اليمن: بروكسل تستضيف اجتماعاً بشأن الملف الإنساني و190 منظمة إغاثية تطلق نداء لتغطية 2,3 مليار دولار «بصورة عاجلة»

أحمد الاغبري
حجم الخط
0

صنعاء – «القدس العربي» : تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الثلاثاء، الاجتماع السادس لكبار المسؤولين المعنيين بالملف الإنساني في اليمن، فيما أعلنت 190 منظمة إغاثية أممية ودولية ومحلية، الإثنين، بيانًا مشتركًا تطلب فيه تمويل الدعم الإنساني لـ18.2 مليون محتاج هناك، لاسيما وأنه بعد مرور خمسة أشهر لم يتم تحصيل سوى 0.4 مليار دولار أمريكي من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024 البالغة 2.7 مليار دولار والمتبقي منها 2.3 مليار دولار. وحذرت المنظمات من “عواقب وخيمة على أرواح النساء والأطفال والرجال في اليمن” جراء تداعيات استمرار فجوات التمويل القائمة، مطالبة بمعالجتها “بشكل عاجل”.
ويناقش اجتماع بروكسل الوضع الإنساني في اليمن، واحتياجاته، وجهود الاستجابة الدولية لتغطية خطة التمويل والدعم الإنساني في اليمن لهذا العام.
وتسببت الحرب التي دخلت العام العاشر في اليمن بخلق مأساة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ الحديث وفق الأمم المتحدة.
ولم تستطع الأمم المتحدة خلال العام 2023 الحصول على التمويل اللازم لتغطية خطة الاستجابة، التي كانت تتطلب 4.34 مليار دولار أمريكي، بينما ما تم تغطيته وصل إلى ما نسبته 37.5 %، فكانت الفجوة التمويلية كبيرة، وهو ما نجم عنها توقف أنشطة عدد من برامج الإغاثة الأممية، وبالتالي تفاقم الوضع الإنساني للعائلات الفقيرة، التي كانت تعتمد على الدعم الإنساني الإغاثي في معيشتها فضلاً على تراجع دعم تمويل عدد من برامج التطبيب والصحة وتوفير مياه الشرب وغيرها من البرامج.
وجاءت خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لهذا العام “متسمة بالتركيز والأولويات المحددة”.
وفي البيان الذي نشره موقع (رايلف ويب) التابع للأمم المتحدة، فقد ناشدت بشكل عاجل 190 منظمة تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني اليمني، المجتمع الإنساني الدولي من أجل توفير الدعم المستمر لـ18.2 مليون شخص من ذوي الاحتياج في اليمن. وذكر أنه تم حتى الآن الحصول على تمويل قدره 435 مليون دولار أمريكي فقط من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لهام 2025 البالغة 2.7 مليار دولار أمريكي، ما يترك متطلبات غير ملباة تبلغ 2.3 مليار دولار أمريكي. “مع 9 سنوات من الصراع يحتاج أكثر من نصف عدد السكان في اليمن، أي 18.2 مليون شخص بمن فيهم 14 مليون امرأة وطفل، إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية. وقال البيان: “في عام 2023، دعمت 229 جهة عاملة في المجال الإنساني، معظمهم من الشركاء المحليين، نحو 8.4 مليون شخص شهرياً بخدمات الحماية(…) وتصل المساعدات إلى من هم يحتاجون إليها بالرغم من قيود الوصول والتمويل.
وتابع: “يقف اليمن اليوم عند مفترق طرق. شهدت البلاد تحسناً طفيفاً في الأوضاع الإنسانية عقب الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة واستمرارها بحكم الأمر الواقع”. وأضاف: “بفضل هذه المكاسب، اتجه الشركاء نحو برامج بناء القدرة على الصمود وتعزيز الحلول المستدامة من خلال معالجة مسببات الاحتياجات. مع ذلك، لا يمكننا تجاهل الاحتياجات الإنسانية الكبيرة التي لا تزال قائمة، ولا يمكن تلبيتها من دون الحصول على التمويل الكافي للاستجابة لها.”
وقال إن “نقص التمويل يشكل تحدياً أمام استمرارية البرامج الإنسانية، ما يتسبب بتأخير وتقليص وتعليق برامج المساعدات (…) تشكل التحديات أضراراً مباشرة على حياة الملايين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية من أجل البقاء على قيد الحياة”.
ودعا البيان “المانحين إلى معالجة فجوات التمويل القائمة بشكل عاجل، وتقديم الدعم المستدام لتعزيز القدرة على الصمود وتقليل الاعتماد على المساعدات.”
على الصعيد ذاته، أكدت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أمس الإثنين، في تدوينة على منصة أكس، تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن يومًا تلو الآخر.
وأوردت مؤشرات هذه الأزمة: “18.2 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية، 4.5 مليون نازح داخليًا، 16.4 مليون شخص بحاجة لخدمات الحماية، 1.7 مليون شخص بحاجة للمأوى والمواد الأساسية”. وقالت: “هناك حاجة لتوفير التمويل بصورة عاجلة”.
في السياق ذاته، أعلنت مجموعة المأوى “شلتر كلاستر”، الإثنين، أن الأمطار والفيضانات المدمرة في اليمن أثرت على أكثر من 37000 شخص هذا العام. وأوضحت المجموعة في تدوينة على منصة أكس، أنها قامت بناء على ذلك “بتوسيع نطاق الاستجابة لحالات الطوارئ، حيث ساعدت ما يقرب من 9000 شخص بتزويدهم بالمستلزمات المنزلية الأساسية”.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن اجتماع لجنة الطوارئ بمحافظة المهرة في أقصى شرق اليمن، أمس الإثنين، أن الأمطار والفيضانات التي شهدتها المحافظة مؤخرًا جراء المنخفض الجوي، تسببت في وفاة أربعة مواطنين وإصابة 36 آخرين، بالإضافة إلى نزوح مئات الأسر من منازلها، وتضرر الطرقات الرئيسية والفرعية وسقوط العديد من الجسور والعبارات وأعمدة الكهرباء وشبكة الاتصالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية