انتقادات للمعارضة التونسية بعد استعانتها بالخطاب الديني لحشد المتظاهرين ضد الرئيس

حسن سلمان
حجم الخط
6

تونس- “القدس العربي”: وجه سياسيون وحقوقيون انتقادات للمعارضة التونسية بعد استعانتها بـ”خطاب ديني” لحشد المتظاهرين ضد الرئيس قيس سعيد.

وشهدت العاصمة التونسية، السبت، تظاهرات ووقفات احتجاجية، نظمتها أطراف عدة في المعارضة، للتعبير عن رفضها لـ”تدابير” الرئيس قيس سعيد، والمطالبة بـ”رحيله”.

وفي فيديو نشره قبل أيام على صفحته على موقع فيسبوك، دعا نائب رئيس حركة النهضة، نور الدين البحيري، إلى التظاهر بقوة ضد الرئيس قيس سعيد، مضيفا “واجبنا الوطني والديني والأخلاقي، وفرض عين لا يسقط عن الآخر، هو الخروج إلى الشوارع والقول: ارحل ويكفي، لهذا الانقلاب الغاشم”.

https://www.facebook.com/Mr.Noureddine.Bhiri/videos/555855963092797

وأثار خطاب البحيري جدلا واسعا، إذ اعتبره البعض دليلا على عودة الجانب الدعوي لخطاب حركة النهضة، التي أعلنت في مناسبات عدة أنها قامت بالفصل بين الجانب السياسي والدعوي، وتحولت إلى حزب مدني يستوعب جميع التونسيين.

https://www.facebook.com/saloua.hamrouni.35/posts/839860013795326

وكتب الخبير الدستوري سليم اللغماني “نور الدين البحيري، الخروج للتظاهر فرض عين. للتوضيح: فرض عين وفرض كفاية هي مصطلحات فقهية متعلقة بصفة خاصّة بالجهاد، فيكون الجهاد فرض كفاية ان كان لنشر الإسلام، ويتحول الى فرض عين ان كان للدفاع عن “دار الإسلام”، في تلك الحالة يخرج الأطفال والنساء والشيوخ والعبيد (نعم هكذا) للجهاد. لا لدولة الخلافة في الجمهورية التونسية”.

https://www.facebook.com/slim.laghmani/posts/10229317170456617

وعلق الباحث والناشط السياسي، سامي براهم، على ما كتبه اللغماني بقوله “مع التحفّظ الشديد على استعمال مصطلحات فقهيّة في السياق السياسي المدني على الأقلّ لعدم تشويش الرّؤية على النّاس وإثارة الالتباس بين الدّنيوي والمقدّس، وبين الالتزام المواطني والالتزام بالفتوى الدينيّة والحكم الشّرعي خاصّة ممّن ليسوا جهة مرجعيّة مخوّلة ومؤهّلة للإفتاء وتكييف أعمال النّاس في ضوء أقسام الحكم الشّرعي التي ضبطها الأصوليّون، لكن كلّ ذلك الالتباس الذي يمكن أن يقع فيه عامّة النّاس يفترض أن لا يقع فيه جامعيّ مرموق فيدّعي أنّ التمييز بين فرض الكفاية وفرض العين يتعلّق بالجهاد بصفة خاصّة في تعريض بيّن وإيحاء غير بريء. فضلا عن عدم دقّته علميّا إذ هو تخصيص عار عن الصحّة ولا يخفى على أيّ مبتدئ في الالتزام الدّيني فضلا عن المتعلّم”.

وأضاف “هي مسألة تندرج ضمن المعلوم من الدّين بالضّرورة ومن المعلومات الأصوليّة والفقهيّة المشاعة في منابر الجمعة ودروس الوعاظ التي تبيّن للنّاس ما فرض عليهم بشكل فرديّ عينيّ وما يسقط عنهم إن قام به البعض الآخر، ولا يتعلّق ذلك فقط بالمسائل التعبديّة الشعائريّة كصلاة الجنازة بل كذلك بكثير من المعاملات والمصالح العامّة التي تنوب فيها مجموعة قليلة عموم أفراد المجتمع مثل إتقان العلوم والحرف والصّنائع والتجارة وغيرها”.

وتابع بالقول “تخصيص فرض العين والكفاية بالجهاد والقتالي منه تحديدا هو توجيه مقصود محمول بدوافع سياسيّة لا علميّة ويضع مصداقيّة من يصدر عنه وحياده العلمي موضع الحيرة والتّساؤل”.

https://www.facebook.com/brahem.sami/posts/10229638483092162

فيما انتقد المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، سماح السلطات بتظاهرة لحزب التحرير الإسلامي رفع فيه أنصار الحزب “أعلامه السوداء وشعاراته المنادية بإرساء دولة الخلافة، ناكرين وجود دولة تونسية مستقلة ذات سيادة، وناكرين مؤسساتها التي يرمز إليها العلم الذي استشهد من أجله آباؤنا وأجدادنا”.

واعتبر، في بيان أصدره الإثنين، أن “الدعوة إلى دولة الخلافة هي تآمر على دولة الجمهورية”، داعيا السلطات التونسية إلى “تطبيق قانون الأحزاب الذي يمنع صراحة تكوين أحزاب ذات مرجعيات دينية، على الأحزاب الإسلامويّة، وفي مقدمتها حزب التحرير، بالإضافة إلى حركة النهضة وائتلاف الكرامة”.

كما دعا إلى “غلق الجمعيات والكتاتيب والمدارس المُسمّاة بـ”القرآنية” والتي تقوم بأدلجة أطفالنا وشبابنا بأموال مشبوهة قصد تكوين إرهابيّي المستقبل، وخاصة منها جمعية “علماء المسلمين” المُصنّفة إرهابية في عديد دول العالم. والقيام بمراجعة دستور 2022 لاسترجاع المكسب الأساسي المتمثّل في مبدأ مدنية الدولة التونسية، مع حذف كل ما يتضارب مع هذا المبدأ في ذلك الدستور”.

فيديوهات وصور نشرها حزب التحرير لتظاهرة أنصار في العاصمة التونسية.

https://www.facebook.com/102349279121209/videos/725614545601210

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=193763926646410&id=102349279121209

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نور الدين م:

    مع التذكير بأن الرئيس قيس سعيّد يفتتح خطاباته واجتماعاته الرسميّة بديباجات دينية…على كل حال: احذروا من إقحام الدين في السياسة أو اقحام السياسة في الدين.

  2. يقول عزيز:

    قيس سعيد انتهى.

  3. يقول علي الحراسيس:

    الخطاب الديني …!! لا افهم لناذا الغضب ! وحين خاطبت الحركة الاسلامية النظام بلغة الديموقراطية والليبرالية وشاركت في الانتخابات ورفضت التكويش على البرلمان والرئاسة لاتاحة المجال للكل للعمل فماذا كانت النتيجه والانقلاب الذي حدث على الجميع ؟
    المعارضة التونسية المدنية والليبرالية واليسار واتحاد الشغل رحبوا بالانقلاب على الديموقراطية بداية الأمر لابعاد النهضة والاسلاميين عموما والنتيجه ان قيس سعيد انقلب على الجميع ! مشكلة المعارضة التونسية انها بقيت صامته طوال عهد بن علي ولم يكن هناك معارضة سوى النهضة .واليوم الشعب التونسي يريد الخلاص وانتم غاضبون من الخطاب الديني الذي لوحده من يحرك الشارع وانتم لا تحركون شيئا ..

    1. يقول د. عيده:

      ردّ : لأن الخطاب الديني كفاعل سياسي، سيقع بالضرورة في فخ الديكتاتوريات والقوى الضادّة لثورات الربيع العربي. أظنّ أنّ المستبدّين حفضوا الدرس المصري واستفادوا من الكارثة السوري، فتعلّموا أن إسقاط الضوء على دينيّة المعارضة ـ وربّما التسلل إليها مخابراتيّاً لتحريضها على سلوك متاهات مدروسة ـ سيخرج الاحتجاجات عن مسارها السياسي المشروع ويضمن لأعداء الربيع العربي دعم الدول العظمى ولو على حساب مصالح الشعوب، ناهيك عن تعاطف بعض دول البترول ودول الجوار. ألم يبرّر السيسي انقلابه على الديمقراطيّة بالتصدّي لحركة الاخوان فصار يتلقّى المساعدات بسخاء؟ ألم يحظى بشار بدعم إيران وروسيا والكثيرين غيرهم، بحجّة الصمود والتصدّي “لقوى الظلام” ، فغضّ الجميع الطرف عن المأساة السوريّة ليدوم بشار ثابتاً على كرسيه بينما السوريون يحتضرون؟ مع التذكير بأن الشعبويات الدينية ليست بأفضل حال من الشعبويات السياسيّة حتى وإن كانت معتدلة مسالمة/ أظنّ أنّ “الحرس القديم” في تونس يتمنّى أن تنحرف المظاهرات وأن تقع في مستنقع التطرّف لينقضّ رجالاته ونساءاته وداعميهم على الشعب المسكين بالضربة القاضية.

  4. يقول مروى_قابس:

    تصحيح:
    تونس دمرت وأفلست بسبب العلمانيين الذين يمقتون ويكرهون الإسلام أكثر من العلمانيين الغربيين لدرجة أنهم يهاجمون ليل نهار كل ما يتعلق بالدين قي الحياة اليومية للتونسيين…تهاجمون وتحاربون النهضة رغم أنها ذات شعبية واسعة و احترمت اللعبة الديمقراطية وانصاعت للقانون والدستور ووووو في الوقت الذي يستعين فيه هؤلاء العلمانيين أعداء الوطن بالخارج من الإمارات إلى السعودية وفرنسا وأمريكا وحتى إسرائيل الصهاينة التي أوجدت لها موطأ قدم وأصبح الصهاينة يحجون إلى تونس عادي ….يعني قلة من العلمانيين تريد أن تحجر على رأي 95%من التونسيين وتفرض عليهم رأيها ولو بإشعال الفتن وجلب المخاطر لتونس …أوليس لكم في ليبيا عبرة؟؟؟
    النتيجة أن قيس سعيد أثبت لكم ولا زال أنه ديكتاتور وفاشل و متسلط ابن النظام السابق وأدى بالبلاد إلى الإفلاس….كان هذا بمباركتكم أيها اللائكيون العلمانيون الذين كان همكم الوحيد ولازال هو محاربة الإسلام دين الله في حين ضاعت الحريات الفردية والجماعية وضاعت حقوق المواطنة وتفشت البطالة والفقر والإفلاس …ذوقوا مما كسبت أيديكم…

  5. يقول المتوكل بالله:

    وما العيب في دولة الخلافة نعم كما كانت الامبرطورية البريطانية لا تغيب عنها الشمس
    كذالك كانت الخلافة التي لا تغيب عنها الشمس وسحاب وغيوم مثقلة بالامطار
    تونس الخضراء في عهد هؤلا العلمانيين تصحرت
    على كل كل خطط التنمية وعلى مستوى شامل للعالم العربي جلبت لنا الفقر والتخلف وتراكمة ديوننا بحيث اننا غير قادرين على سداد فوائدها
    تحدثنا السيدة الفيلسوفة سيغرد هونيكه في كتابها شمس الله اي شمس الخلافة تسطع على الغرب ان احد المسلمين دخل المستشفى وبعد ان من الله عليه بالشفاء تم تزويده بلاباس ومبلغا من المال من المستشفى وعلى نفقة الخلافة فقام بارسال خطاب لابيه يخبره بذلك ويطلب من ابيه ان لا يبيع شيئا من اغنامه وان العلمانيون هؤلاء لن يفقهوا هذه الحكاية

إشترك في قائمتنا البريدية