انتشار الدم والنار.. هذا ليس رمضان ولا آذار أو شعبان بل هو الاحتلال والعدوان

وديع عواودة
حجم الخط
1

الناصرة- “القدس العربي”: يواصل عدد كبير من المسؤولين والمعلقين الإسرائيليين التحذير من خطورة شهر آذار، لأن الإحصاءات التاريخية تظهر أنه شهر الصدامات الدموية مع الفلسطينيين، على الأقل منذ الانتفاضة الثانية عام 2000. كما يواصل معظم هؤلاء التحذير من حلول الشهر الفضيل، واضعين رمضان في قفص الاتهام، بعدما حولوه، ضمن روايتهم المزعو، إلى رمز “الإرهاب” الفلسطيني.

الإحصاءات التاريخية تظهر أن آذار شهر الصدامات الدموية.

 لكن الجرائم في حوارة، ورفض بعض الوزراء لمخرجات قمة العقبة وغيرها، دفعت بعض الجهات الإسرائيلية للخروج عن هذا التوصيف الإسرائيلي المتداول، والإقرار بأن اتهام آذار أو رمضان بالتوترات والانفجارات هو توصيف سخيف ومضلل ويتعامى عن العوامل الحقيقية خلف النار المشتعلة والنيران التي ستشتعل. آذار هو “شهر الزلازل والأمطار”، يقول المثل الشعبي، ولا مطراً أو رعداً وبرقاً في الأفق. لكن على الأرض ضرب زلزال خفيف طبريا، صباح اليوم، دون أضرار وخسائر، وما لا يقل خطورة عن الزلازل الطبيعية في باطن الأرض تلك الهزات السياسية فوقها، فالديار الفلسطينية تهتز وتغلي نتيجة تصعيد الاحتلال غطرسته ومحاولاته العبثية حسم الصراع لصالحه بالحديد والنار وبالقوة المفرطة، والبحث عن حلول أمنية، وتغييب للقضية الفلسطينية والحلول السياسية.

إن مجرد إقدام نتنياهو لغاياته واحتياجاته على تعيين وزراء مدانين بمحاكم إسرائيلية أيضاً بالإرهاب، أمثال بن غفير وسموتريتش، كان صباً للوقود على النار وفعلاً استفزازياً، لكونه إصبعاً إسرائيلياً في عيون الفلسطينيين، فهؤلاء يملأون الفضاء تهديداً ووعيداً بكسر إرادة الفلسطينيين وتأديبهم وإخضاعهم، وبلغة استعلائية مقززة تنتج غضباً حقيقياً، وليس في شباط المنقضي أو آذار الذي هلّ اليوم.

اتهام آذار أو رمضان بالتوترات والانفجارات هو توصيف سخيف ومضلل ويتعامى عن العوامل الحقيقية خلف النار المشتعلة.

 وهكذا بالنسبة لرمضان، فإن محاولة وصمه بشهر الإرهاب هو كذبة ابتدعتها أوساط إسرائيلية رسمية وإعلامية، وصدقتْها، لكن الصدامات والانفجارات الدموية مستمرة في كل الشهر، وبدأت قبل حلول رمضان، كما يظهر كل يوم، فشهر العبادة والصيام يزيد من الحساسية تجاه الجرائم والانتهاكات، خاصة للمقدسات، لكن مقاومة الظلم نتيجة طبيعة مثل اخضرار الطبيعة في آذار بعد أمطار الشتاء. مثلما أن آذار شهر المرأة، خاصة الفلسطينية الكريمة والولّادة، ويوم الأرض الخالد، شهر بريء من الدم المستباح والمراق، فإن المشكلة ليست برمضان، ولا حتى بشوال أو شعبان، بل في التهويد والاستيطان والعدوان.

الجرائم الأخيرة في جنين ونابلس وحوارة من صنع يد الجيش تارة ويد المستوطنين، ممن لم يعتقل أحد منهم حتى اليوم، والردود الفلسطينية المقاومة عليها تدفع، من جملة اعتبارات وحسابات أخرى ترتبط بالهزات الإسرائيلية الداخلية، بعض الجهات الإسرائيلية للتخلص من التوصيف الزائف حول آذار أو رمضان، وتدرك ما أدركه أرئيل شارون، العصا الصهيونية الأغلظ، بمحدودية القوة، وفشل التعويل على القوة المفرطة لكسر شوكة ملايين الفلسطينيين بين البحر والنهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعد الكنفاني:

    وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
    نعم شهر رمضان المبارك هو شهر انتصار العرب والمسلمين على أعدائهم في كل المعارك التي خاضوها تحت لواء التوحيد ، نعم فهو شهر أنزل في القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، الفرقان بين الإيمان والكفر وبين الحق والباطل وبين الشجاعة والجبن والنفاق ، نعم هو ترغيب للمؤمنين وترهيب للظالمين من سوء المنقلب .. فمرحبا برمضان ومرحبا بالشهادة في سبيل الله في أحب الشهور إلى الله وإلى رسوله والمؤمنين ..

إشترك في قائمتنا البريدية