اليمن: الشكوك لا تزال حاضرة رغم الإعلان السعودي عن تحديد الثلاثاء للتوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي الجنوبي

حجم الخط
0

تعز-“القدس العربي”: ذكرت العديد من المصادر السياسية أمس أن الشكوك ما زالت حاضرة بقوة بشأن موعد توقيع الاتفاق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ذو التوجه الانفصالي بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من الإعلان الرسمي من قبل السعودية على تحديد الثلاثاء المقبل موعدا للتوقيع على هذا الاتفاق المزمع التوقيع عليه في الرياض بحضور رسمي رفيع.

وقالت لـ”القدس العربي” إن “الأجواء السياسية في جنوب اليمن ما زالت ملبدة بالغيوم وغير مهيأة لتوقيع مثل هذا الاتفاق، الذي يحاول المجلس الانتقالي عرض نفسه كممثل للجنوبيين” فهم يرون أنه مجرد فصيل مسلح ضمن العديد من المكونات الجنوبية الأخرى التي يجب عدم اغفالها في هذا الاتفاق أو في أي اتفاق مستقبلي يخص أبناء الجنوب.

وأوضحت أن هناك خلافات عميقة هذه المرة بين المكونات السياسية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وأنها “لن تقبل بأي تهميش لها أو إغفالها في اتفاق الرياض أو في أي اتفاق مستقبلي يتعلق بأبناء الجنوب اليمني”.

وكان السفير السعودي محمد آل جابر أعلن في سلسلة تغريدات بحسابه الرسمي في موقع التدوين المصغر (تويتر) أن عملية التوقيع على اتفاق الرياض ستتم الثلاثاء المقبل بحضور رسمي رفيع من السعودية واليمن.

وقال آل جابر “ستجرى مراسم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يوم الثلاثاء المقبل 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بقيادة ولي العهد الأمير بن سلمان وحضور كل من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد”. مضيفا “نسأل الله أن يجعله فاتحة خير لمرحلة جديدة من الاستقرار والأمن والتنمية في اليمن”.

وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الارياني أيضا أن مراسم التوقيع الرسمي على ‎اتفاق الرياض سيتم الثلاثاء المقبل برعاية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني بدربه منصور هادي وقيادات الدولة والحكومة والأحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية اليمنية.

ونسبت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” النسخة الحكومية إلى الأرياني قوله إن “هذا الحضور السياسي يؤكد حرص الأشقاء في المملكة العربية السعودية والرئيس عبدربه منصور هادي على حضور مختلف المكونات الجنوبية والنخب السياسية اليمنية بهدف توحيد جهود كافة اليمنيين تحت مظلة الشرعية الدستورية في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب المليشيا الحوثية”.

وأشار الأرياني إلى أن هذا الاتفاق يعد ضمن الجهود السعودية الرامية إلى دعم جهود الحكومة في تثبيت الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.

وكانت العديد من المصادر الحكومية اليمنية نقلت الأسبوع الماضي عن مسؤولين حكوميين سعوديين، مشاركين في رعاية الحوار بين الجانبين الحكومي والانتقالي الجنوبي، أن التوقيع على اتفاق الرياض سيتم مطلع الأسبوع الماضي وتأجل مرارا حتى نهاية الأسبوع ولم يتم ذلك. وتعتقد بعض القيادات السياسية أنه نظرا لفشل إجراء التوقيع مرارا خلال الأسبوع الماضي لا يستبعد تكرار ذلك الفشل مرة أخرى، بعدم تمكن الرياض من ايصال أطراف الحوار حول هذا الاتفاق إلى طاولة التوقيع عليه نظرا للقصور الكبير الذي يحيط به والبنود الملغومة التي يتضمنها، والذي لن يخمد إلا مشكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، بينما سيؤسس لمشاكل وقضايا أخرى لا تقل خطورة عن حجم الصراع المسلح بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي.

وسخرت بعض الشخصيات السياسية اليمنية من هذا الاتفاق الذي أوضحت انه يعد “تشليحا” لسلطة الحكومة الشرعية في اليمن وتوزيعها بـ”التقسيط” على مختلف الميليشيا المناهضة للحكومة، ابتداء من ميليشيا المجلس الانتقالي في الجنوب، وربما انتهاء بميليشيا الانقلابيين الحوثيين في الشمال.

وقال الكاتب الصحافي الجنوبي أنيس منصور تعليقا على مراسم التوقيع على اتفاق الرياض “السعودية تهين الحكومة الشرعية في كل المواقف، آخرها دعوة محمد بن زايد لحضور مراسم التوقيع على اتفاق الرياض، والذي يعد حضوره إهانة واستهانة بالدم اليمني الذي سال على يد بن زايد” في إشارة إلى الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من حكومة أبو ظبي تحديدا وبرعاية مباشرة من ولي العهد محمد بن زايد.

وأضاف منصور “قلتها قبل أشهر المتغطي بالسعودية يعد عريانا، وكل يوم يسقط ثوب للحكومة الشرعية ولم يتبق سوى الملابس الداخلية ستسقط الثلاثاء المقبل”.

من جانبه قال المحلل السياسي كمال البعداني ساخرا “يوم الثلاثاء كل طرف يحضر ولي أمره، المجلس الانتقالي يحضر محمد بن زايد والحكومة الشرعية تحضر السفير السعودي لدى اليمن”.  وشبه حضور بن زايد لمراسم التوقيع على اتفاق الرياض بحضور (قاتل مراسم دفن المقتول) والذي “استقبل فيه العزاء ثم تعهد بالثأر له”.

وأضاف “في عام 2013 كان الرئيس هادي يوقع اتفاقيات مع زعماء الصين من أجل تطوير وتشغيل ميناء عدن، وفي عام 2019 أصبح يوقع اتفاقيات مع عيدروس الزبيدي (رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي) التابع للامارات من أجل أن يرجع إلى عدن”. معتبرا هذا الوضع مهزلة سياسية للرئيس هادي وحكومته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية