اليمن: تصاعد ردود الفعل إزاء تعرض أمين عام نقابة الصحافيين لإطلاق نار في صنعاء

حجم الخط
0

عدن– «القدس العربي»: تصاعدت ردود الفعل الدولية واليمنية إزاء ما تعرّض له أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين، الأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب، محمد شبيطة، الثلاثاء، بصنعاء، من إطلاق رصاص على سيارته، ما تسبب بوفاة قريبه الذي كان على متن السيارة وإصابة نجل المتوفى؛ فيما أصيب شبيطة بثلاث رصاصات في بطنه وساقة اُسعف على إثرها إلى المستشفى.
وأدان الاتحاد الدولي للصحافيين، أمس الأربعاء، “الهجوم الشنيع” الذي تسبب بإصابة أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين والأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب محمد شبيطة، بينما كان داخل سيارته رفقة أقاربه في صنعاء، مطالبًا بفتح تحقيق في ملابسات الحادث، متمنيًا للزميل شبيطة الشفاء العاجل.
فيما اعتبرت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، في بيان، “أن ما يتعرض له شبيطة يثير كثيرًا من الشك، في ظل الاستهداف المتكرر الذي يتعرض له الصحافيون في اليمن، والاستهداف الممنهج لـحرية الرأي والتعبير، التي بلغت أدنى مستوياتها بالمقارنة مع بلدان العالم الأخرى”، معتبرة “أن استهداف الصحافيين يمثل انتهاكًا خطيرًا لحرية التعبير التي كفلتها القوانين الوطنية والدولية”.
وعبّرت عن إدانتها واستنكارها الشديد لما تعرض له شبيطة، محملةً سلطات الحوثيين المسؤولية الكاملة عن سلامته.
ودعت المنظمة “سلطات صنعاء لسرعة القبض على المتورطين في الجريمة، وإحالتهم إلى القضاء، مع إطلاع الرأي العام على مجريات القضية”.
الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، أدانت واستنكرت “جريمة محاولة الاغتيال التي تعرض لها أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين بإطلاق الرصاص على سيارته أثناء مروره في أحد شوارع صنعاء”. وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، وفق وكالة الأنباء الحكومية، إن “هذه الجريمة النكراء تأتي في ظل تزايد غير مسبوق لأعمال القمع والتنكيل الذي يمارسه الحوثيون، وتطال السياسيين والصحافيين والإعلاميين والحقوقيين والنقابيين والناشطين، بهدف تكميم أفواههم وثنيهم عن التعبير عن آرائهم”، على حد تعبيره. كما أدانت منظمة “صحفيات بلا قيود”، في بيان، “محاولة الاغتيال التي تعرض لها شبيطة في صنعاء”، معتبرة “ما حدث له جريمة ضد الإنسانية، واعتداء على شخص مدني بشكل مباشر؛ بسبب عمله الصحافي والنقابي”.
وطالبت “بفتح تحقيق فوري وشامل لكشف ملابسات الجريمة، والقبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع”.
واعتبرت ما حصل “جريمة إرهابية، وتمثل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية، وتهدف إلى إسكات صوت من بقي من الصحافيين وأصحاب الرأي، ومنعهم من التعبير عن آرائهم”. أحزاب ومنظمات مجتمع مدني يمنية عديدة أدانت واستنكرت الجريمة؛ واعتبرتها تهديدًا خطيرًا لأمن المجتمع ولحرية الرأي والتعبير؛ مطالبة بسرعة التحقيق وكشف الملابسات وإحالة المتورطين للقضاء.
وكانت نقابة الصحافيين اليمنيين أدانت في بيان، الثلاثاء، “الاعتداء الذي تعرضه له الأمين العام”، محملة سلطات الأمر الواقع في صنعاء “المسؤولية الكاملة عن سلامة الزميل محمد شبيطة”. وحسب البيان، “تعرض الزميل محمد شبيطة لإطلاق نار من مسلحين، (صباح الثلاثاء)، في صنعاء بالقرب من وزارة الإعلام بعد أن أوقف مسلح سيارة الزميل الأمين العام وباشره بإطلاق الرصاص، وتبع ذلك إطلاق ناري مباشر على السيارة ما أسفر عن مقتل قريب له وإصابة آخر، فيما تعرض الأخ الأمين العام لطلقتين ناريتين في الساق، وطلقة في البطن، ونقل على أثر ذلك إلى المستشفى، حيث يتلقى العلاج”.
فيما أكدت مصادر أن رواية ما حصل ما زالت غير مكتملة، إذ إن ثمة تفاصيل ما زالت غير معروفة، في ظل تضارب الروايات.
وقال القيادي في نقابة الصحافيين، منصور الجرادي، “إن الحادث وقع في دوار وزارة الإعلام بصنعاء عندما كان محمد يقود السيارة رفقة ابن عمه ونجله، عندما تفاجأ بشخص يهرع نحو السيارة ليصعد إليها هربًا من مجموعة من المسلحين يلاحقونه، وكان هذا الشخص مسلحًا أيضًا، لكن الجميع تفاجأ بوابل من الرصاص على السيارة والشخص الهارب، وقُتل فورًا ابن عم محمد وجُرح محمد بجروح خطيرة، وجُرح نجل ابن عمه بجرح سطحي”. لكن الجرادي أكد أهمية انتظار نتائج التحقيق الأمني.
وعن الحالة الصحية لشبيطة أكدت مصادر طبية أنه تم إخضاعه لأكثر من عملية تم خلالها معالجة الأضرار التي لحقت بالمعدة والأمعاء الدقيقة والمستقيم بعد أن تم إخراج الرصاصات من جسده مؤكدة أن حالته ما زالت بحاجة لعناية خاصة في قسم العناية المركزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية