اليمن: وفاة مواطن وخسائر كبيرة في الممتلكات جراء المنخفض الجوي في حضرموت

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صنعاء- «القدس العربي»: استمرت التأثيرات السلبية للمنخفض الجوي الذي ضرب شرقي اليمن في اليوم الثاني، فيما أعلنت محافظة حضرموت وفاة مواطن وخسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية، أمين بارزيق، قوله: “إن التقارير الأولية للأمطار والسيول التي شهدتها محافظة حضرموت نتيجة تأثير أخدود من منخفض جوي، سجلت حالة وفاة مواطن وأضراراً في الأراضي الزراعية والطرقات والكهرباء والمياه”.
وأضاف أن التقارير الأولية سجلت أيضًا أضراراً بالطرقات الإسفلتية، وشبكة الكهرباء (33)، وخروج مياه آبار المياه في ثلة، المغذية لمدينة المكلا، وجرف عدد من سيارات المواطنين”.
وأشار بارزيق إلى تسجيل أضرار أخرى بالأراضي الزراعية في مديرية غيل باوزير، والطرق الترابية والأراضي الزراعية في أرياف المكلا، وكذا تضرر شبكة المياه في قصيعر شرق مدينة المكلا.
وقالت مصادر محلية إن فرق الطوارئ وعمال الصيانة والآليات والمعدات التابعة للمكاتب والوحدات والمؤسسات الحكومية دخلت في حالة استنفار قصوى وعملت على تسخير جميع الامكانيات وتجنيد هذه الفرق لإطلاق عمليات تنظيف شاملة لفتح الطرق وإزالة مخلفات الأمطار والسيول، وتنظيف الشوارع من الأوحال والأتربة والنفايات، وفتح المسالك والطرقات وشفط المياه.
وكانت الأمطار مستمرة في الهطول، أمس، على مناطق أخرى في محافظة حضرموت مع استمرار تدفق السيول في بعض منها كوادي حجر وصولًا إلى مديرية بروم ميفع صباح الخميس، فيما يظل التأثير السلبي للمنخفض الجوي يشكل تهديداً خطيراً حتى السبت.
واجتاح المنخفض الجوي، الأربعاء، محافظة حضرموت، وهطلت أمطار غزيرة على معظم مناطق المحافظة، وتدفقت السيول في شوارع مدينة المكلا، وألحقت أضرارًا في الطرقات، وجرفت عشرات السيارات والمركبات ،أما في وادي حضرموت فاجتاحت السيول مدينتي سيئون وتريم بدرجة رئيسية، وتسببت في قطع الطريق بين المدينتين؛ ومازالت المحافظة معرضة لاشتداد غزارة الأمطار في بعض المناطق.
وأطلقت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع حضرموت، تحذيرات عاجلة للمواطنين القاطنين في مساكن قريبة من الجبال وشعاب جبلية في مدينة المكلا، وذلك لاحتمالية حدوث انهيارات صخرية على مجاري تدفق مياه السيول والأمطار.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية، أمس الخميس، إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، أجرى اتصالًا هاتفيًا بمحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، “للاطمئنان على الأوضاع في المحافظة والاطلاع على جهود مواجهة آثار المنخفض الجوي الذي أجتاح المحافظة خلال الساعات الماضية، مصحوبًا بأمطار غزيرة وسيول جارفة أسفرت عن خسائر بشرية وأضرار في الممتلكات والأراضي الزراعية والطرقات والبنى التحتية”.
واستمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي من محافظ حضرموت إلى تقييم أولي لآثار المنخفض الجوي وسير أعمال الإغاثة، والإخلاء، وفرق الطوارئ في مختلف المديريات.
وكان قد أجرى الأربعاء، اتصالًا هاتفيًا برئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، لمتابعة مستجدات المنخفض الجوي، ووجه برفع حالة الجاهزية ومضاعفة الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع مختلف الأجهزة. إلى ذلك، أطلع رئيس مجلس الوزراء، بن مبارك، من قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، على تقرير أولي حول الأضرار التي خلفها المنخفض الجوي الذي تأثرت به، الأربعاء، كافة مديريات المحافظة.
ووجه بن مبارك بتكثيف عمل لجنة الطوارئ بالمحافظة وفرق الطوارئ والإنقاذ بالمديريات وغرف العمليات، بما يُساهم في حفظ الأرواح والممتلكات، طبقاً لوكالة الأنباء الحكومية.
إلى ذلك، قالت مصادر حكومية، أمس الخميس، إن الفرق الفنية التابعة للمؤسسة العامة للطرق والجسور في وادي وصحراء محافظة حضرموت، قامت بفتح الطريق الرئيسي سيئون – تريم (جسر ثبي) أمام حركة المواطنين والمواصلات والنقل بعد توقف السير بالطريق نتيجة آثار المنخفض الجوي والأمطار والسيول.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة على عدد من المحافظات، تؤدي إلى تدفق السيول على صحاري وهضاب وسواحل محافظات شبوة وحضرموت والمهرة خلال الـ 24 ساعة القادمة.
وفي محافظة المهرة، التي تأثرت أيضًا بالمنخفض الجوي، قالت مصادر محلية لـ”القدس العربي” إن الأمطار ظلت خفيفة نسبيًا حتى الأربعاء على السواحل، بينما هناك أمطار شديدة على المرتفعات، ما أدى إلى تدفق السيول في الأودية، ما تسبب في إغلاق عدد من الطرقات.
وتفقد محافظ المحافظة محمد علي ياسر، أمس الخميس، الأعمال الجارية في فتح الطرقات عقب السيول التي تدفقت على عدد من الأودية إثر المنخفض الجوي الذي تأثرت به المحافظة خلال الساعات الماضية.
وأطلع المحافظ خلال زيارته التفقدية لوادي الجزع – المدخل الشمالي لمدينة الغيضة والواقع على الخط الدولي الساحلي – على الجهود التي يقوم بها فرع مؤسسة الطرق والجسور ومكتب الأشغال العامة في فتح الطرق وتصفية ممرات السيول أمام المركبات وحركة السير.
واستعداداً لتأثيرات المنخفض الجوي على المحافظات الأخرى، باشرت لجنة الطوارئ بمحافظة مأرب، الخميس، مهامها الميدانية استعداداً لمواجهة كافة المخاطر المحتملة للمنخفض الجوي المتوقع أن تتأثر به المحافظة خلال الأيام المقبلة. ويأتي المنخفض الجوي، الذي يضرب اليمن حاليًا، امتدادًا للمنخفض الذي تسبب بسيول جارفة في عُمان والإمارات مؤخراً.
وتمثل السيول أحد أكبر الكوارث الطبيعية التي تهدد اليمن سنويًا.
وحسب دراسة لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فإن السيول تمثل إنعكاسًا لآثار تغيّر المناخ في اليمن، حيث تهطل الأمطار لمدة قصيرة، لكن بكثافة عالية، فتسبب سيولاً مفاجئة تحصد الأرواح وتخلف دمارًا في الأراضي الزراعية والممتلكات.
وأظهرت دارسة لمساعد عقلان، الباحث في المركز، أن البنية التحتية في اليمن غير قادرة على الصمود ضد الكوارث الطبيعية، ما يعرض حياة فئات المجتمع للخطر ويهدد بفقدانها مصادر كسب عيشها بشكل متزايد.
وشددت الدراسة على ضرورة إنشاء نظام إنذار مبكر في محافظة المهرة، كوسيلة لحماية الأرواح البشرية، وتقليل الأضرار والخسائر المادية، والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، إذ يساعد ذلك النظام على مواجهة أحوال الطقس المتطرفة من خلال جمع المعلومات وتعزيز القدرة على التنبؤ بنمط الطقس، ما يتيح فرصة تحذير المواطنين استباقياً، وتسليط الضوء على مخاطر مثل هذه الظواهر، ومساعدة السلطات في التخطيط والاستجابة لها.
وحسب الدراسة، فقد “شهد اليمن خلال العقدين الماضيين تنامي الكوارث الطبيعية المرتبطة بالظواهر الجوية المتطرفة. كما تسبب النمو السكاني السريع، والتوسع الحضري العشوائي، والافتقار للقوانين البيئية إلى جانب تمركز الفئات السكانية الضعيفة في مناطق أكثر عرضة لمخاطر تغيّرات الطقس، بزيادة فرص وقوع النكبات الناجمة عن الكوارث الطبيعية، التي تفاقمت آثارها مع استمرار حرب اليمن منذ ما يقرب عقد من الزمن وما نتج عنها من أزمة إنسانية”.
واعتبر “المهرة أحد أكثر محافظات اليمن تضررًا من الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغيّر المناخ، حيث تطل المحافظة على كلٍ من بحر العرب والمحيط الهندي، ما يجعلها عرضة للظواهر الجوية المتطرفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية