«انتفاضة الجامعات الأمريكية» تواصل الهيمنة على شبكات التواصل العربية: أين طلبتنا؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: واصل النشطاء والمدونون العرب انشغالهم بتطورات الأحداث في الجامعات الأمريكية، وظلت «انتفاضة الجامعات» تُهيمن على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي خاصة بعد توسعها ووصولها إلى القارة الأوروبية حيث خرج العديد من طلبة الجامعات في بريطانيا وفرنسا للتضامن مع فلسطين واستجابة لنداء زملائهم في جامعات الولايات المتحدة.

وسرعان ما تداول المغردون والمدونون والنشطاء في الدول العربية العديد من مقاطع الفيديو الواردة من الولايات المتحدة والتي تُظهر تعامل قوات الأمن الأمريكية مع الطلبة المعتصمين في عدد من الجامعات، وذلك بعد أن توسعت الاحتجاجات التي بدأت في جامعة «كولومبيا» لتصل إلى العديد من الجامعات الأخرى على مستوى الولايات المتحدة.
وخلال الأيام الماضية تصدر الهاشتاغ «#انتفاضة_الجامعات_الأمريكية» والهاشتاغ «#تمرد_الجامعات» وغيرهما قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في العديد من الدول العربية، فيما ذهب بعض طلبة الجامعات العربية إلى تنظيم اعتصامات مؤيدة لزملائهم في الولايات المتحدة، وذلك في الوقت الذي تساءل فيه الكثير من المعلقين والنشطاء عن طلبة الجامعات في العالم العربي، ولماذا لا يستجيبون لهذا النداء.
وكتب الصحافي والإعلامي المقيم في الولايات المتحدة نظام مهداوي معلقاً على شبكة «إكس» (تويتر سابقاً) يقول: «مؤلم وموجع مشهد انتفاضة طلاب الجامعات الأمريكية إذ يكشف عوراتنا وهواننا وعجزنا كشعوب.. نحن نعرف أنها مجتمعات حية تتغير وتتطور لكننا مجتمعات ميتة نأكل ونشرب ونتناسل ونخوض معاركنا الوطنية في فضاء وهمي».
وكتب وزير الخارجية الأسبق في تونس الدكتور رفيق عبد السلام: «تمتد المظاهرات والاعتصامات في الجامعات الأمريكية، التي بدأت من جامعة كولومبيا، بما يشير إلى بوادر انتفاضة طلابية ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم والمسنود أمريكياً على غزة، بما يشبه انتفاضات الطلاب في الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ضد الغزو الأمريكي لفيتنام.. هذه صحوة ضمير في صفوف نخبة طلائعية من الطلاب وأساتذة الجامعات والمثقفين وصناع الرأي سيكون لها ما بعدها بكل تأكيد.. كل يوم تخسر دولة الاحتلال مواقع وتحاصر لوبياتها النافذة في أوساط النخبة وصناع القرار لصالح قوى الحرية والتحرر».
أما الكاتب المصري المعروف سليم عزوز فنشر صورة لرئيسة جامعة كولومبيا الأكاديمية المصرية نعمت شفيق، وكتب معلقاً بسخرية على الصورة: «فخر الصناعة المصرية.. سيذكر التاريخ أن هذه السيدة كانت وراء انتفاضة الجامعات الأمريكية، فذات صباح استمعت لأغنية تسلم الايادي فظنت أنها في معهد عبده باشا فاستدعت الشرطة لفض مظاهرات الطلاب فهاجت الدنيا.. ولية أصيلة، ياما ادت ظهرها للترعة.. امتثالاً للإعلان التلفزيوني القديم: طول ما بندي ظهرنا للترعة عمر البلهارسيا في جسمنا ماترعى».
كما نشر ناشط مصري آخر نفس الصورة وكتب معلقاً: «يا شباب مش عايزين ننسى الغالية علينا كلنا، اللي بعد ربنا سبحانه وتعالى ليها الفضل في انتفاضة الجامعات الأمريكية بغبائها.. هدية مصر للعالم».

انتفاضة فعلية

وكتبت الناشطة إيمان جنوبي: «لم يعد ما يحصل في جامعات أمريكا مجرد احتجاج عابر نصرة لغزة ورفضًا للإبادة، بل بات انتفاضة فعلية مستمرة.. رغم قساوة قمع الطلاب والأساتذة واعتقال المئات من الشرطة، أسقط القناع عن وجه الليبرالية الغربية المزيفة وقيمها الخادعة عن الحريات وحقوق الإنسان».
أما محمد الأكوع فنشر مقطع فيديو ويظهر فيه الأمن الأمريكي وهو يقوم بقمع الطلبة، حيث كتب يقول: «شاهدوا أمريكا الديمقراطية بوجهها الحقيقي القبيح.. هذه أمريكا التي تدعي التشدق بحقوق الإنسان.. هذه أمريكا التي تنشئ قوانين الرفق بالحيوان، وهكذا تفعل بالإنسان».
ونشرت روافد الياسري فيديو من جامعة هارفارد وكتبت تقول: «الصحافة الغربية تصف انتفاضة الجامعات أنها من أخطر الحراك للناشطين حتى الآن لذا صدرت الأوامر بالاعتقالات، ولكن كل اعتقال سيشعل حماس الشباب أكثر وأكثر.. طوفان الأحرار سیهز العالم مطالباً بالعدل.. كونوا أحراراً في دنياكم والتحقوا بهم».
كما نشر الناشط المعروف حامد العلي مقطع فيديو لناشطة أمريكية تحت عنوان: لماذا الحكومة الأمريكية في حالة ذعر من انتفاضة الجامعات خاصة جامعة كولومبيا؟ حيث تقول الناشطة في المقطع: «أتعرفون لماذا جامعة كولومبيا في حالة ذعر من الاحتجاجات الآن؟ السبب هو أن الشباب المشاركين ليسوا من أبناء الطبقة الكادحة فقط، وإنما هم من أصحاب الامتيازات، هؤلاء الذين يُعتقلون هم أبناء أعضاء في الكونجرس وأبناء رجال أعمال ومديرين تنفيذيين، وهذا أمل جلل. جامعة كولومبيا هي المكان الذي يُفترض أن يولد فيه الجيل القادم من القادة، الجيل القادم من الظالمين، والآن لدينا كل هؤلاء الشباب الأثرياء يستخدمون امتيازاتهم للكفاح ضد النظام، نعم بالطبع ضد النظام، ولذلك فان النظام في حالة ذعر». وعلقت الدكتورة أماني الرعيني على مقطع فيديو لتظاهرة أمريكية، وكتبت تقول: «تحيا الحرية ويسقط الاحتلال.. طفلة تقود هتاف مظاهرات في نيويورك داعمة لاعتصامات الطلاب المتضامنين مع فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي».

انتفاضة… انتفاضة

أما حسين مرتضى فنشر أيضاً مقطعاً من تظاهرة في الولايات المتحدة، حيث يهتف المحتجون (انتفاضة.. انتفاضة) وكتب معلقاً: «هتافات للانتفاضة في شوارع أمريكا، خلال مظاهرات مساندة للحراك الطلابي العالمي».
وكتب عبد الله محمد علي معلقاً على مقطع فيديو: «ضباط أمريكيون يقتحمون مبنى أكاديميا بأسلحتهم رداً على طلاب الجامعات الذين يحتجون على أن ضرائبهم تساهم في إبادة جماعية لشعب آخر، هل هذه هي العدالة والحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي؟».
وكتب جبريل أرحب: «غزة تكشف الوجه الحقيقي لأمريكا.. شاهد مهاجمة الشرطة في جامعة واشنطن في سانت لويس بوحشية أستاذ التاريخ ستيف تماري وضربته، وحسب ما ورد تم نُقله إلى المستشفى مصاباً بكسر في الضلوع وكسر في اليد».
وكتبت الناشطة المصرية المعروفة آية حجازي: «حصاد انتفاضة الطلب آخر يومين: 1- تنتشر الاعتصامات لتصل إلى كندا وإسبانيا وفرنسا. 2- يعتقل أكثر من 1200 طالب وطالبة، وأعضاء من هيئات التدريس، في الجامعات الأمريكية المختلفة، وقد تم تكسير عظام أحدهم من شدة العنف. 3- يقوم طلاب جامعة كولومبيا بتسمية أهم القاعات باسم (قاعة هند) تأبيناً لذكرى الطفلة الشهيدة هند رجب. 4- تستعين نعمات شفيق بالشرطة لفض الاعتصام بادعاء أن الطلاب يستخدمون العنف ويجعلون الجامعة غير آمنة، وكذلك تمنع الصحافة من التواجد، وتأمر الطلبة بالبقاء في منازلهم أثناء الفض. 5- في المقابل، تستجيب جامعة براون لمطالب طلابها وتمرر قراراً بالتصويت على مطالبهم بإنهاء الشراكات مع إسرائيل، ويعلق الطلبة اعتصامهم هناك».
وكتب ضياء الجزائري: «عدوى انتفاضة الجامعات الأمريكية تنتقل إلى مدارس وجامعات فرنسا.. الحكومات والأنظمة الغربية مجرد عصابات إجرامية وجماعات قتل لا أكثر.. أحرار العالم تنتصر لغزة».
وعلق عماد بزم: «حين يصبح من يدافع عن قضيتك واعٍ وحر تكون النتائج دائماً لا تطاق من خصمك ومؤلمه له»، وأضاف: «طوفان_الاقصى لم يعد من أجل فلسطين، بل من أجل العالم، بل أضحى من أجل المغيبين منذ زمن بعيد ودفعهم لرفض تلك الأكاذيب التي أحاطوهم بها».
وكتبت إسراء الشيخ: «ملخص المشهد في الجامعات الأمريكية: انتفاضة عارمة للطلبة دعماً لفلسطين واحتجاجاً على استمرار دعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة».
وعلقت لمى فقيه: «هؤلاء الّذين كانوا يدّعون بأنهم بلد الحريّة، تهاوت كذباتهم عندَ أوّل منعطف.. مباركٌ الصّحوة لطلاب جامعات أمريكا وتعساً للشّعوب العربية المتخاذلة.. شعبٌ حرٌ يريدُ الحياة، ولا بدَّ أن يستجيب القدر».
وكتبت هبة علوان: «ما يحدث في أمريكا لم تألفه الجامعات الأمريكية منذ انتفاضة الطلبة ضد حرب الفيتنام، مواقف إنسانية قام بها طلاب الجامعات الأمريكية مطالبين بوقف الإبادة الجماعية في غزة ووقف تمويل إسرائيل ومحاسبتها، لكن كل من يخالف الإدارة الأمريكية وإسرائيل فالتهمة جاهزة «معاداة السامية» و«تفشي الكراهية» من هنا ينطلق قمع حرية التعبير. رئيس مجلس النواب الأمريكي في تصريح له نزولاً عن رغبة نتنياهو يقول: (لن نسمح بتفشي الكراهية في جامعاتنا ويجب إقالة رؤساء الجامعات)، متجاهلاً الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضد المواطنين العزل وخاصة الأطفال، إضافة إلى القمع الذي يواجهه الطلاب.. تصريحات المسؤولين الخجولة في الإدارة الأمريكية متسابقين بفرض الطاعة والخضوع لإسرائيل».
وعلق محمد ناصر قائلاً: «انتفاضة الطلبة في الجامعات ضد الابادة الصهيونية في غزة تسافر بنا عبر الزمن إلى انتفاضة ابائهم عندما كانوا في مثل سنهم ضد حرب فيتنام في جامعات ذلك الوقت. هذا يثبت ان شباب الجامعات في هذا البلد هم ملاذ الإنسانية الأخير، وضميرها الحي أمام طغمة حاكمة فاسدة مجرمة».
وعلقت نجاة غديري: «كشفت انتفاضة الجامعات الأمريكية التي وُوجهت بعنف أمني لامسبوق، أنّه لا فرق بين أنظمة استبداد عربي تقمع حرية الرأي والاختلاف مع سياساتها، وبين أنظمة غربية ديمقراطية تفتِك بمن يهدّد مصالح شبكاتها العميقة. الفرق الوحيد أن الديمقراطية الغربية تغلٌف قوتها الغاشمة بالقوة الناعمة وقد سقطت».
وكتب آمنة الأميري: «الإنسانية في كل العالم تحاول أن تنتفض دفاعاً عن نفسها في وجه وحشية واجرام يصدم كل آدمي على وجه الأرض.. انتفاضة الجامعات في أمريكا، واحتراق قلوب الشعوب العربية المغلوبة على امرها، وأصوات التظاهرات في عواصم العالم.. كلها تمهد الطريق لاستعادة إنسانية الإنسان ونبذ القتلة».
وكتب الدكتور رأفت المصري: «مستوى الإجرام الفاجر الذي يمارسه الاحتلال في غزة يعزز من كراهيته بين شعوب العالَم.. الاحتلال يفقد شرعيته التي اكتسبها بترويج مظلوميته، هذا ما تقتضيه حركة المجتمعات.. انتفاضة طلبة الجامعات في الغرب تعطيك صورة عن تنامي هذا الرفض، وهذا الأمر قابل للتمدد، خصوصاً في ضوء الاستكبار الإسرائيلي».
وعلق الدكتور نضال المولى: سؤال مخجل: ألم يصل صوت انين اهل غزة إلى طلاب الجامعات في الدول العربية منذ سبعة أشهر وهي على حدود غزة؟ وصل انينهم إلى كل أصقاع الارض، فتحرك طلاب الجامعات من أمريكا إلى فرنسا والمانيا وووو.. ألم يشاهدوا هذا الدعم من الطلاب الغربيين لقضية فلسطين؟.. متى تنتفضوا؟».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية