بارزاني يعوّل على زيارته لطهران في معالجة المشاكل القائمة بين إيران وكردستان العراق

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أكد رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أمس الثلاثاء، رغبة الإقليم في أن يكون عاملاً لاستتباب الاستقرار والأمن في المنطقة. وفيما أقرّ بوجود بعض المشكلات بين أربيل وطهران، أشار إلى وجود نية لمعالجة تلك المشاكل القائمة بين الطرفين.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية طهران، إن «هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين إيران واقليم كردستان» معربا عن شكره لـ«حفاوة الاستقبال من قبل المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وباقي المسؤولين».
وأضاف أنه «بالنسبة لنا في إقليم كردستان، فإن العلاقات مع جمهورية إيران الاسلامية مهمة للغاية» واصفا تلك العلاقات بأنها «تاريخية لوجود مشتركات عديدة بين الجانبين منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية ولغاية الآن».
وأوضح أن «الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت دائما داعمة ومساندة لنا في المراحل الصعبة» مردفا أنه «مما لا شك فيه توجد هناك بعض المشاكل».
غير أنه أشار إلى أهمية أن «نبذل الجهود من أجل حلِّها، ولدينا إرادة جدية في هذا الصدد من خلال الزيارة التي أجريتها الى إيران لمعالجة تلك المشاكل القائمة بيننا، ونرغب بإنشاء أفضل العلاقات مع هذا الجار المهم» مؤكدا أن «هناك إرادةً جديةً لتجاوز تلك الأمور التي تتسبب بخلق الخلافات بيننا».
وأفاد بأن «إقليم كردستان يريد أن يبقى عاملا لاستتباب الاستقرار والأمن في المنطقة، وهذه السياسية راسخة لدى الإقليم، ونستمر بها».
وأكد نيجيرفان بارزاني أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي «يدعم حل المشاكل».
وبيّن تطلع «إقليم كردستان لأفضل العلاقات مع إيران» لافتاً إلى أن «سياسة إقليم كردستان الثابتة هي البقاء كعامل استقرار في المنطقة».
وشدد بارزاني على عدم التباحث في طهران حول انتخابات برلمان كردستان «بأي شكل» مضيفاً أنها «لم تكن ضمن أجندة الزيارة».
وذكر أن المسؤولين العراقيين «يتفقون معنا على ضرورة إجراء انتخابات تحظى بدعم كل الأطراف».
كما لفت إلى أن «المسؤولين الإيرانيين يتطلعون إلى توصلنا لاتفاق مع بغداد» مردفاً أنهم يلمسون «انفتاحاً لحل المشاكل بعد اجتماعاتنا الأخيرة في بغداد».
ومضى يقول: «بحثت مع الرئيس إبراهيم رئيسي زيارته المقررة الى بغداد، وأنا كرئيس للإقليم وجهت له دعوة رسمية لزيارة كردستان ضمن زيارته الى العراق».
وأضاف: «اعتقد انه (الرئيس الإيراني) أخذ هذه الدعوة على محمل الجد، وما هو متبقٍ هو أن يناقشوا ظروف موعد إجراء هذه الزيارة» مشيرا الى أن رئيسي «كان ايجابيا في قبول هذه الدعوة».

قال إن الإقليم يرغب في أن يكون عاملاً لاستقرار وأمن المنطقة

والتقى رئيس إقليم كردستان العراق أيضا أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان.
وحسب بيان صحافي، فإن الاجتماع شهد «تبادل الآراء ووجهات النظر حول الأوضاع الأمنية والتعاون والتنسيق بين جمهورية إيران الإسلامية وبين العراق وإقليم كردستان لحماية الأمن والاستقرار، وحول المخاطر الأمنية التي تتربص بالمنطقة وآثارها وتداعياتها».
وشدد الجانبان على «التعاون المشترك والتنسيق بين الجهات المعنية في البلدين لضمان الأمن والأمان، واتفقا في الرأي على أهمية منع تفاقم التعقيدات والنأي بالمنطقة عن المزيد من التوترات».
وفي الاجتماع، أكد أحمديان استمرار دعم بلاده «للعراق وبضمنه إقليم كردستان» فيما ذكر رئيس اقليم كردستان العراق، إن الإقليم «سيظل كما كان دائماً عامل أمان واستقرار في المنطقة ولن يتحول إلى تهديد لأي طرف».
وكان بارزاني قد التقى أيضاً، المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، وشدد على أهمية علاقات «إيران مع العراق وإقليم كردستان».
وذكر بيان صادر عن مكتب رئاسة اقليم كردستان، إن بارزاني أكد خلال الاجتماع «استعداد ورغبة إقليم كردستان في تطوير علاقاته مع جمهورية إيران الإسلامية في المجالات كافة» مجدّداً التعبير عن «الشكر لمساعدات ودعم إيران للعراق وإقليم كردستان».
وشدد الجانبان على أهمية «علاقات إيران مع العراق وإقليم كردستان، واتفقا في الرأي على ضرورة حماية الأمن والاستقرار وتوسيع آفاق التعاون المشترك بين جمهورية إيران الإسلامية وبين العراق وإقليم كردستان» فيما شكّلت الأوضاع في المنطقة بصورة عامة ومجموعة مسائل تحظى بالاهتمام المشترك، محوراً آخر للاجتماع، حسب البيان.
في الأثناء، شدد رئيس اقليم كردستان ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، على أهمية «العلاقات الجيدة بين العراق وإقليم كردستان مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس حسن الجوار والمصالح المشتركة».
وبحث الجانبان، حسب بيان منفصل، «الفرص المتاحة وسبل تطوير العلاقات والتعاون بين الجانبين في كافة المجالات» واتفقا على وجود «المزيد من الفرص للتعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والزراعة والسياحة والثقافة والتعليم، والعديد من المجالات الأخرى بين إيران مع العراق واقليم كردستان، ولهذا الغرض، من المهم أن تتعاون الجهات المعنية من الجانبين للعمل عليها بشكل أكبر».
كما جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في العراق وإقليم كردستان والعلاقات بين أربيل وبغداد، حسب البيان.
وقبل ذلك، أعلن مجيد مير أحمدي وكيل وزير الداخلية الإيراني رئيس اللجنة العليا لزيارة الأربعين ( إلى كربلاء والعتبات الدينية فيها) إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيجري زيارة إلى العراق ومن بعده سيتم زيارة وزير الداخلية العراقي إلى طهران.
وقال على هامش اجتماع اللجنة للصحافيين، إنه «في المفاوضات مع وزير الداخلية العراقي اتفقنا على 50 قضية بينها تسهيل عبور الحدود للزوار وسيتم تنفيذ خطة تبادل معلومات جوازات السفر الإيرانية مع الجانب العراقي، عبر الحدود الأربعة وسيستمر هذا بعد أيام زيارة الأربعين أيضا» مبيناً أن «الجانبين اتفقا على أن يكون جواز السفر الدولي وجواز سفر الحج الأساس لسفر الزوار الإيرانيين إلى العتبات المقدسة».
وأشار مير أحمدي إلى الاتفاقات المبرمة بشأن المواطنين غير الإيرانيين، لافتاً إلى إن «الجانب العراقي لديه بعض الاعتبارات المتعلقة بالمواطنين الباكستانيين التي شاركها مع الوفد الإيراني خلال هذه الرحلة. وسيسافر وزير الداخلية العراقي إلى إيران في المستقبل لتقديم اقتراحات لقبول الزوار الباكستانيين والتوصل إلى اتفاق، ولم يكن للجانب العراقي رأي معين بشأن المواطنين غير الباكستانيين».
وأضاف: «نظرا لارتفاع حصيلة القتلى في حوادث الطرق خلال أيام الأربعين، توصلنا إلى اتفاق مع الجانب العراقي لتشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذا الموضوع بحيث يمكن منع الحوادث من خلال نشر الشرطة في المناطق المعرضة للحوادث على الطرق العراقية».
وتابع: «توصلنا إلى اتفاقات جيدة مع الجانب العراقي بشأن إنشاء أرقام هواتف مكونة من ثلاثة أرقام وإنترنت مجاني وتسهيل نقل القوات العراقية وإنشاء قواعد على الحدود «.
وكشف عن اتفاق مع البنك المركزي الإيراني «لتكون منحة الزوار الإيرانيين في الأربعين بالدينار بدل الدولار» مبيناً إن «عدد الزوار سيكون مماثلا للعام السابق».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية