة الخريجين الفلسطينيين من كلية كينيدي في هارفاد، بيانا طالبت فيه باستقالة إلميندورف ومنح روث الزمالة. وجاء في البيان: “إنه أمر فظيع أن يقرر العميد إلميندورف سحب الزمالة من روث، نظرا لانتقاده معاملة إسرائيل للفلسطينيين”. ثم نشرت مجلة الطلاب في هارفارد “ذي كريمسون” وكذا “بوسطن غلوب” تقارير عن رسالة من 350  جماعة مرتبطة بالكلية وتدعمها عدة جماعات طلابية، وأرسلت إلى مدير الجامعة، تطالبه بعزل إلميندورف. وجاء فيها: “يجب استقالة إلميندورف من كلية كينيدي في هارفارد من أجل الحرية الأكاديمية في الجامعة وحقوق الإنسان عالميا، ويجب إعادة النظر في روث كزميل مرشح للزمالة في العام الأكاديمي 2023- 2024”. وحاول الموقع التواصل مع الكلية في هارفارد للتعليق، ولكن دون نجاح.

وقال روث إن كلية كيندي هي من اتصل به بعدما ترك عمله في هيومان رايتس ووتش في نيسان/ أبريل 2022 لمناقشة عرض زمالة عليه في مجال سياسة حقوق الإنسان. وبعد تردد قبل ذلك، وطُلب منه إرسال سيرته الذاتية مع مقترح حول ما يمكنه تقديمه خلال فترة الزمالة. وكان يخطط لكتابة كتاب عن فترة عمله كمدير لمنظمة هيومان رايتس ووتش. ثم أُرسل مقترح روث إلى عميد كلية كينيدي، إلميندورف، وهي خطوة اعتبرها أعضاء مركز كار مجرد شكليات.

وفي 12 تموز/ يوليو، قال روث إنه بعد لقاء مع إلميندورف، طرح العميد سؤالا اعتبره روث غريبا. وكان: “هل لديك أعداء؟”. وقال: “كان سؤالا غريبا لأنك لن تصبح مديرا لمنظمة هيومان رايتس بدون أن يكون لديك أعداء. ولهذا ارتخيت على الأريكة وقلت نعم، لقد تم وضع اسمي على قائمة العقوبات الروسية والصينية”، “لكن كان لدي فهم حول ما كان يقصده، ولهذا قلت إن الحكومة الإسرائيلية ليست سعيدة بي، ولم نقضِ وقتا للتداول في هذا الموضوع، وكان من الواضح أن إسرائيل هي ما كان يركز عليه إلميندورف كما بدا واضحا في وقت لاحق”.

وبعد أسبوعين، أخبرته كاثرين سكينك، الأستاذة في كلية كينيدي، أنه حُرم من الزمالة نظرا لانتقاد هيومان رايتس ووتش، إسرائيل. وكان روث من أكبر نقاد الحكومة الإسرائيلية، وفي ظل إدارته، نشرت المنظمة تقريرها عام 2021 وتحدث عن نظام الأبارتهايد الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين.

لكن إسرائيل كانت واحدة من الأهداف في 100 تقرير صدر عن المنظمة. وكانت مجلة “ذي نيشن” أول من كشف عن حرمان روث من الزمالة في الأسبوع الماضي. وقالت المجلة إن عددا من المانحين لكلية كينيدي هم من الداعمين لإسرائيل. وقال روث: “لسنا متأكدين إن كان إلميندورف قد ناقش زمالتي مع المانحين أو توقع ردا منهم. وكان  من الصعب علي التفكير في تفسير آخر”. وأضاف: “ليس لأنني لم أكن مؤهلا للزمالة، ولا لأن إلميندورف معروف بمواقفه القوية من إسرائيل، فليس لديه سجل حولها. ولا أعتقد أن العداوة الشخصية على المحك”.

وبعد نشر التقارير عن حرمان روث من الزمالة، رحّبت الجماعات المؤيدة لإسرائيل بالقرار واتهمته بمعاداة السامية. وقال مؤسس أن جي أو مونيتور جيرالد ستاينبرغ في تغريدة، إن روث كان يستخدم جذوره اليهودية كغطاء خفيف لحماية نفسه من المحاسبة من شيطنته لإسرائيل على مدى 30 عاما أو يزيد. وقال روث للموقع: “لا أحد يعرف إلا الله ما كان يتحدث عنه، كان والدي يهوديا وفرّ من النازية، وأمي كانت يهودية، وأنا 100% يهودي”.

وتكشف حادثة روث الخطاب المتغير، وما هو مسموح به للحديث عن إسرائيل وفلسطين في الجامعات الأمريكية، ففي العام الماضي أشار الأستاذ في هارفارد، كورنيل ويست إلى التحيزات ضد فلسطين كواحد من أسباب استقالته. وقالت ليلى الحداد من غزة، التي درست في هارفارد عام 2002، إن حرمان روث هو واحد من الأمثلة التي تظهر التحيز لإسرائيل، وهو سابقة للأكاديميين الفلسطينيين الذي ينتقدون إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الشمري:

    يجب على الجامعات العربية تقديم طلب لهذا وغيرة ليكونوا ممثلين لها لأنهم انتي متمكنين ومهنبين

  2. يقول سلام حيدر:

    لو انتقد المسيح عليه السلام وجرح في الديانة المسيحية وجرح جميع الديانات الا اليهودية وانتقد جميع النظم بما فيه النظام الامريكي نفسه , الا النظام الاسرائيلي فسوف تقبل زمالته في كلية كينيدي………

  3. يقول محفوظ- الجزائر:

    …الموقف صريح ومن زمان…..وأخبروه صراحة بالقرار لعل يتعظ به أخرون….ولا حق للصهيانة في فلسطين…

  4. يقول قلم حر في زمن مر:

    هذا رجل شجاع، فتحية كبيرة للسيد كنيث روث ?✋?

إشترك في قائمتنا البريدية